آخر الأحداث والمستجدات 

مفهوم التنمية المحلية

مفهوم التنمية المحلية

ظهر مفهوم التنمية المحلية بعد ازدياد الاهتمام بالمجتمعاتالمحلية لكونها وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة على المستوى القطري، فالجهود الذاتية والمشاركة الشعبية لا تقل أهمية عن الجهود الحكومية في تحقيق التنمية عبر مساهمة السكان في وضع وتنفيذ مشروعات تنموية، مما يستوجب تضافر الجهود الذاتية والجهود الحكومية لتحسين نوعية الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية للمجتمعات المحلية وإدماجها في قاطرة الحضارة.

ويقوم مفهوم التنمية المحلية على عنصرين رئيسين، الأول يهم المشاركة الشعبية التي تقود الى مشاركة السكان في جميع الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشتهم ونوعية الحياة التي يحيونها معتمدين على مبادراتهم الذاتية، أما العنصر الثاني فيهم توفير مختلف الخدمات ومشروعات التنمية المحلية بأسلوب يشجع الاعتماد على النفس وعلى التشاركية في اتخاذ القرارات خاصة منها الرامية الى تحقيق المصلحة العامة المتمثلة في تخليق الحياة العامة وزيادة التعاون والمشاركة بين السكان مما يساعد من نقلهم من حالة اللامبالاة الى حالة المشاركة الفاعلة، وترسيخ حرص المواطنين للمحافظة على المشروعات التي يساهمون في تنفيذها على أرض الواقع، أكثر من هذا كذلك تطوير عناصر البنية الأساسية كالنقل والمياه والكهرباء وتحسين الولوج الى الخدمات كالصحة والتعليم والدارة العمومية. فمنطلق التنمية المحلية اذن هو مبدأ البناء من أسفل الى أعلى، حيث نجعل من تنمية قدرات السكان نقطة الانطلاق الأساسية لتنمية المجتمع.

ولعل ما تشهده مدينة مكناس في الآونة الأخيرة خير دليل على ذلك، حيث استفاقت نخبة من الفعاليات من ممثلي المجتمع المدني معلنة انخراطها الفعلي في مشروع ديمقراطي حداثي يهدف إلى مأسسة الديمقراطية التشاركية بالمدينة عبر احداث آليات التشاور والتشخيص التشاركي من أجل المساهمة في تدبير الشأن المحلي طبقا لمقتضيات الدستور السادس للمملكة. وفي حديث مع منسق الشبكة الجمعوية للتنمية التشاركية بمكناس، د.حجيب القاسمي أكد لنا على أن الشبكة الجمعوية هدفها النهوض بأوضاع المدينة عبر اشراك كل الفعاليات باختلاف ايديولوجياتها وتمثيلياتها في مسلسل التنمية عبر تشخيص المشاكل ومعرفة أسبابها واقتراح الحلول الناجعة لمحاربتها، كما أشار السيد المنسق أن العمل قد بدأ فعليا منذ أشهر في خمسة أحياء شعبية على رأسها حي سيدي بابا التاريخي، وحي البساتين(عين السلوقي سابقا)، حيث تم احداث لجان تحضيرية خاصة بما يسمى بالمجالس الاستشارية للأحياء، وذلك في أفق عقد مؤتمراتها التأسيسية لاحقا.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : ذ.هشام طنيبو
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2012-12-16 23:33:51

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك