آخر الأحداث والمستجدات
معاناة ساكنة بعض أقاليم جهة مكناس-تافيلالت تتجدد مع تساقط الثلوج : انقطاع الطرق الرئيسية وبرد قارس
![معاناة ساكنة بعض أقاليم جهة مكناس-تافيلالت تتجدد مع تساقط الثلوج : انقطاع الطرق الرئيسية وبرد قارس](/files/articles/899c1e016ff0f8120f5f1d034f5c12c4_350.jpg)
تعرضت مناطق مختلفة من جهة مكناس تافيلالت لموجة من البرد القارس مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج كثيفة في مناطق الأطلس المتوسط أدت إلى ارباك حركة السير ومحاصرة عدد من الدواوير و الأهالي و المسافرين.، حيث بلغت درجة الحرارة بميشليفن مثلا 9 درجات تحت الصفر، وهو الرقم الذي لم يسبق تسجيله قبل عقود، إضافة إلى انقطاع حركة السير بشكل مؤقت عند الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي إفران وأزرو بعد وضع حاجز منع المرور.
وبمدينة الحاجب، بوابة الأطلس المتوسط، ارتفعت كمية الأمطار، وألحقت خسائر ببعض البنايات القديمة الواقعة بالحاجب الأسفل، أما بالحاجب الأعلى، في اتجاه مدينتي أزرو وإفران، فاتخذت الاحتياطات اللازمة، من خلال استدعاء فرق التدخل المتخصصة في إزاحة الثلوج، لتسهيل مرور مستعملي السيارات والشاحنات.
هذه الحالة يعرفها أيضا إقليم ميدلت، خاصة المدينة، التي شهدت بعض الخسائر كانقطاع الممرات الطرقية، بما في ذلك أضرار في الطريق الوطنية المؤدية إلى الرشيدية، التي عرفت أمطارا غزيرة مقارنة مع السنوات الماضية، تسببت في ارتفاع منسوب مياه واد زيز، وكذا الأودية المجاورة، وتسببت الزوابع الثلجية في محاصرة عدة مراكز ودواوير وقرى تابعة للنفود الترابي لإقليم ميدلت، خصوصا بمناطق "تونفيت وآيت أوفلا وحجيرت وإيتزر وتمحضيت، وغيرها، وحولتها إلى مناطق معزولة عن العالم.
أما إقليم خنيفرة فقد شهد بدوره لتساقطات ثلجية ومطرية في مجموعة من المناطق الجبلية، ابتداء من علو 1300 متر على سطح البحر، تسببت في قطع حركة المرور بالطريق الرابطة بين خنيفرة وزايدة، وبالتحديد بمنطقة "تيمدغاس وتنوت أوفيلال"، وبين خنيفرة ومناطق "تابدوت وتيقجوين"، التي وصل سمك الثلوج بها ما بين 10 و40 سنتمترا، وعبر تدخلها السريع تمكنت عناصر من فرقة إزاحة الثلوج بالمديرية الإقليمية بخنيفرة من فك هذا الحصار الطبيعي وأعطت تعليماتها لاستئناف حركة السير عبر قوافل.
أما في مدينة مكناس فقد كشفت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية، خلال نهاية الأسبوع، هشاشة البنيات التحتية داخل المجال الحضري للمدينة، وأدت المياه المنسابة عبر المجاري إلى تحول عدة مناطق من المدينة إلى برك مائية صعب على الراجلين والسائقين اجتيازها بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي، ما جعل سكان المدينة يلقون باللائمة على الجماعة الحضرية، معتبرين أنها لم تتخذ الاحتياطات اللازمة قبل حلول موسم الأمطار، والتي ستكون لها انعكاسات سلبية خصوصا على المدينة العتيقة التي أصبحت عدد من منازلها مهددة بالانهيار.
معاناة وعزلة بعض المناطق البعيدة وارتفاع أسعار الحطب تزيد من سوء الأوضاع
تسببت التساقطات الثلجية الكثيفة في بعض المناطق الجبلية بمختلف مناطق الأطلس المتوسط في عرقلة السير العادي لحياة المواطنين، حيث عاشوا ظروفا صعبة تفاوت حجمها بمختلف الدواوير والقرى حسب قربها أو بعدها من المراكز الحضرية.
وتساهم أيضا المسالك الوعرة وقساوة الطبيعة والانخفاض المهول لدرجة الحرارة في تفاقم أوضاع سكان المناطق الجبلية المتمركزة في علو أكثر من 1300 متر، بسبب انسداد الطرق وموجة البرد القارس، التي اجتاحت جل المناطق بإقليمي خنيفرة وميدلت، إذ وصلت درجات البرودة إلى أدنى مستوياتها المئوية، وتراوحت ما بين خمس وخمسة عشر درجة تحت الصفر.
و علم موقع " pjd.ma" من مصادر خاصة أن بعض المناطق لازالت معزولة وترسل رسائل استغاثة كما هو الحال في الجماعة القروية سيدي يحيى اويوسف التابعة لعمالة ميدلت التي أبلغ عدد من سكانها بأنهم محاصرون منذ أيام و أنهم في حاجة لتدخل عاجل.
و زاد من تأزم الأوضاع ارتفاع أسعار الحطب الذي انتقل ثمنه من 60 درهم للحمولة (حوالي 150 كلغ) إلى 80 درهما هذا في حالة توفرها، فضلا عن معاناة سكان بعض المناطق بسبب انعدام الحطب نظرا لوعورة المسالك الرابطة بين هذه المناطق.
حالة استنفار تعرفها مصالح وزارة التجهيز و النقل
أعلنت مصالح وزارة التجهيز و النقل الاستنفار لمواجهة موجة البرد التي تجتاح مختلف مناطق الأطلس المتوسط والكبير، وعملت مصالح الوزارة على تسهيل حركة المرور عبر قوافل في الطريق الوطنية رقم 13 ما بين زايدة وأزرو، وبالطريق الرابطة بين بولمان وميدلت والرشيدية.
وذكرت مصادر الموقع أن حركة المرور توقفت، ليلة الأحد الماضي، في الطريق الجهوية رقم 503 الرابطة بين خنيفرة وزايدة عبر "تيمدغاس"، كما أن الطريق الإقليمية رقم 14ـ42 بين "سيدي يحيى أوساعد" و"آغبلة" تعرضت بدورها للانسداد في عدة محاور، ما دفع بعناصر فرقة إزاحة الثلوج التابعة للمديرية الإقليمية للتجهيز من تكثيف جهودها لفك هذا الحصار، حيث تمكنت من فتح جميع الطرق المصنفة طيلة يومي السبت والأحد الماضيين.
و حسب مصادر من وزارة التجهيز، فإن عمليات فتح الطرق تواصلت إلى حدود صباح الاثنين الماضي، في مجموعة من المحاور الطرقية الثانوية غير المصنفة، إذ وجدت فرق الإغاثة صعوبة في اختراق سمك الثلوج المتراكمة، التي تراوح سمكها ما بين 20 و50 سنتمترا.
و لازالت عمليات فك العزلة مستمرة خصوصا في عدد من المسالك الصعبة التي تحول دون الوصول إلى بعض المناطق خصوصا و أن موجة الأمطار و الثلوج مازالت مستمرة.
مجهودات مستمرة لمساعدة السكان على تجاوز موجة البرد
بناء على التعليمات التي أصدرها الملك محمد السادس إلى كل من وزارتي الداخلية والصحة وإلى القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن لتقديم المساعدة اللازمة للسكان المعنيين بما يضمن سلامتهم وطمأنتهم لازالت المجهودات مستمرة على مختلف الأصعدة لتجاوز الصعوبات التي جاءت بها هذه الموجة من البرد و الثلوج.
فقد أشرف عامل إقليم الحاجب ، رفقة النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، على توزيع أغطية وأجهزة كهربائية للتدفئة على تلاميذ بداخليتي ثانوية الخوارزمي (150 غطاء وستة أجهزة تدفئة كهربائية)، والمدرسة الجماعاتية بجماعة تامشاشاطت (240 غطاء وجهازان للتدفئة ).
وتوصلت عمالة اقليم ميدلت بمساعدات من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن تشمل أغطية ومواد غذائية وأدوية، تم توزيعها ابتداء من يوم الاثنين 19 يناير 2015 بكل من جماعات أنمزي وأكديم و إملشيل.
و في نفس السياق، خصصت مصالح الدرك الملكي طائرات للمساعدة في نقل المساعدات للمناطق المعزولة بسبب الثلوج و كذا لنقل الحالات الطبية المستعجلة.
الكاتب : | الدياني عبد الرحيم |
المصدر : | pjd.ma |
التاريخ : | 2015-01-24 00:01:22 |