آخر الأحداث والمستجدات
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي اسماعيل على صفيح ساخن
منذ ما يزيد عن شهر كامل وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس تعيش أوضاعًا مقلقة، لم تتوقف عند مجرّد مقاطعة الدروس وتظاهر الطلبة من أجل الضغط لتنفيذ مطالبهم، بل وصلت حد تطويق بعض العناصر لمكتب العميد واحتجاز موظفيه ليوم كامل في آخر أسابيع شهر أبريل الماضي، فضلًا عن تحويل محيط إدارة الكلية إلى مخزن للأسلحة البيضاء، وفق ما ذكرته مصادر من الجامعة المذكورة.
وحسب تصريحات مصدر مطلع من داخل عمادة الكلية، فإن بعض العناصر "ملتبسة الهوية، التي لا يبدو أنها على علاقة بالفضاء الجامعي"، قامت على مدار أسابيع بإغلاق قاعات التدريس وتهديد الطلبة، واستفزت الأساتذة وأرغمتهم على الخروج من قاعات الدرس، كما جلبت موادًا قابلة للاشتعال وأكوامًا من الحجارة، فضلًا عن إغلاق المقصف الخاص بالطلبة، وإتلاف كاميرات المراقبة.
وزاد المصدر في الحديث أن وتيرة العنف تضاعفت خلال يوم الخميس 30 أبريل، إذ " تحوّل فضاء الكلية إلى ساحة حرب، بثت فيه مجموعة من الملثمين الأغراب الرعب بعد مطالبتها برأس العميد"، مضيفًا أن" الكلية غدت إمارة محررة بالكامل لصالح هؤلاء الملثمين الذين كانوا يعدون العدة لمواجهة وهمية كانوا ينتظرونها".
"صانعو الاضطرابات كانت قناعتهم منذ البدء أن إدارة الكلية لا تمثل بالنسبة لهم شيئًا، فهي ممثلة للنظام الرجعي القائم ، وأن عليها الإصغاء والطاعة لا الحوار، زيادة على أن المطالب الغوغائية التي يرّوج لها لا تعني الكلية وعميدها بل النظام القائم" يقول المصدر، متسائلًا: "لماذا حدث كل هذا على مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك أحد ساكنًا، وبقيت الكلية وعميدها يواجهان مصيرهما؟"
وكان فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالكلية، قد أصدر قبل أيام، بيانًا قال فيه إن " الطلبة يخوضون معركة بطولية عبر خطوات نضالية من قبيل المقاطعة الجزئية للدراسة، والاعتصام، أبانوا من خلالها عن مدى صمودهم دفاعًا عن مطالبهم العادلة والمشروعة رغم الحصار والتطويق القمعي للكلية"، مضيفًا أن "الجماهير الطلابية مستعدة لتقديم الغالي والنفيس وذلك على درب الشهداء والمعتقلين الذين قدمهم الشعب المغربي و الحركة الطلابية".
وأشار مصدر مطلع من داخل الطلبة، إلى أن الاحتجاج بدأ داخل حصة لعلم الاجتماع شهر مارس الماضي، عندما طلب أستاذ من طلبته أن يحتجوا على الإدارة على قلة الأدوات التي تمكّن من إلقاء المحاضرة، ليبدأ الاحتجاج عبر وقفة صغيرة، قبل أن يلتحق بها طلبة فصيل راديكالي، الذين حوّلوها إلى مناسبة للمناداة بتنفيذ الكثير من المطالب.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه لضرورات تتعلّق بسلامته الشخصية، أن هذه المطالب مشروعة: " كان البرنامج الدراسي يتيح للطلبة حصة خاصة بالبحث، إلّا أنها اُلغيت هذا العام ممّا يجعلهم يبحثون عن الأساتذة لأجل توجيههم في بحوثهم، زيادة على حالات الاكتظاظ داخل القاعات، رغم وجود قاعات أخرى مقفلة، وشحّ النقط مقارنة بجهود الطلبة، والإقصاء من الدورات الاستدراكية لكل من حصل على أقل من خمسة".
غير أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، إذ "أصرّ الفصيل الراديكالي الذي يقود الاحتجاج على احتجاز الطاقم الإداري بالكلية في أحد الأيام، وحاول استفزاز عناصر الأمن كي تتدخل عبر خروج أفراده من الفضاء الجامعي وقطعهم للطريق القريبة من الكلية"، يقول المصدر، مستطردًا أن الكلية "تحوّلت إلى ساحة للصراعات السياسية الضيقة وأن هناك بعض الأحزاب التي تحاول أن تجد لها موقعًا فيما يجري حاليًا".
وزاد المصدر أن التخوّف الأكبر عند الطلبة المتفوقين هو دفع الفصيل الراديكالي إلى مقاطعة الامتحانات، ممّا يهدد بإضاعة جهود دورة بكاملها، مؤكدًا ما جاء على لسان إدارة الكلية، من إرغام للأساتذة على مغادرة قاعاتهم ومنع الطلبة من العودة إلى محاضراتهم.
الكاتب : | إسماعيل عزام |
المصدر : | هسبريس |
التاريخ : | 2015-05-06 16:14:48 |