آخر الأحداث والمستجدات
إفران نموذج 'مكاينش معامن'
'مكاينش معامن' صارت إلى اليوم خاتمة النقاش بين قشدة المجتمع الإفراني ، و النخبة التي تطرح مواضيع باختلافها تهم الرأي العام المحلي و الإقليمي و الوطني ، نقاش لا يختلف عن نقاشات المقاهي التي تنتهي غالبا بفراغ كؤوس القهوة ، حين يذهب كل لحاله تاركين الباب مفتوحا لنقاش آخر ، و موضوع آخر ، «نقاش من أجل النقاش».
لقد أثار ملف السكن ، مشروع حدائق إفران جدلا واسعا في صفوف ساكنة إفران ، و التي عملت على الاحتجاج ، سبق و أن عملنا على تغطيت أحداثها في مواضيع سابقة ، الملف الذي شكل محور جدل في صفوف الشباب الإفراني ، والذي عمل شق منه على تبني الملف و النضال من أجله ، بكل الوسائل ، عن طريق مراسلة العامل السابق ، ووالي مكناس ، ووزير الداخلية ، ووزير الإسكان و التعمير ، مراسلات لم يعرها أي طرف انتباها ، إلا أنها احتفظت بنخبة من شباب ، الذي جعل من الملف ، نقطة بداية للترافع في قضايا محلية تهم ساكنة إفران كطرف مدني ، تحت شعار الغيرة .
فيما اثار الصنف الثاني من الساكنة الملف ، بطريقته الخاصة ، عن طريق استكمال الاحتجاج إلى حين ، استعمال السلطة المحلية ، مبدأ العنف ليضطروا إلى إفراغ مكان الاحتجاج خصوصا و تزامنها مع عطلة الدراسية ( نهاية الدور الربيعية)، بالإضافة إلى اغتنام فرصة تواجد رئيس الحكومة بإفران ، و تمكينه من نسخة من الملف و الذي بدوره ، وعد بالتدخل .
الفوضى التي تقوم عليها الوضعية الشبابية ، بالمدينة و التي من المرجح قيامها على تدبير الشأن المحلي للمدينة و خوض غمار التجربة السياسية ولما لا الحزبية و تمثيل المدينة أحسن تمثيل ، هي إذن غياب التجربة و التأطير واختلاف العقليات والتوجهات و الإيديولوجيات ، والسبب الرئيسي في حصر العمل في تبادل الاتهامات ، كل من جهته وموقعه، اتهامات تقوم على أساس الخيانة ، والعمالة للسلطات العمومية ، بغيت الاستفادة من ملف السكن سابق الذكر أو من مشاريع محلية تحت مظلة (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية).
هي إذن طبيعة الوضعية الشبابية ، و ميولات الشباب الإفراني ، الذي يعاني من غياب التأطير في شتى المجالات، ( ثقافية، فكرية، رياضية...) الأمر الذي تسبب في النفور من العمل الجمعوي و الحزبي ، عكس ذلك يحسب لشباب آزرو الذين أبانوا عن الحنكة و الرزانة في تدبير الملفات الساخنة بمدينة آزرو ، بالإضافة إلى التحلي بثقافة العمل الجمعوي و خدمة الصالح العام ، الأمر ذاته الذي ينقص شبابنا المحلي الذي يناقش و يحاضر ، وختامها مسك « مكاينش معامن».
«لا كاين معامن» إذا تم جمع شتات النخبة ، الإفرانية التي تتمتع بمواهب جمة ، في مختلف المجالات ، والعمل على تأطيرها ، ولما لا خلق شراكات مع شباب من مدن مختلفة ، و الإستفاذة من تجاربها ، ولا يخفى على ساكنة إفران ، الفرقة المسرحية بإفران التي تفتقر لفضاء الاشتغال وحتى دعم مادي و معنوي بفتح قاعة الحفلات و المناظرات في وجهها لتقديم عروضها المسرحية لعامة الساكنة، وفرقة (كناوة) الشبابية التي لم تجد سوى الأزقة و الشوارع ، لعزف نغمات و إيقاعات الكناوية لم تجد لها من يؤطرها، بالإضافة إلى أصوات شبابية ، همشتها المهرجانات الإقليمية و الجهوية ، اضطر البعض منها إلى الهجرة إلى الخارج ...
إن فرضية التهميش و الإقصاء ، في مدينة إفران ، كان السبب الرئيسي وراءه ، الخوف و التفرقة و التصدع والانشقاق ، التي خلفتها السلطات المحلية ، سنوات الرصاص ، العقلية نفسها ، التي تقرع طبول النضال خصوصا و نحن مقبلين على الانتخابات المحلية ، فهل ستنجح النخبة حقا في الاندماج و القطيعة مع الماضي و مقولة «مكاينش معامن» ، وبالتالي العمل بمنطق تشاركي ، كل من موقعه ، وكل حسب ما يثقن ، تحت راية واحدة المصلحة العليا للوطن والمدينة ، أم أنها ستنتهي بانتهاء الانتخابات الجماعية ، التي تحكمها بالمدينة أجندة خاصة ؟؟.
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-06-10 21:57:40 |