آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس تحتفي بثورة المريدين

مكناس تحتفي بثورة المريدين

نظمت الجمعية الإسماعيلية الكبرى مساء الجمعة 4 مارس الجاري بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمكناس لقاء تقديم وتوقيع العمل الروائي الأخير لوجه من الوجوه الثقافية للعاصمة الإسماعيلية الدكتور سعيد بنسعيد العلوي "ثورة المريدين" الصادرة في مطالع سنة 2015 عن المركز الثقافي العربي. ونظمت بالمناسبة ندوة قراءة في العمل أدارها الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل، وشارك فيها عبد الرحمن بن زيدان ومحمد أمنصور، وتغيب عبد الإله قيدي لأسباب مهنية، مرتبطة بالامتحانات بكلية الآداب بفاس. كما أخبر بذك الحضور مسير الندوة.

وإذا كان الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل قد وقف في كلمته التقديمية عند جوانب الروعة في هذا العمل الروائي الثالث لأستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس والرئيس الأسبق لنفس الجامعة. باعتبارها تركيبا لنصين روائيين متداخلين يتم فيهما الانتقال من عالم المهدي بن تومرت وسيرته، إلى عالم اليموري الذي يحكي عنه، في تنقل بين عالم “بين المدينة” والقاهرة ومراكش. فإن الدكتور أمنصور أكد على خصوصية الرواية، باعتبارها أولا رواية تاريخية في قالب تجريبي يزاوج فيها السارد بين لحظتين سرديتان متقاطعين تاخذان شكل رواية داخل رواية. إضافة إلى كونها من النصوص الرائدة في النزول إلى ميدان التحرير وتسجيل الوقائع والصور ... تقدم يوميات الميدان، وهي- يضيف الدكتور أمنصور- تحدث فيما يشبه التسجيل لمجريات الأحداث بموازاتها التوثيق لمعادلها في الماضي.

أما الدكتور بن زيدان فقد حاول وضع عنوان كبير لمداخلته، فلم يجد أفضل من عبارة "رواية ثورة المريدين للدكتور سعيد بن سعيد العلوي تاريخ ما كان وما سيكون" وذلك اعتبار ما كان عندما يستعرض المرجعية الدينية التي قامت عليها بعض الدول، وما سيكون هو نتيجة لما كان. في محاولة لإثارة ارتباط الدين بالسياسة.

هذا وقد اثارت الندوة أسئلة عن علاقة المؤرخ بالروائي، أسئلة دفعت بالدكتور سعيد بنسعيد العلوي إلى الإدلاء بدلوه حين اعتبر أن ما يتوق إليه المؤرخ هو تقديم ما يعتقد أنه الحقيقة، في حين أن ما يهفو إليه الروائي هو الإمتاع عبر الخيال. وهو ما يجعلنا أمام ثنائية الصدق والكذب.

واختتم اللقاء بتوشيح المحتفى به بشواهد وجوائز قدمها أعضاء الجمعية المنظمة

الرواية تتحدث عن عبد المولى اليموري الذي انزوى في «بين المدينة»، المدينة الشاطئية الجميلة في أقصى الجنوب الإسباني ليكتب رواية تاريخية بطلها المهدي بن تومرت الموحدي، واندلعت ثورات «الربيع العربي» حين بلغ اليموري وكان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، محترفا كتابة السيناريو، مرحلة متقدمة في كتابة روايته التي استعان فيها بعدد غير قليل من المراجع التاريخية التي تتصل بالمهدي وعصره وسيرته، وفي مقدمتها كتاب أخبار المهدي للبيدق، أقدم وأشهر كتاب في التأريخ لمؤسس دولة الموحدين. ومن خلال التلفزيون، كان يتابع الأحداث قبل أن يقرر الذهاب إلى مصر والنزول إلى ميدان التحرير. هنا سيشرع المهدي بن تومرت في الظهور، محرضًا، ثم في الاختفاء بعد ذلك، ستزداد حيرة اليموري عندما سيكتشف أن هنالك مخطوطا ضائعا دون فيه البيدق سيرة المهدي الحقيقية، لا تلك التي ينسج فيها البيدق بمؤسس الدولة الموحدية صورة «المعصوم»، ستبدأ رحلة البحث عن المهدي، وعن المخطوط المفقود، في جوف أحداث الربيع العربي، وفي الوقت ذاته كان اليموري يحيا صراعا باطنيا تتقاذفه فيه الأحلام والرغبات.

والمؤلف هو أستاذ الفلسفة  بجامعة محمد الخامس والرئيس الأسبق لنفس الجامعة.شغلمنصب الأمين العام المساعد لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات. نشر مجموعة من الدراسات والكتب من بينها: قول في الحوار والتجديد، المسلمون والمستقبل، خطاب الشرعية السياسية في الإسلام السني، أدلجة الإسلام بين أهله وخصومه، الفكر الإصلاحي في المغرب المعاصر محمد بن حسن الحجوي نموذجا، 16 ماي: الواقعة والدرس،عوائق التحول الديمقراطي في الوطن العربي، شروط المصالحة مع السياسة في المغرب، الاجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكر السلفي في المغرب، الوطنية والتحديثية في المغرب، أوروبا في مرآة الرحلة، صورة الآخر في آداب الرحلة المغربية المعاصرة.اما أدبيا فله روايتان:“مسكالليل”و”الخديعة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد العالي عبدربي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-03-07 19:38:43

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك