مكناس تحتضن الندوة الأولى حول الرأسمال اللامادي ورهان التنمية المحلية

وتم افتتاح أشغال الندوة بعرض مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة عيد العرش لسنة 2014 والذي دعا فيه جلالته إلى تقييم الثروة الإجمالية للمغرب، و إيلاء أهمية قصوى للرأسمال اللامادي باعتباره مكونا أساسيا للتنمية البشرية بالمملكة  .

وفي الكلمة الترحيبية التي وجهها السيد رئيس جمعية شباب مكناس للمواطنة والتنمية السيد علاء الدين أوليدي للحضور الكريم بالمناسبة أن الجمعية منذ تأسيسها وهي عازمة على العمل الجاد والفعلي للاضطلاع بدورها المحوري في عملية التنمية عن طريق إثراء النقاش حول كل القضايا المهمة التي تعرفها المملكة عامة ومدينة مكناس خاصة .

و خلال هذه الندوة تمت تدارس مكونات ومحددات الرأسمال اللامادي وطرق تثمينه قصد دفع العجلة التنموية بالمدينة، كما تم خلال نفس اللقاء برمجة عرضين تقنيين قدمتهما كل: من المندوبية الإقليمية للمياه والغابات في شخص السيد محمد قذاف الذي قدم عرضا حول الثروة الطبيعية التي تزخر بها مدينة مكناس وأقاليمها وبعض الإشكاليات التي تواجه المندوبية في عملية الحفاظ على المساحة الغابوية نظرا لعدد القطاعات المتدخلة ،العرض تناول أرقاما حول المساحات الغابوية وبعض المعطيات حول أنواع الأشجار التي تتميز بها الجهة وكذلك الدور الايكولوجي التي تلعبه هذه المنظومة الطبيعية والتي يجب الحفاظ عليها في ظل التحديات التي تواجهها .

عرض السيد المفتش الجهوي للمباني التاريخية السيد أبا صادقي المعنون بالتوظيف الاقتصادي للرأسمال الثقافي بمدينة مكناس رهانات تحديات وفرص كان عرضا قيما تفاعل معه كل الحضور أولا للحرفية العالية في تقديمه كذلك للمعطيات التي قدمها حول ما تزخر به المدينة من تراث وجب الحفاظ عليه وصيانته باعتباره ذاكرة المدينة .السيد المفتش الجهوي للمباني التاريخية أكد خلال عرضه أن إستراتيجية النهوض بهذا الموروث سيتم قريبا الشروع في تنزيلها رفقة عدد من القطاعات المتدخلة من بينها المجتمع المدني ما يعتبر خطوة إيجابية من شأنها أن تعزز العمل التشاركي من أجل النهوض بهذا القطاع  . السيد أبا صادقي وخلال عرضه طرح  سؤالا على الحاضرين – كم هو ثمن المعلمة التاريخية باب المنصور العلج ؟ حيث كانت الإجابة من لدن الحضور أن لا ثمن له نظرا لقيمته التاريخية وبالتالي معلمة بقيمة باب المنصور العلج يجب صيانتها واستثمارها ثقافيا عن طريق تسويقها والتعريف بها .

مداخلة  ذ عبد الوهاب الصاديقي عن المجلس العلمي المحلي لعمالة مكناس تركزت حول الاستثمار في العامل البشري باعتباره ركيزة أساسية في المجتمع يجب العمل على تأسيسها وتكوينها وتربيتها على القيم الدينية السمحة إذا صلحت صلح المجتمع كله وأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم وينهض دون استثمار الرأسمال البشري باعتباره مشروعا مجتمعيا وطاقة يجب توجيهها وفق منهاج ديني حتى نضمن الاستقرار الروحي للفرد داخل المجتمع .

الندوة عرفت عددا من المداخلات من بينها مداخلة السيد حسن الشرقي عن جمعية المرشدين السياحيين بمدينة مكناس وكذلك السيد محمد أمين فاعل جمعوي مهتم بالتراث .

وما زاد الندوة رونقا تجاوب الحضور مع أشغال الندوة والنقاش الذي عرفته قاعة المؤتمرات بين الحضور والأساتذة المحاضرون حيت اختلفت الأسئلة وتنوعت التعقيبات التي صبت معظمها في ضرورة تثمين الرأسمال اللامادي لمدينة مكناس. وخلال أشغال هاته الندوة ذكر السيد محمد حمزة الهيلالي مسير أشغال" الندوة الأولى حول الرأسمال اللامادي ورهان التنمية المحلية لمدينة مكناس " والكاتب العام لجمعية شباب مكناس للمواطنة والتنمية أن الهدف من خلال تنظيم هاته الندوة  الدعوة إلى خلق نقاش جاد ومسؤول داخل مدينة مكناس حول مفهوم الرأسمال اللامادي عبر تنظيم سلسلة من الندوات وذلك لعدة اعتبارات منها :

أن المفهوم جد متشعب و مناقشته بشكل أكاديمي وتقني يستدعي الإلمام بالمفهوم بكل الجوانب وكذا إشراك كل القطاعات المتدخلة التي لها علاقة بالموضوع وبالتالي يستحيل التطرق له في أشغال ندوة واحدة.

أن الجمعية لا ترغب أن تمر مرور الكرام في مناقشة هذا المفهوم وإنما أن تجند كل أعضاء مكتبها ومنخرطيها في عملية التتبع والدراسة الدقيقة و السهر على تنفيذ التوصيات .

أن الجمعية ستتوج سلسلة هاته الندوات بمناظرة "حول الرأسمال اللامادي والتوزيع العادل للثروة "ومحاولة إصدار كتاب يجمع كل المعطيات والأرقام والاتفاقيات التي ستسهر الجمعية على إعدادها مستقبلا بشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية والمنتخبة و كذلك إبراز دور المجتمع المدني في مواكبة الدينامكية التي تعرفها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و إبراز الدور المحوري للشباب باعتباره عنصرا منتجا للثروة .