آخر الأحداث والمستجدات
الجذبة الديمقراطية والحملة الانتخابية
الآن ، تمطرنا الأحزاب السياسية المغربية بوابل من الصور المكررة الإنتاج ، واللوائح الانتخابية بكثرة تخمة العرض حتى تشابهت لدينا الرموز والبرامج والشعارات وبتنا قاب قوسين من ضياع حسن حس الاختيار بين الوجوه الصالحة والطالحة .
الآن ، وبعد أن علمتنا التجارب منذ الانتخابات التشريعية 2007 بأن نتجنب صناديق الاقتراع ولغو الانتخابات ، أقحمتنا الدولة بعد تأخير في لعبة الانتخابات الجماعية والجهوية في ظل دستور 2011 .
الآن ، وفي ظل الجذبة السياسية الآنية بحدود4 شتنبر تلفعنا القبلات الرباعية من ذوي الربطة العنقية ، والأخذ بالأحضان للمواطنين ، وتوزع علينا الابتسامات بلطف مبالغ فيه بعد الترجل مشيا من السيارات الفاخرة . الأزقة والدروب فتحت بها دكاكين القرب والأولويات للسياسة النفعية ، والمواقع الاليكترونية الاجتماعية زينت باللوائح الانتخابية كتواصل مستجد يستبيح حتى خصوصيات الأفراد في حسابه الخاص ...
الآن ، ومن الستينيات بأول انتخاب "ما شفنا والو" ، تكلموا على الخير "ما شفنا والو" ، تكلموا على الرفاهية "ما شفنا والو" ، تكلموا على إصلاح حال العباد والبلاد "ما شفنا والو" ، تكلموا على المحاسبة"ما شفنا والو" ، تكلموا على المساءلة "ما شفنا والو" ، تكلموا على التعاقد مع الشعب والجماهير"ما شفنا والو" ، تكلموا على الجزاء والعقاب للمفسدين "ما شفنا والو" ، تكلموا على سلطة الحق والقانون "ما شفنا والو" .
الآن، أوصلنا الفعل الحزبي - الدوغمائي - إلى حافة الإفلاس السياسي وأصبحنا لا نميز بين شعارات وبرامج أحزابنا ... لعب الكبار حل بمدننا إنزالا بالوجوه والمال غير الطاهر ، وزاد من حدة إفلاس الوسط البيئي بركام من الأوراق الملونة الملقاة بالأرض بكثرة يدوس عليها المواطن ولا يكترث لعناوين أحزابها . فحتى بائعي الزريعة رفضوا تلفيف الزريعة بمنتوج شعارات الأحزاب خوفا من إفسادها وفساد"الزريعة " بالعدوى وكساد الطلب عليها...
الآن ، أخرجتنا الأحزاب المغربية من مسرح إرساء الديمقراطية بالتداول / التناوبي كوعد للمغرب الجديد إلى حلقة المعارك الخاسرة باللمز والغمز بينها وضاعت مطالبنا بالدوس عليها بالخيانة والتواطئ النفعي/اللحظي للتحالفات المبلقنة ، والضحك علينا كل مرة بشعارات وحمولات انتظارية تفوق وعي الأحزاب الداخلية وإمكانية التطبيق لبرامجها المستنسخة...
الآن، الكومبراس السياسي خرج إلى الشارع كمياوم "باغي حقوا من وزيعة دعم الأحزاب " . سحر السحرة الكبار "سماسرة الانتخابات " و" الشناقة " خبره حتى المواطن البسيط و أدرك تهافت التهافت للانتهازيين والوصوليين على مراكز القرار ما هو إلا "العكار الفاسي" الملون للديمقراطية المغربية بإخفاقات التجارب المتتالية وضياع سنوات الإصلاح الحقيقي من بين أيدينا ...
الآن ، أمناء وكتاب الأحزاب هم جميعا في حجة الإفاضة الصغرى بين الأقاليم والجهات وسط حماية المسترزقين من فتات بقايا مال الانتخابات . خطب الانتخابات تسيل لعابهم بحرارة شمس صيف حار . خطب شاخت وهرمت من (56) متبوعة بترديد زغاريد مدفوعي الأجر الهزيل مسبقا ... إنها المهزلة التي فندت القول الفلسفي " لا يمكن أن تسبح في النهر مرتين " ... لكن ، هناك من زال يردد "ما منفكينش حتى الإصلاح "... لكن ، لن تلبى مطالب الجماهير إلا بوعي جماعي يردد "يكفينا يكفينا من الانتخابات الشكلية ..." كلازمة أولية لكل منا الحق في إتمامها...
الآن ، الفساد يتقوى بالتصويت عليه و توكيله أمر تدبير سياسة العباد والبلاد بتيمة الديمقراطية المغربية الفريدة . الفقر يسكننا بعمومنا ، و "بوشكرة" يستغلنا ماديا ومعنويا ، حتى أصبحت انتظاراتنا مزمنة المرض ويستعصي معالجتها حتى بالمسكنات... فإلى متى سنبقى هكذا ؟
الآن ، وبعد مهزلة ومعارك التزكيات والمزايدات على وكلاء اللوائح في بورصة الأحزاب السياسية ، تحاول أحزابنا السياسية إقناعنا بالديمقراطية وبأن التصويت واجب وطني ،وبأن نمنحها فرصة ثانية بمتوالية تصاعدية تجدد نفسها فيها ، ثم نقوم بعد ذلك بمحاسبتها ، وعفي الله عن ما سلف . فمن يحاسبها المواطن البسيط من يحن لبيع صوته؟ من يحاسبها المواطن الذي قاطع الانتخابات بوعي منه أو بدونه ؟
الآن ، من يحاسب الأخطوبات الكبار في الانتخابات ؟ انه القانون ، وليس إلا القانون الذي نطمح جميعا بتطبيق سلطته بقوة ، انه العدل والوفاء لشعار الوطن ، انه المواطن في احترامه للقانون أولا ، ثم العود بالتكرار إلى المطالبة بتطبيقه سواسية ...
الآن ، هناك من أعلن المقاطعة بصوت مبحوح من أحزابنا السياسية ، مقاطعة تروم إلى فتح حوار حول المستقبل والغد الأفضل... هناك من أعلن المقاطعة بعدم التسجيل في اللوائح الانتخابية ، هناك من قرر عدم التوجه إلى مكاتب التصويت ... والشرب من منتهى الجرة التي لم تكسر بالمقاطعة الشعبية العفوية ... هي ذي الإشكالية الانتخابية المغربية والتي لن تنفك عقدتها إلا بتوافق إصلاحي عام ...
الآن ، أقر بأنني لا أوثر المقاطعة ... ولا أدع إلى تزكية فساد انتخابات اللوائح ... فماذا تقترحون علي فعله ؟ الفرار أم الردى ، فقولي لكم بالرد كلاهما مر .
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-08-26 03:02:14 |