آخر الأحداث والمستجدات 

إفران الواقع والآفاق

إفران الواقع والآفاق

إن الجدال الدائر على مستوى مدينة إفران ، والذي يفرض نفسه في الساحة المحلية خصوصا ، عند الحديث عن النخب ، وعن السياسات المحلية التي من شأنها الدفع ، بمدينة إفران باتجاه تحديث هياكلها والسعي بها كنموذج رائد واستثنائي في شقه المتعلق بالسياحة الإيكولوجية، والتي من خلالها تعد إفران قيمة مضافة على المستوى الوطني و العالمي، من خلال مناخها الاستثنائي النقي ، بالإضافة إلى الشبكة المائية الكثيفة المتشكلة من منابع و عيون و شلالات ووديان تجعل منها قطبا سياحيا متميزا .

إذا كان الواقع يسير نحو فرض سياسة تحديث المرافق السياحية ، و تطعيمها بمنتجات سياحية ترفع من منسوب تدفق السياح الأجانب بالإضافة إلى إنعاش السياحة الداخلية ، فإن آفاق تطبيقها على أرض الواقع لا زال بعيدا في غياب إستراتيجية واضحة تهدف إلى الرقي بالمنتوج السياحي المحلي ، الأمر نفسه الذي يعاب على الفاعلين في هذا المجال ، اهتمامهم بالمائتي متر مربعة  المتواجدة قبالة عمالة إفران ، جوار الأسد الأليف وأمام قاعة المناظرات التي تعرف باحتضان، لقاءات سياسية و ثقافية و فنية ، كان آخرها زيارة رئيس الحكومة ، و التي على إثرها  سارعت السلطات المحلية إلى استبدال كراسي الحديقة المتآكلة بكراسي حديثة ، يقال عنها أنها باهظة الثمن .

إن واقع مدينة إفران يطرح نفسه دائما، كحتمية يجب الالتفات لها ، و معالجتها خصوصا عندما نتكلم عن الوجه الآخر لإفران المدينة ، و الذي طرح ذاته دائما كموقع للتهميش و الإقصاء، والخارجة عن سياسات التطوير و التحديث و التي تقرع طبولها السلطات المحلية ، في كل مناسبة ويتباهى بها ، على اعتبار تتويج إفران كثاني أنظف مدينة بالعالم ، إلا أن التقرير و الدراسة يشمل جانب المناخ وجودة المناخ و المياه ، و الذي نشرته هذه السنة شبكة mbc » « times ، في حين أن الواقع يرجح كفة النظافة فقط قبالة عمالة إفران و أمام بيت عامل المدينة ، ولتلقي نظرة على حي الأطلس بإفران ، وحي بئران زران ، وداخل حي السلام  لترى الوجه الآخر لإفران ، الغائب عن كل سياسات الترقية و التحديث، لتبقى آفاق الرقي بالوجه الآخر لإفران غائبة ، لما نطالب بتبليط الأزقة و الأرصفة و الشوارع ، و إحقاق مرافق للتنمية الاجتماعية و الثقافية و المرافق الصحية الحضرية ...

إذا كان الواقع حقا يصرح بكون مدينة إفران مدينة بدون صفيح ، فإن أفق تصديقها على المستوى المحلي يبقى بعيدا ، خصوصا عندما نتكلم ، عن «دوار تيغبولة» الذي يعتبر وصمة عار في جبين المدينة و القائمين عليها و المتعاقبين على تدبيرها و تسييرها ، دوار يقع في غابة بالقرب من القصر الملكي ، و حسب تصريحات السكان المحليين ، أنشأ منذ سنة 1948 و بقي إلى اليوم بدون أي حل يذكر ، رغم تعاقب النضال الفردي للسكان و الطلبات المقدمة إلى السلطات المحلية و الإقليمية إلا أن أفق الاستجابة يبقى بعيدا ، نظرا لسنوات التي بقيت قضيتهم فيها بدون حل، لتظل الساكنة في عزلة تامة نظرا لعامل البعد عن المدارس و المستشفيات و غياب الطرق المؤدية إلى المسالك الرئيسة ، في حالة الإستعجالية التي تتطلب وصول سيارة إسعاف ، في حين تروج أخبار عن تفويت أراضي بقرية سيدي عبد السلام ، استفاد منها من هم في غنى عنها ، واستثني منها دوار تيغبولة ، لكن تبقى المواطنة في بلدنا الحبيب درجات .

نعلم أن الحل المتوافر أمام الشباب الباحث عن عمل بمدينة إفران نظرا للغبن أو «الحكرة» بمفهومها العامي ، والممارسة على شباب إفران بكل أطيافه و أصنافه اللهم بعض المحظوظين، يفرض اللجوء إلى مهنة «السمسرة» ، والتي يجد فيها الشباب مورد رزق مؤقت لتدبر المصاريف الشخصية و توفير دخل مؤقت لمسايرة تكاليف الدراسة (...) ، و الواقع أن البطالة شبح يخيم على مخيلة شباب إفران و الإقليم عموما نظرا للتصنيف الاستعماري الذي يضع الإقليم ضمن ، أقاليم المغرب الغير النافع ، الشيء الذي يحتم على الشباب الهجرة و اللجوء في مدن أخرى ، في غياب أي تدخل من طرف المعنيين بتدبير الشأن المحلي لهذه المدينة ، والذين يستعملون مبدأ الانتقائية و المحسوبية و الزبونية في تدبير مثل هذه الملفات ، لتبقى الآفاق ممكنة خصوصا إذا تم تشكيل لجنة على مستوى عمالة إفران ، تعمل على تسجيل المعطلين و حملة الشواهد بمدينة إفران ، و الإقليم عموما قصد إحصاء المعطلين ، وبالتالي العمل على توفير سبل الإدماج على مستوى الوظيفة العمومية أو في المراكز السياحية بالمدينة التي يفرض عليها أمر الواقع في ظل استغلالها المجاني للأراضي المحلية و المياه الجوفية (...) ، المساهمة في التنمية المحلية ، بتقاسم الشباب المعطلين بينهم ، أو العمل على الإصلاح و كما سبق و ذكرنا ، توفير مرافق سياحية نموذجية كقيمة مضافة بإفران و توفير محلات تجارية للاستفادة تحت غطاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، و أضعف الإيمان توفير رخص فتح باب مرآب (كراج) لاستغلالها في أنشطة تجارية مدرة للدخل، خصوصا بحي الأطلس التي توقف الترخيص لها بموجب قرار من العامل »جلول صمصم»

إن سير ساكنة إفران بمبدأ «أنا و بعدي الطوفان» ، يترك الفراغ على مستوى التدبير ، وكما يقال «الطبيعة تخشى الفراغ» يبقى الواقع شيء و الآفاق شيء آخر بعيدة كل البعد عما يمكن أن يرتضيه المواطن الحالم ، بركائز العيش الكريم »تعليم – شغل – صحة – كرامة – سكن».

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد السلام أقصو
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2015-07-26 04:59:20

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك