إسدال الستار على فعاليات مهرجان فاس للثقافة الصوفية في دورته التاسعة

 وقدمت فرقة المجموعة الأندلسية للتهامي الحراق، مرفوقة بكبار أصوات السماع المغاربة، لوحات فنية تمتح من أصول وتقاليد السماع الصوفي المغربي الذي يتغنى عبر ترانيم صوفية بأشعار متصوفة كبار احتفوا في إشراقاتهم بدين المحبة وبقيم التعايش والإيثار واحترام الآخر. وبرع الفنانون، الذين شاركوا في هذا الحفل الفني، الذي حضره العديد من عشاق هذا النمط الفني، في أداء الترانيم الصوفية ما بين الأذكار والابتهالات والأمداح التي تمجد أخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وما بين التفنن في تقديم وصلات شعرية مشحونة بإضاءات روحية من مظان ما خلفه المتصوفة الكبار كابن عربي ورابعة العدوية والنظام وغيرهم.

وكانت "الفرقة البكداشية" من تركيا قدمت، في بداية هذا الحفل، وصلات فنية من الذكر والابتهالات والأمداح والترانيم الصوفية، التي تمتح من تقاليد هذه الزاوية التي عرفت بانتصارها لقيم المحبة والعشق الإلهي ودفاعها عن إنسانية الإنسان بعيدا عن اختلافات اللغة واللون والعرق. وسافرت هذه الفرقة بالجمهور، الذي تتبع هذا الحفل الفني، إلى مدارج الصفاء الروحي والوجد واستشراف عوالم التصوف التي تكرس القيم المثلى التي جاء بها الإسلام، وكرسها الشيوخ والمريدون، من خلال ترانيم صوفية وأذكار تحتفي بقيم الإيثار والتعايش بدل الإقصاء والتسامح والإخاء وتنبذ العنف وكل مظاهر الكراهية.

 وتم خلال الدورة التاسعة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي تنظمه جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، تنظيم مجموعة من الحفلات والسهرات لفن السماع والموسيقى الصوفية العربية والأندلسية، إلى جانب تقديم فقرات تزاوج ما بين الأمسيات الصوفية وحلقات الذكر التي قدمتها العديد من المجموعات الفنية والطرق الصوفية من المغرب والخارج. كما عرفت دورة هذه السنة، التي نظمت تحت شعار "دين الحب .. من رابعة إلى ابن عربي وجلال الدين الرومي إلى وقتنا الحاضر"، مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب، بالإضافة إلى العديد من الفرق الفنية والمجموعات الإنشادية كالطريقة القادرية البوتشيشية والطريقة الصقلية وسماع الطريقة الريسونية وسماع الطريقة الشرقاوية والوزانية (المغرب) والطريقة الخلواتية للشيخ نور الله فاتح وسماع الطريقة الرفاعية والفرقة البكداشية (تركيا).