آخر الأحداث والمستجدات
على هامش مهرجان الدولي تورتيت بإفران
نظمت جمعية تورتيت بإفران يومي 7 و 8 غشت 2015 مهرجانها السنوي، تحت شعارها الدائم « الطبيعة في ملتقى الثقافات» ، أحتضن في وسط المدينة خيمة أمازيغية أقيمت بها باقات من الشعر الأمازيغي، بالإضافة إلى أروقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، قصد التعريف بمنتجات التعاونيات و الجمعيات المستفيدة من دعم المبادرة ، كما احتضن لقاءات فنية على مستوى خشبة المركب الرياضي ، أظهرت مجموعة من الوجوه الفنية البارزة و الصاعدة.
إذا كان لمهرجان تورتيت بعد تنموي ، كالتعريف بمؤهلات الطبيعية لمدينة إفران ، والذي اشتق اسمه منها ، فإنه و حسب بعض المتتبعين جعل من الوجه الآخر لإفران يبدوا بارزا من خلال إظهار للغبن و التهميش و «الحكرة » للطاقات الشبابية الصاعدة ، التي تمت برمجت نشاطهم قبل حضور الجمهور ، و ما يخص أيضا دعوتهم في السابق إلى إحياء السهرة مجانا، كمساهمة من الجمعية المنظمة في التعريف بهم وبطاقاتهم، خصوصا و أن المهرجان يأخذ اسم «المهرجان الدولي» ، قبل أن يرفض الشباب المثول أمام الجماهير مجانا و من حقهم ، لتحدد لهم مبالغ مالية جد هزيلة .
الغبن أو الحكرة بمفهومها العامي ، طال أيضا الوجه التنظيمي الذي قوبل أيضا بواحد من أوجه السخرية إلى حد ما من طرف الحضور ، والذي علق عليه المتتبعون ، في غياب التواصل بين رجال القوات المساعدة و الأمن الوطني، حيث أن بعض رجال القوات المساعدة يعملون على إدخال معارفهم إلى منصة «vip» ، قبل أن يتم إرجاعهم من طرف الأمن الوطني و العكس ، أما بعض المعروضين و المحظوظين الذين يحملون تذاكر الدخول ، والذين لم يتمكنوا من الدخول بها وكأنها مزورة ، جعلت البعض منهم يتأفف و يعود أدراجه، عامل أساسي في انفلات أمني خلف مشادات كلامية بين بعض المدعوين الممنوعين من الدخول و رجال الأمن.
أما فيما يخص المنصة ، و التي كانت في سابق عهدها تقام ، مكان الملعب السوسيو رياضي حاليا بالقرب من مسجد النيجر، نصبت اليوم بجانب المركب الرياضي بإفران على مقربة من قرية إبن الصميم ، عامل البعد خلف استياء لدى الحضور خصوصا في شقه المتعلق بالتحرش الجنسي بالشابات ، في طريق العودة من طرف شباب في حالة سكر، على قلة المواقع التي تقام فيها التظاهرة بالمدينة، والتي تتوفر على قدر عالي من الأمن، كما جاء على لسان أحد الحضور ، «كون داروه ف تيران عمي لحسن خير من هذا المركب».
وأضاف بعض المتتبعين ساخرا ، مهرجان هذه السنة كان على اللجنة المنظمة تأجيله إلى ما بعد الانتخابات ، أو إلغاء نسخة هذه السنة ، لارتباط أسماء اللجنة المنظمة بالحقل السياسي كأقطاب سياسية محلية من المقرر أن تخوض انتخابات هذه السنة ، وهو ما لوحظ من خلال تبجيل تلك الأسماء بين الفينة والأخرى ، مما جعل من نسخة هذه السنة ، تعرف نقصا في الشعبية ، وصفها البعض بالحملة الانتخابية السابقة لأوانها.
إن إفران المدينة المعرفة بهدوئها و سكينتها ، غنية عن التعريف بمهرجان «الساسة» و يسوس أبناء إفران، كما سبق و ذكرنا ، فإذا كانت المواطنة في أساسها المنطقي تجعل من المواطنين سواسية، فإن إدارة تورتيت تجعل من المواطنة درجات على حد التعبير ، و تؤكد ذلك الفوارق التي رسختها ثقافة المهرجان، والتي جعلت من فئات المجتمع الإفراني صنفين مختلفين ، الصنف الأول جمع المستفيدين من ثروات المدينة ، بما تحمله الكلمة من دلالة ، في مقدمة التجمعات وبدعوة رسمية و تحت حراسة أمنية مشددة، فيما تشكل الإكليل الثاني من عامة الشعب، متشكلة في باقة من شباب إفران و شباب آزروا و النواحي ، يقول أحد المتتبعين « حشومة شي جالس على الكرسي و شي وراء الحاجز».
إذا كانت شكوى الجمعية من الإمكانيات و المداخيل ، فهو أمر طبيعي ، فلا يمكن تحقيق الأهداف المرجوة، «ببضع دراهم» من منح وزارة الثقافة والمنح المخصصة للجمعيات ، بالإضافة إلى مساهمة بعض الشركاء ، مقارنة بحجم العنوان «المهرجان الدولي»، إلا أن الضرورة تجعل من نقل المهرجان من الموقع المعتمد إلى موقع بوسط المدينة ضرورة، و بالتالي طلب مساهمات أرباب الفنادق و المقاهي كداعمين أساسيين في التظاهرة ، على اعتبار أنهم المستفيدين من المهرجانات و تنشيطها السياحي ، كما أن التذاكر التي تسلم للمحظوظين في هذه المدينة ، يمكن إحداث نقط بيعها القبلي ، هكذا يتم توفير الإمكانيات و ليس بالبكاء و النواح ، على معطف المنابر الإعلامية ، وبالتالي ستكون الإدارة قد عالجت مشكلين أساسيين «أزمة الصندوق» و مشكل «النظرة الدونية» ، التي ينظر بها عامة الشعب الإفراني لإدارة المهرجان ، بخصوص ما استرسلنا في ذكره من مقاعد المحظوظين من صنف «vip» التي تخلق بالضرورة مشاكل أمنية، وكذا المبالغ المالية الهزيلة لأبناء إفران ، والتي تزكي المقولة الشائعة «خبز الدار يا كلوا البراني».
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-08-10 03:59:10 |