آخر الأحداث والمستجدات 

محاكمة رجل أمن بمكناس بتهمة الضرب المفضي إلى الموت

محاكمة رجل أمن بمكناس بتهمة الضرب المفضي إلى الموت

أرجأت غرفة الجنايات  بمحكمة الاستئنــاف بمكناس، بعد النقض الثلاثاء الماضي، البت في الملف رقم 14/210(خلية نساء)، الذي يتابع فيه رجل أمن برتبة مقدم من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه. وحددت الغرفة عينها تاريخ 26 يناير الجاري موعدا لمناقشة القضية، في انتظار التوصل بتقرير الخبرة العقلية، التي كانت أمرت، في وقت سابق، بإحالة المتهم عليها للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، التي أدين من أجلها ابتدائيا بالسجن المؤبد، قبل أن تراجع غرفة الجنايات الاستئنافية بالمحكمة ذاتها العقوبة وتجعلها 20 سنة سجنا.

وتفجرت القضية في منتصف ليلة سادس يوليوز 2012، عندما أشعرت المصالح الأمنية بمكناس بنقل فتاة في مقتبل العمر إلى المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس بالمدينة على متن سيارة خاصة، وهي في وضعية صحية جد حرجة نتيجة إصابتها بجروح بالغة في صدرها وظهرها وكتفها، قبل أن تلفظ آخر أنفاسها الأخيرة بقسم المستعجلات، متأثرة بالطعنات القوية التي تلقتها بواسطة السلاح الأبيض، استنادا إلى تقرير التشريح الطبي الذي خضعت له جثة الضحية المسماة (ك.م)، التي جرت تصفيتها على يد الظنين(ه.ع).

لم يكن يدور بخلد التلميذة (ك.م)، التي أنهت تحصيلها الدراسي بنجاح، وأخذت في الاستمتاع بالإجازة الصيفية كغيرها من التلميذات، أن كرونولوجيا حياتها ستتوقف عن الدوران في تلك الليلة المشؤومة، بل ولم تكن تتوقع أبدا أن نهايتها ستكون بطريقة وحشية، وعلى يد رجل أمن من المفروض أن يحميها من بطش المعتدين وليس العكس، عندما خرجت رفقة خالتها بغرض التخلص من نفايات المنزل في المطرح المعد لذلك، لتكون ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض من طرف الجاني، الذي باغتها قرب منزل والديها، الواقع بقصر شعشاع بحي الدار الكبيرة، وعمد إلى طعنها عدة مرات لتسقط أرضا مضرجة في دمائها البريئة، استنادا إلى تصريح خالتها التي أفادت أن شخصا مجهولا تعقب خطواتهما، قبل أن يستل سكينا متوسطة الحجم من تحت ملابسه، ويقوم بمطاردتهما، ما جعلها تفر منه ليقصد ابنة أختها الضحية ويعتدي عليها، لتعلم بعد ذلك أن الجاني لم يكن سوى أحد قاطني الحي المذكور.

وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم(ه.ع)، من مواليد 1976 بمكناس، الذي كان يعمل بمفوضية الشرطة بالحاجب، التابعة لولاية الأمن بمكناس، بالمنسوب إليه، موضحا أنه كان موجودا بمطبخ المنزل حينما سمع الضحية تتلفظ بكلام يخدش الحياء، ما جعله يتحوز بالسكين ويتعقب خطواتها ويطعنها في أنحاء متفرقة من جسدها. وأثناء استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من قبل الغرفة الثانية للتحقيق بالمحكمة عينها، امتنع المتهم عن الرد على أسئلة قاضي التحقيق، والشيء نفسه ساعة محاكمته ابتدائيا واستئنافيا، بعدما مثل في قفص الاتهام بلحية وشعر طويلين، مركزا نظره على سقف قاعة الجلسات رقم1، فضلا عن قيامه بحركات غير عادية، ما جعل دفاعه يلتمس من المحكمة عرضه على خبرة طبية للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، وهو الملتمس الذي لم تستجب له الغرفتان معا، بعدما قررتا اعتبار القضية جاهزة للمناقشة والبت فيها. في حين حضرت والدة الضحية مصرحة أنها فور إشعارها بالحادث هرعت إلى مسرح الجريمة لتجد فلذة كبدها تنزف دما وهي ملقاة على الأرض، مشيرة إلى أن الجيران هم من قاموا بنقل ابنتها إلى المستشفى، مبرزة أن الجاني كان يمارس مهامه بشكل طبيعي ولا تظهر عليه أعراض المرض النفسي.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2016-01-08 16:11:20

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك