آخر الأحداث والمستجدات
محكمة الإستئناف بمكناس تقضي ببراءة متهم بالقتل وإضرام النار بالحاجب
قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، بعدم مؤاخذة المتهم (ع.ب) من أجل جنايتي القتل العمد مع سبق الإصرار، وإضرام النار عمدا في مسكن، وصرحت ببراءته من المنسوب إليه، وتحميل الخزينة العامة الصائر، وبعدم الاختصاص في المطالب المدنية، مع حفظ البت في الصائر.
وتتلخص وقائع القضية استنادا إلى محضر الضابطة القضائية، المنجز من قبل شرطة الحاجب، أن المسمى (م.س) أبلغ المصالح الأمنية بالمدينة بعثوره على جثة متفحمة داخل كهف بمنطقة (عين المدني)، الواقعة بضواحي الحاجب، ويتعلق الأمر بالمسمى (ع.م)، الذي سبق لعائلته أن أبلغت عن واقعة اختفائه في ظروف غامضة. وأفضت التحريات التي باشرتها عناصر الأمن بالمدينة إلى التوصل إلى الأشخاص الذين كانوا برفقة الهالك ليلة الحادث، ضمنهم المتهم (ع.ب)، الذي تبين من خلال البحث أنه هو من يستغل الكهف المذكور في المبيت.
وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، صرح المتهم، من مواليد 1975، عازب، أنه توجه كعادته إلى الكهف حوالي الساعة العاشرة مساء للخلود للنوم فوجد نيرانا وأدخنة تنبعث من داخله، الأمر الذي استعصى معه الدخول إليه، فاضطر إلى قضاء الليلة خارجه، قبل أن يكتشف في الصباح أن أفرشته احترقت بكاملها، مفيدا أنه لم يشاهد أي جثة. وحول المنسوب إليه أنكر المتهم أن يكون قد تسبب في قتل الضحية، أو أضرم النار في الكهف، مؤكدا أنه لم يسبق للهالك أن زاره يوما بالكهف. وأفاد أنه ليلة الحادث تناول الخمر رفقة الهالك والمسميين (خ.ب) و(ع.م)، وبعد افتراقهم حوالي الساعة الثانية عشرة ليلا ذهب كل واحد منهم إلى حال سبيله، فيما توجه هو لوحده إلى شارع الحسن الثاني، قاصدا المسمى (ح.ش)، الذي يعمل حارسا ليليا وبائعا للسجائر بالتقسيط، وبقي معه حتى الساعة الرابعة صباحا، قبل أن يتوجه إلى الكهف الذي يسكنه ويجد به النيران. وأوضح أن ما صرح به أول الأمر كون عودته إلى الكهف كانت حوالي العاشرة ليلا كان بدافع الخوف لما علم بوجود جثة متفحمة بداخله. وعند استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا خلال مراحل التحقيق، جدد المتهم إنكاره المنسوب إليه، والشيء عينه أثناء عرض القضية على أنظار المحكمة.
ومن جانبه، صرح (ع.م) أنه توجه حوالي الساعة التاسعة ليلا بمعية (خ.ب) إلى منزل (م.د) فوجدا عنده الهالك (ع.م) وهما يحتسيان كؤوس النبيذ فانضما إليهما، قبل أن يغادروا المنزل بطلب من صاحبه الذي كان يريد الاستيقاظ باكرا لمباشرة عمله، إذ توجهوا إلى بيت (ح.ز)، الذي يقع في الطابق السفلي، وهناك واصلوا معاقرة الخمر ليلتحق بهم المتهم(ع.ب)، الذي شاركهم السمر، موضحا أنه بعدما انفض الجمع ذهب هو إلى مقر سكناه، والشيء ذاته بالنسبة إلى صديقه(خ.ب)، في الوقت الذي بقي (ع.م)و(ع.ب) معا بالقرب من(عين المدني)، وهي الوقائع التي أكدها المسمون(خ.ب)و(م.د)و(ح.ز) عند الاستماع إليهم تمهيديا.
واسترسالا في البحث، تم الاستماع إلى الحارس الليلي (ح.ش)، الذي صرح أنه حوالي الساعة الثانية صباحا إلا عشر دقائق قدم عنده المتهم وهو في حالة سكر، مشتكيا من حالته المادية ووضعيته الاجتماعية، دون أن يظهر عليه الارتباك، وبقي معه إلى حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا، مفيدا أنه شاهد الهالك رفقة (خ.ب)و(ع.م) حوالي الحادية عشرة ليلا، وقد جلسوا لمدة نصف ساعة تقريبا بأدراج باب إحدى قاعات السينما، قبل أن يغادروا المكان دون أن يكون معهم المتهم.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2015-03-28 15:27:58 |