آخر الأحداث والمستجدات
تخفيف عقوبة أم قتلت رضيعها بإقليم الحاجب إلى سنة حبسا
راجعت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، حكم أم عازب توبعت من أجل جناية قتل وليدها، وجنحة الفساد، وقضت بجعل العقوبة الحبسية نافذة في حدود سنة واحدة وموقوفة في الباقي، بدلا من سنتين حبسا نافذا، التي كانت أصدرتها في حقها غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، بعدما ارتأت تمتيعها بظروف التخفيف مراعاة لظروفها العائلية والاجتماعية ولانعدام سوابقها القضائية، مع الصائر والإجبار في الأدنى. كما أيدت الغرفة عينها حكم براءة متهم ثان توبع بجنحة الفساد.
وتفجرت القضية عندما تم العثور على جثة رضيع، من جنس أنثى، في حالة تحلل متقدمة، ملفوفة في قطعة من الثوب الأبيض، ومدفونة بعناية تحت الحشائش والتبن اليابسين داخل حفرة بعمق يتراوح بين 15 و 20 سنتمتر، بالقرب من أحد المنازل، الواقعة بدوار تابع لقيادة آيت بوبيدمان(إقليم الحاجب)، ليتم نقل الجثة إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، الذي أكد أن الوفاة نتجت عن نزيف دماغي بسبب ضربة في الرأس.
وعند الاستماع إلى (ح.و)، صاحبة المنزل المذكور، صرحت أنها لا تتوفر على أي معلومة حول ظروف وملابسات دفن الجثة، بحكم أنها تقضي جل أوقاتها في العمل بالحقول بهدف إعالة أبنائها، بعدما هجرها زوجها، الذي يعيش حاليا رفقة شقيقته بمركز بودربالة، مضيفة أن لها منه ستة أبناء، ضمنهم المتهمة (ن.ح)، التي سبق وأن تقدم لخطبتها شخص وحملت منه سفاحا، قبل أن يتخلى عنها وعن ابنها،مشيرة إلى أن ابنتها رفعت ضده دعوى قضائية ما تزال رائجة أمام العدالة.
واستنادا إلى محضر الضابطة القضائية، المنجز من طرف مصلحة الدرك الملكي بالحاجب، فإن عناصر الأخيرة لاحظوا، أثناء الاستماع إلى صاحبة المنزل بعين المكان، أن إحدى بناتها تراقبهم وتتبع خطواتهم والإجراءات التي يباشرونها لكشف ملابسات وظروف القضية، ويتعلق الأمر بالظنينة (ن.ح.22عاما)، ما جعلهم يطلبون منها مدهم ببطاقتها الوطنية، قبل أن تجهش بالبكاء معترفة أنها من قامت بدفن جثة وليدها الخديج، الذي أفادت أنه ولد ميتا بعد مرور ثمانية أشهر فقط على حملها، وأنه جاء نتيجة علاقة غير شرعية كانت تربطها منذ سنتين بالمتهم (ع.و)، نتج عنها حمل لم تكتشفه إلا بعد مرور ثلاثة أشهر، مضيفة أنها ومنذ ذلك الحين عملت على اتخاذ جميع الاحتياطات كي لا يعلم أحد من أفراد أسرتها بالأمر بمن فيهم والدتها، باستثناء بعض صديقاتها في العمل، نافية بالتالي أن تكون استعملت أي عقاقير أو أعشاب لإسقاط وليدها. كما صرحت أنها ظلت، بعد دفنه وتغطيته بالحشائش والتبن، تراقب المكان وتطرد منه الكلاب حتى لا تنهشه فينكشف أمرها.
ومن جانبه، صرح المتهم الثاني (ع.و- 36 سنة) أن(ن.ح) تقطن بجواره وسبق لها أن اشتغلت عنده رفقة والدتها وشقيقتها (م.ح) في الحقول الفلاحية، مضيفا أن ما تدعيه كذب وبهتان، نافيا أن يكون تحرش بها أو مارس معها الجنس في يوم من الأيام، مبديا استعداده للخضوع للخبرة الجينية ليثبت براءته، ومفيدا أنه يجهل السبب من وراء اتهامها له، خصوصا وأنها دأبت على معاشرة الكثيرين من أبناء الدوار، حسب تصريحه.
وأثناء عرض القضية على أنظار المحكمة، اعترفت المتهمة (ن.ح) بممارسة الفساد مع (ع.و)، وأنكرت قتلها لوليدها، مصرحة أنه ازداد ميتا، مضيفة أنها قامت بدفنه داخل حفرة بالقرب من منزل والدتها، ما جعل دفاعها يلتمس من المحكمة إعادة تكييف الفعل المرتكب إلى جنحة تتعلق بإخفاء جثة، طبقا للفصل 272 من القانون الجنائي، ملتمسا كذلك في مرافعته الحكم بما قضته بالسجن، واحتياطيا تمتيعها بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف. ومن جانبه، التمس دفاع المتهم الثاني من الغرفة التصريح أساسا ببراءة موكله من تهمة الفساد، اعتبارا لإنكاره في جميع مراحل البحث والتحقيق.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2015-04-27 13:46:57 |