آخر الأحداث والمستجدات 

المسجد الأعظم أيقونة مكناس و معلمة تاريخية ضاربة في القدم

المسجد الأعظم أيقونة مكناس و معلمة تاريخية ضاربة في القدم

يعد المسجد الأعظم أو الجامع الكبير كما يعرف لدى عامة الناس بالمدينة الإسماعيلية من المعالم التاريخية الذي يعود تاريخ بنائه إلى عصر المرابطين قبل أن يقوم الموحدون بتوسيعه وبناء صومعته التي تهدمت بسبب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع الهجري. كما قام كذلك المولى إسماعيل أيضا بتجديد هذا المسجد، مرة أخرى، وقد استغرقت أشغال هذا التجديد حوالي سنتين كاملتين ومن خلالها تم نصب وإضافة منبر بجانب محرابه.

ويتموقع هذا المسجد العتيق وسط المدينة القديمة بمنطقة تسمى قبة السوق في حي الحمام الجديد الموحدي، وهذا ما يؤكد انتماءه إلى العهد الموحدي، وهو مبني على مساحة تقدر بحوالي 3500 متر مربع ويتوفر على حوالي تسعة أبواب وهي باب الجنائز المقابل لجامع الحجاج، وباب العدول الذي يشكل حاليا مدخلا للنساء، وباب الحفاة، ومن خلالها يتم المرور إلى الصحن الذي تتوسطه نافورة، إضافة إلى باب الكنيف المقابل للمراحيض المحاذية للمسجد، وباب الزرائعيين، الذي يشكل بابا صغيرا مخصصا لدخول المؤذن ليلا إلى المسجد، ويليه باب تربيعة الذهب، المقابل للقيسارية التي كانت في السابق عبارة عن محلات لبيع الحلي والمجوهرات، ثم هناك باب الخضر، وهو باب لا يفتح إلا يوم الجمعة، إلى جانبه تجد باب الحجر المقابل للمدرسة الفيلالية، وأخيرا الباب الكبيرة وهي من الأبواب التي تعتبر المدخل الرئيس وتوجد بالمحاذاة مع خزانة الجامع الكبير التي تم تأسيسها من طرف المرينيين.

ويتوفر هذا المسجد الأعظم على 143 قوسا، فيما علو منارته يصل إلى حوالي 22 مترا وعرض جدارها حوالي 5 أمتار ونصف. وتتوسطه نافورة تستغل في تجديد الوضوء. ويعد هذا المسجد العتيق أيضا من المساجد التي صلى فيها بعض الملوك والشيوخ منهم الشيخ الهادي بنعيسى، إضافة إلى بعض الملوك منهم، محمد السادس والراحلين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني وآخرون.

ومن جهة أخرى يعرف هذا المسجد العظيم خلال شهر رمضان الأبرك توافد العشرات من المصلين عليه من مختلف الأحياء بالمدينة الإسماعيلية ومن مختلف الأعمار، إلى جانب الحرفيين وتجار المدينة العتيقة ومن الأعيان وكبار المسؤولين وغيرهم. كما يرتفع عدد النساء اللواتي يترددن عليه طيلة هذا الشهر المبارك بنسبة أكبر من الرجال، كما أن لهذا الجامع دور كبير في التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، بالإضافة إلى التثقيف والتوعية طيلة أيام السنة وذلك من خلال الخطب وحلقات الذكر الحكيم، فضلا عن تميزه خلال هذا الشهر المبارك من كل سنة بتلاوة حزبين من القرآن الكريم خلال أوقات الصلاة يوميا ليتم ختم أجزاء الستين حزبا مع نهاية هذا الشهر الفضيل.

الى جانب هذا المسجد الأعظم تجد خزانة فيها بعض الكتب، التي تم وضعها رهن إشارة القراء من الطلبة ومن عشاق العلم والمعرفة وغيرهم من مختلف الأقطار. كما أن هذه الخزانة كانت في السابق تتوفر على ثروة من الكتب ذات قيمة فكرية وعلمية كبيرة إلى جانب مجموعة من المخطوطات والمجلدات التي تعد نفيسة وغالية، قبل أن تتعرض أغلبها إلى الاختفاء والنهب حسب ما رواه بعض الشيوخ من سكان الحي. كما أن موقع هذه الخزانة كان في السابق يوجدعلى مستوى الجهة الغربية من الجامع الكبير قبل أن يتم نقل موقعها إلى قرب الباب الرئيسي للجامع نفسه وذلك قبل الاستقلال، أوائل الخمسينيات.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : جريدة المساء
التاريخ : 2015-07-10 05:42:22

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك