آخر الأحداث والمستجدات
الحاجة إلى مناظرة لتقويم عشرية المعرض الدولي الفلاحي بمكناس
أسدل الستار بهدوء على أنشطة الدورة العاشرة للمعرض الدولي الفلاحي بمكناس .ستار لن يحجب علينا إجراء مناظرة نقدية وتقويمية لعشرية المعرض خارج أروقة المعرض تهم القيمة المضافة المتوالية بالتطور. مناظرة لن تتطلب منا خطبا عذراء ،ولا ضيوف شرف، ولا بروتوكول بيروقراطي يخرس الألسن ويلقي بالكل في خانة المستمعين المستهلكين ، ولا تعقيدات تنظيمية للوصول إلى قاعة مناظرة مكشوفة للعموم .
إنها وقفة تقويمية بوضعية التساؤلات والإخبار عن ما تم امتلاكه وتحقيقه، عن الآمال الاستشرافية للمعرض في نسخه القادمة ،عن التجديد والخلق والابتكار لتجاوز كل الإكراهات والإختلالات التنظيمية . استعراض تقويمي ليس بغاية تعداد النواقص ونشر غسيلها ، وإنما بغية تطوير نقط قوة المعرض الدولي الفلاحي بمكناس وتثمينها كمحطة سنوية تنتعش فيه مجالات الحياة بكاملها.
أولى نقط قوة المعرض الفلاحي الدولي بمكناس هو انعقاده تحت الرعاية الملكية السامية، وهو الشرف الذي نعتز به كساكنة إقليمية وجهوية ، أما ثاني نقطة قوة دافعة هي انخراط السلطة الولائية بكافة أطرها على الإشراف الفعلي لتجويد جمالية المدينة وجعلها تحفة تسر الناظرة والزائر وتعيد للمدينة مفاتنها ،وخير دليل إشراقة المدينة أيام المعرض ،وكلنا آمال أكيدة في استمرارها ودوامها . فيما البعد الثالث الذي لامناص من التنصيص والوقوف عليه بملامح الارتياح هو الإشراف الأمني المحكم لكافة مراحل وأنشطة المعرض، حيث عاينا أن الأمن حاضر وبقوة ،وجعل من خدماته بسمة ترحيب بزوار مدينة مكناس ،وبانتهاء أيام المعرض لم تسجل أية مشكلة ولو ببساطتها تعكر صفوة إتمام زيارة أروقة المعرض ، فتحية تقدير لكل الأطر الأمنية باختلاف انتماءاتها المهنية.
لنعد إلى وضعية تقويم الدورة العاشرة للمعرض الدولي الفلاحي بمكناس بنسق الوصفية، البدء نستفتحه من مداخل وأبواب المدينة حيث تلازمك مجموعة من المسطحات الإشهارية منتصبة القامة في كل ممرات المدينة ، وأنيطت بها عدة أدوار تتمثل أولا في الإشهار للدورة العاشرة . فيما الدور اللاحق والرئيسي لها ،هو تنظيم سيولة الولوج والجولان إلى موقع المعرض ، وتصبح اللوحات المستنبتة تلعب دور علامات التشوير، ولها مآرب أخرى من تنصيبها... أما الحقيقة التي نقر بها أنها حققت جزءا كبيرا من الأهداف الأساسية لتنصيبها بأهم مدارات الولوج الى المدينة ثم المعرض.
وخلاصة القول أن اللوحات الإستشهارية / التنظيمية لم تف كليا بالغرض المطلوب منها بالمنشأ ،حيث أن تشكيلتها الهندسية غير متناسقة التوزيع فيما يعود إلى الألوان وأمكنة تمركزها ، وتغلب عليها مجموعة من ألوان طيف باهتة الملمح بمساحات بيضاء صغيرة مكسوة بخط أسود رقيق الرسم الكتابي وغير مرئي من بعيد لصغر حجمه ، مع ملاحظة انزوائه أسفل اللوحات في مربع يوحي بالاستثناء، بحيث يلزمك الأمر الوقوف وعرقلة جولان السير لقراءة اللوحة التشويرية /الاشهارية. لذا نقترح إعادة النظر في :
- استعمال (لوغوLOGO ) المعرض كعلامة حصرية في أعلى كل اللوحات والمطويات - (الاشهارية أو التواصلية ) - دون أن يحتل مسطح اللوحات بتمامها .
- إضفاء رمزية اللون البراق في الكتابة وهندسة الصورة الاشهارية لإثارة انتباه المستهدفين من زوار المعرض .
- اكتساح استعمال الصورة الرقمية ، مادامت الرمزية المعلوماتية أصبحت لها الأسبقية في القبول والتقبل .
- التمييز بين اللوحات التشويرية والاشهارية بدون إقحام تعسفي يفقد اللوحة جماليتها ويحيلنا لأكثر من موضوع .
- عدم إنبات لوحات اشهارية تكون نشازا على المكان وتوحي للزائر أن الأمر عرضي وليس تنظيمي .
- وضع لوحات كبيرة عند مداخل المدينة الرئيسية الأربعة ،تحمل خريطة مكناس ،من حيث ولوجيات المعرض ،وتكون مرتبطة بنظام تحديد المواقع على الصعيد الوطني (الجي بي اس GPS) .
- خلق فريق تطوعي من المجتمع المدني لتسهيل التعرف على مداخل المعرض ،وسندا لمن يجهل القراءة والكتابة من زائري المعرض .
- إنشاء إذاعة للمعرض الدولي تتواصل مع الزوار، من حيث تيسير الولوج والإعلان عن الطرق المكتظة والمساعدة التقنية التنظيمية.
- وضع حوامة - (hélicoptère )- الإسعافات الطبية لنقل بعض الحالات المرضية أو الحوادث نحو المستشفيات بكل سهول وذلك لأزمة المرور من وإلى المعرض .
إدارة المعرض لا تدخر جهدا للتخفيف على الزائر من التيه بين الأبواب ،والجميع ممن حاولنا استفسارهم عن الأمر استحسنه مادامت أن الآلة هي من تسمح لك بالولوج . لكن اختلف رأي بعض العارضين عن الزوار حين صاح أحد العارضين بالمدخل (2P) لا يعقل أن يتم إشراكنا في ممر واحد مع الزائرين ، واستخلاص رسومات موقف السيارات غير ما مرة . رأيه سليم فهو في حاجة إلى ولوج المعرض ومغادرته ، لذا لا بد من التفكير في تخصيص بوابة ولوج خاصة بالعارضين وسلعهم .
داخل المعرض لا يسعنا إلا التنويه بالهندسة التقسيمية للأروقة وتنظيم محاور المعروضات بين التقليدي والحديث ، وبين أنشطة المجتمع المدني التعاوني ، وبين فضاء الحيوانات ، والفضاء الدولي ... ولكن تقليص أيام العرض ، ثم استهلاك اليوم الأول في الافتتاح الرسمي جعل من فضاء المعرض هذه السنة قبلة ضغط حيث فاق عدد الزائرين التوقعات في أيام الذروة (الجمعة والسبت )...فيما نقترح :
- توسيع حقينة أيام العرض إلى امتداد عشرة أيام .
- تخصيص الأيام الثلاثة الأولى بعد المناظرة والافتتاح لزوار التخصص فقط .
- نقل معاملات المعرض من مفهوم دكاكين عرض صغرى إلى مستوى التعاقد المقاولاتي .
- تمديد أيام المقاولات الصغرى والتعاونيات إلى ما بعد الوقت المخصص للمعرض الدولي للفلاحة كالتفاتة لدعمها وإخراجها من ظل المعاملات الضيقة والمحدودة .
- إمكانية إخراج عرض منتوجات التعاونيات والجمعيات المدنية إلى الفضاء العمومي بمحاذاة مسابقة الفروسية .
هذا ويمكن الإشارة إلى أبرز حدث خيم على الأيام الأولى للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته العاشرة ، ذلك الحيف الذي أصاب هيئة الصحافة المحلية والجهوية ،حيث لوحظ تعامل ممثلة مقاولة التنظيم بفضاضة مع الجسم الصحفي المحلي والجهوي ... وتم تهميشها لا في تغطية المناظرة ... وكأن لا حق لها في نقل أطوار المناظرة . ثم لاقت التهميش في حصتها من عملية الإشهار رغم أن المعرض يقام بمكناس .
المعرض الدولي للفلاحة في دورته العاشرة انتهى ،ومكناس تعتز به مادام تحت الرعاية السامية للملك وبه نفخر. آمالنا الرقي بالمدينة إلى مطمح مكناس الكبير كما تمت هندسة خطته الإستراتيجية ، و في خلق نقلة نوعية بمكناس تنقلنا من الوضعية الانتظارية إلى طاولة مستديرة لتقييم حصيلة عقد من زمان المعرض الفلاحي الدولي وأثره العائد على المدينة.
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-05-07 01:22:42 |