آخر الأحداث والمستجدات 

عين الجمعة : قصة جماعة تعيش الإهمال

عين الجمعة : قصة جماعة تعيش الإهمال

'عين الجمعة' جماعة قروية يعود سبب ظهورها لعامل التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة، حيث تمتاز بوفرة أشجار الزيتون وبزراعة مختلف أنواع الحبوب والقطاني، بالإضافة إلى تربية الماشية وغيرها من الأنشطة الأخرى.

الزائر لعين الجمعة سيكشف للوهلة الأولى الإهمال الذي تعاني منه و تخبطها في العديد من المشاكل على مستوى عدة مجالات .

قبل التوجه لمقر الجماعة توقفت بإحدى المقاهي المبنية حديثا حيث وجدت فيها بعض الشباب الذين تبادلت معهم الحديث حول الأوضاع التي تعرفها البلدة بعدها قصدت مقر الجماعة في حدود الساعة التاسعة صباحا ، حيث لاحظت غياب العديد من الموظفين بل كانت جميع المكاتب مغلقة تماما بما فيها مكتب الكاتب العام ، لذلك لم أتمكن في تلك الفترة من أخذ بعض المعطيات.

بالقرب من مقر الجماعة قمت  بزيارة لمكتب البريد حيث وقفت على الخصاص الذي يعاني منه سواء على مستوى الموارد البشرية أو التجهيزات الأساسية ، مكتب جد ضيق يجعل الموظفين العاملين به في وضع لا يحسدون عليه حيث يطرح تساؤل كيف سيؤدي هؤلاء خدماتهم في ظل هذه الوضعية التي لا تشرف أحدا ؟، والغريب في الأمر هو وجود ساعي بريد واحد يغطي بخدماته المنطقة وخارجها وحول هذا الموضوع أخذت آراء بعض الزبناء الذين أظهروا عدم رضاهم لخدمات المكتب في ظل هذه الأوضاع الموشومة خصوصا بالنقص في الموارد البشرية التي من شأنها أن تساهم في تلبية طلبات الزبناء في ظرف زمني معقول .
هكذا إذن يظهر عدم مسايرة مكتب البريد لارتفاع عدد السكان والتطور العمراني الذي اكتسح العديد من المساحات التي كانت في السابق عبارة عن خلاء أو مشروع مناطق خضراء...

بالقرب من الملعب البلدي يوجد مقر دار الشباب يقول بعض الشباب أن هذا المقر مغلق و لا يؤدي أي خدمة حيث عرف بعض المشاكل جعلته يمتاز دوما بالفراغ والجمود التام ،وصارت بها مشاكل إدارية تطورت لكي تتسبب في حرمان شباب المنطقة من خدماته و السؤال المطروح هو إلى متى ستظل هذه الدار لا تقوم بدورها ؟

غير بعيد عن دار الشباب يوجد المركز الصحي بجنباته تنتشر أكوام كثيرة من الأزبال وروث البهائم ، العربات المجرورة رابضة على طول سوره الخارجي و الخيول والحمير والبغال وجدت لها مكانا هناك دون أدنى تدخل للحفاظ على نظافة ونقاوة مدخل المركز الصحي ، وكما يقول المثل المغربي « من باب الدار تعرف أصحابها « فالمشهد الخارجي يبدو كعنوان بارز لصحة مريضة عليلة و شغيلتها تعاني أكثر أمام التهميش و الخصاص المهول في الأطباء دوي الإختصاص و الممرضات وكذا المولدات ، مركز صحي وحيد بالمنطقة يقدم خدمات طبية محدودة نقص فظيع في المعدات و الأدوية به دار للولادة لا تتوفر على التجهيزات الضرورية حيث لازالت توجه الحالات المستعصية إلى مستشفى "بانيو" مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية تنهك جيوب المواطنين المثقوبة أصلا لتغطية تكاليف سيارة الإسعاف و غيرها ، لذلك فالسكان يتوجهون إلى المسؤولين عن القطاع مركزيا لأجل إحداث مستشفى يليق و تطلعاتهم ويتوفر على جميع الإختصاصات بما يخفف عنهم ولو نسبيا.

جولة خفيفة لا تتجاوز النصف ساعة وقفت من خلالها على مدى الإهمال الذي طال الطرقات والحفر التي غزتها و الأزبال التي اكتسحت مساحات كبيرة في ظل غياب نظافة فعلية ، فالحاويات وعلى قلتها فهي لا تحمل من ذلك سوى الإسم بحيث تآكلت و أصبحت في خانة المتلاشيات ، كما أن عدد عمال النظافة يعد غير كافي لجمع القمامات الأزبال بشكل دوري أمام توسع مستمر للمنطقة مما يؤكد أن هناك خللا واضحا ومدى التهميش الذي تعانيه المنطقة بفعل غياب تصور تنموي من شأنه أن ينهض بالمنطقة .

السوق الأسبوعي

هو الآخر يشهد فوضى و سوء التدبير حيث يؤمه سكان مجموعة من المناطق المجاورة لمكناس فاس سيدي قاسم وغيرها لتسويق الغنم و المنتوجات الفلاحية المختلفة ، ويذر هذا السوق على الجماعة عشرات الملايين من السنتيمات في السنة ، غير أن وضعيته الحالية المتسمة بالفوضى العارمة الناتجة عن سوء التنظيم وغياب السهر على التطبيق الصارم للمراقبة للذين لا يلتزمون بدفتر التحملات و يتملصون من أداء واجباتهم المالية لصالح الجماعة.

الثقافة

الثقافة لا محل لها في تخطيطات و مشاريع المجلس الجماعي حيث تعتبر ترفا فكريا و ميدانا غير مجد لا يساهم في تحويل الأموال العامة إلى الجيوب على حساب المستضعفين وكما قال أحد الشباب الذي وجدناه جالسا بالقرب من إحدى المحلات التجارية : « فاقد الشيء لا يعطيه « مضيفا كون مستوى أغلبية المسؤولين الجماعيين لا يساعدهم في التفكير في مثل هذه المجالات في حين تجد رؤوسهم عششت فيها الخرافات والشعودة وحب الذات ... لذلك فلا ننتظر من مثل هذه الفئة أن تكون هناك ثقافة لأنه و ببساطة توعية وتثقيف المواطن سيخلق وعيا بالمحيط و يعري واقع الجهل والجهلة و المتسلطين على هذه الجماعة الفتية ، فرغم وجود دار للشباب فان استغلالها من أجل الثقافة و الإبداع و الخلق لا يدخل في تصور و عقلية المسؤولين ، فالأبواب مغلقة باستمرار والنتيجة هي ضياع شباب المنطقة الذي أصبح تائه أمام الفراغ القاتل .

عين الجمعة زاخرة بالثروات الطبيعية والفلاحية التي حباها بها الخالق و خزان متدفق بالطاقات الحية الواعدة ، تتوفر على عقار أرضي كبير لكنها مفتوحة على واقع سيء و السكان يأملون ألا يخيب المجلس الجماعي الجديد آمالهم
كما يتطلعون إلى بزوغ فجر يحمل معه رياح التغيير و التطور والمشاريع المساهمة في التنمية البشرية و النزاهة الإستقامة و الشفافية و اقتلاع جذور الفساد الإداري و التلاعبات المالية و الاستغلال البشع للإنسان بهذه المنطقة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خالد المسعودي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-12-30 21:34:24

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك