آخر الأحداث والمستجدات 

تفاصيل جريمة الإعتداء على السياح الألمان بفاس

تفاصيل جريمة الإعتداء على السياح الألمان بفاس

كانت الساعة تشير إلى السادسة من مساء يوم الجمعة الماضي، حركة دائبة بسوق “الطالعة الكبيرة” التابع لمقاطعة البوعنانية في المدينة العتيقة لفاس. كان السوق ممتلئا بالمارة والمحلات التجارية مفتوحة.. التجار ينادون الزوار لمشاهدة بضاعتهم بشكل عادي، قبل أن يظهر 4 شباب في عقدهم الثاني وتوجهوا نحو 3 سياح أجانب، وفي أيديهم سكاكين من الحجم الصغير والمتوسط، استلوها موجهين ضربات قوية نحو السياح الذين كانوا في السوق، وطالت “السكاكين الغادرة” وجوه وبطون السياح الذين غاصوا في دمائهم.

صديقة السياح الثالثة، والتي كانت خلفهم، حسب ما ظهر في الشريط المسرب عن الواقعة، شاهدت الاعتداء، حيث قصدت مقهى مجاورا، هو مقهى “برشلونة” تستنجد برواده لإنقاذ أصدقائها، وفي هذه الأثناء، تمكن تمكن أحد السياح المصابين من تجريد أحد المعتدين من سلاحه، قبل أن يتدخل تجار السوق والشباب الذين كانوا ويعملوا على توقيف اثنين من المعتدين، في حين تمكن رفاقهم، وهم اثنين أيضا، من الفرار.

التحريات الأولية للشرطة، التي وجه لها الكثيرون انتقاذات كبيرة، مستغربين غياب الشرطة السياحية عن منطقة “سوداء” وتعج بالمارة والسياح، (التحريات) أظهرت أن الشباب كانوا في حالة تخدير وأن هدفهم كان السرقة، لكن شهود عيان قالوا إن المعتدين لم يظهر عليهم أي شيء يؤكد أن هدفهم كان سلب السياح ما بحوزتهم، بحيث لم يقتربوا من حقائب السياح المعتدى عليهم، مؤكدين أنهم قاموا بتوجيه طعنات للضحايا في أنحاء مختلفة من أجسامهم، وحاولوا الهروب.

لحظة صراخ السياح، التف حولهم تجار سوق “الطلعة الكبيرة”، وحاصروا اثنين من المعتدين فيما فر شركاؤهم، وانهال رواد السوق عليهما بالضرب، واحتفظوا بهما، قبل أن يتدخل رجال الشرطة بعد نحو  ساعة إلا ربع من وقوع الحادث ويتسلموهما، فيما لم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة من وقوع الحادث، وهو ما أثار استياء الزوار وتجار سوق “الطلعة الكبيرة” الذين استنكروا الطريقة التي يتعامل بها رجال الشرطة والوقاية المدنية مع الحوادث الدامية التي تقع في المنطقة، وفي المدينة عموما.

مباشرة بعد وصول الشرطة واعتقال المعتدين ونقل المصابين إلى المستشفى، تم القيام بحملة تمشيطية واسعة في المدينة العتيقة، بحثا على المعتدين الفارين، حيث تم اعتقال عدد من تجار المخدرات في المنطقة، بالإضافة إلى بعض المتعاطين للمخدرات، الحملة وصفت بالسابقة من نوعها في المنطقة، خاصة وأنه باشرها والي أمن فاس بنفسه.

السياح الألمان الثلاثة يرقدون حاليا في المستشفى بعد أن تلقوا الإسعافات، حيث أن اثنين منهم حالتهم مستقرة، فيما لا يزال صديقهم تحت العناية الطبية. وقد قام، أمس السبت، عدد من المسؤولين في السفارة الألمانية بزيارة الضحايا للاطمئنان عليهم، فيما تم تقديم المعتدين، الذين ألقي القبض عليهم، على أنظار غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في فاس.

سوق الطلعة الذي تتوقف حركته عادة بعد صلاة العشاء، لم يهدأ يوم الجمعة الماضي، ولم تطفئ أنوار محلاته التجارية والمقاهي المتواجدة به، الكل كان مستغربا للحادث ومتخوفا من أن يؤثر على السياحة في المدينة التي يعيشون من مداخيلها معظم الساكنة/

عيون الساكنة كانت على الأخبار المتداولة عبر مواقع الالكترونية، وكانت مركزة أكثر على تعليقات الألمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  خاصة وأن صور وفيديوهات الاعتداء البشع على السياح الأربعة جابت العالم، وسرت مخاوف، في البداية، على أن يكون للاعتداء علاقة بحادث إرهابي. لكن هذه الرواية، سرعان ما تم ضحدها من قبل السلطات الأمنية، التي كشفت بأن التحريات الأولية، أثبتت أن المعتدون كانوا “تحت تأثير المخدرات، بحيث كشفت التحاليل بأنهم تناولوا أقراصا مهلوسة “بسيكوطورب”، وأن هدفهم كان السرقة”.

فظاعة الحادث، جعل السكان والتجار يعلنون عن خوضهم مسيرات احتجاجية طلبا للأمن، حيث قرروا إغلاق محلاتهم، غير أن باشا مقاطعة البوعنانية، تدخل ومنعهم من ذلك، ووعد التجار باتخاذ كل الإجراءات وتدارس هذا الملف مع الجهات المعنية.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : alyouam24
التاريخ : 2015-11-02 03:17:31

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك