آخر الأحداث والمستجدات 

مليكة الغالي أو الجزارة بصيغة المؤنث بمكناس

مليكة الغالي أو الجزارة بصيغة المؤنث بمكناس

بمحل للجزارة  داخل السوق المركزي لحمرية بالمدينة الجديدة مكناس، بدأت  مليكة الغالي عملها منذ 23 سنة كمساعدة  لأبيها وكأ ول امرأة تعمل في مجال الجزارة بمدينة مكناس ، إذ نجحت باكتساب الخبرات الكافية للمهنة، وتمكنت من  أن تحترف  مهنة الجزارة ما أهلها لكي تكون محط أنظار الجميع، برغم التحديات الكبيرة التي واجهتها كعنصر نسوي يقتحم  مهنة رجالية، أثبتت للجميع أن المرأة لا يعيقها أي شيء في أن تحترف أي مهنة تريد.

وتعود البدايات الأولى لمليكة الغالي ذات 46 سنة  قبل عام  1989  حيث  تتحدث عن واقع  تجربتها  لأقتحامها   مهنة  ابيها  وتقول : فتحت عيني على   عائلة  جل أفرادها  يحترفون مهنة الجزارة  وأبي المرحوم  الغالي الجيلالي  كان يدير  هدا المحل المتواجد  بالسوق المركزي لحمرية  بمكناس  و نظرا  لتقدمه في السن  ولسبب  فقدانه الثقة في احد  مستخد ميه  الدي  اتضح لديه  عدم إخلاصه في العمل  ،  استقدمني الى  المحل  بعد ان انقطعت عن الدراسة عند  مستوى الباكالوريا  بسبب مرض الم بي أنداك ،  لاقوم  في بداية الامر  كمساعدة في ضبط و تحصيل مداخيل  محل  الوالد ،  ومع  مرور السنين  وبحكم تواجدى  داخل المحل ،   تمكننت  بفضل تشجيع  والدي  وأخي تغمدهما الله برحمته   من كسب  خبرة ومعرفة تامتين  بكل ما يتعلق  بحرفة الجزارة التي احببتها ولو ان والدي كان   يتمنى قيد حياته  ان أتابع دراستي  بالاكاديمية الملكية العسكرية بمكناس  وأتخرج منها  ضابطة عسكرية ، لكن  تشاء الصدف ان أرث مهنة  الوالد رحمة الله عليه وأصبح أول امرأة تعمل في ميدان الجزارة بمكناس  .

وعن  مواصلة واستمرار العمل  داخل  محل للجزارة  بعد وفاة  الوالد والاخ  ، تروي مليكة  « ان الاستمرارية  كانت صعبة جدا،    و أن تحمل المسؤولية  كانت بمثابة تحدٍّ كبير لشخصيتها  فهناك من لم  يتقبل وجودها ، وهناك من رفض مساعدتها  في البداية، إلا أن  حبها للمهنة   وإحساسها  بالمسؤولية خصوصا  بعد وفاة والدها  سنة 1993 ،  ساعدها  جدا في المضي في عملها  واستمرارها  ، أنا الآن  تقول مليكة أستطيع القيام بأي شيء في المحل كما إنني  أعلم جميع التفاصيل عن عملي ،    طبعا بمساعدة  احد ابناء اخي الدي يساعدني في انجاز   بعض  العمليات  التي تتطلب جهدا إضافيا ، والفضل الكبير لاستمراري  يعود بالاساس  إلي  حبي لهده المهنة الشريفة .

تقول  مليكة  الغالي التي لا زالت تقطن  بمنزل والدها   بدرب الخواجة بحي الصباغين بالمدينة العتيقة مكناس ،  إن أغلب زبنائها من النساء، فهن يفضلن التعامل معها، كما أنهم يقدرونها ويحترمونها   لدرجة تجعل مليكة  صديقة لأغلبهن ، كما أنهم يفرحون لوجودها  كامرأة وسط عالم رجالي، ويشجعونها  على المضي في العمل وبهدا الصدد  تقول  إحدى  زبونات مليكة :"أفضل المجيئ  الى هنا  عند مليكة  لأن الخدمة  جيدة  وراقية  والنظافة  مضمونة والاستقبال بالابتسامة الدائمة  شيء جميل  يجعل   الناس تشعر  ان هناك  شيئا مميزا  فيها ،  ما يدفعهم الى   التعامل معها "، أما الرجال  خاصة في بداية عملي تقول مليكة  ، كانوا يبدون استغرابهم  لوجود  أمراة  تعمل في محل للجزارة ، بل  يرفضون التعامل معي ويشككون في قدرتي على اثقان الحرفة ، إلا أنهم في الأخير، وثقوا بي وأصبح وجودي لا يشكل لهم أي عائق، بل تحول بعضهم إلى زبون دائم لدي.».

».

وعن صعوبة العمل والمداومة اليومية  في محل للجزارة  التي  ليست سهلة بالنسبة للمراة  تقول مليكة «أنا أعمل يوميا من الساعة 8 صباحا إلى غاية  3 بعد الزوال دون انقطاع   وهو   وقت  اغلاق ابواب السوق المركزي  لانصرف   إلى البيت  ، غير ان تواجد  زوجة الاخ  وأبناءه  الدين اعتبرهم ابنائي واخوة لي ، ينسونني تعب ساعات  العمل المضنية   ما يجعلني   اسعد للرجوع في اليوم الموالي الى عملي  بأريحية لبداية يوم جديد .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الصمد تاج الدين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-01-18 12:14:00

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك