آخر الأحداث والمستجدات 

إدانة قاتـل مستخدمـة بتاوجطـات بالسجن المؤبـد

إدانة قاتـل مستخدمـة بتاوجطـات بالسجن المؤبـد

السجن المؤبد هي العقوبة التي أصدرتها غرفة ما بعد النقض بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، في حق المتهم (ي.ل)، بعد مؤاخذته من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد أعقبته جناية محاولة الاغتصاب، وهي التهمة نفسها التي أدين من أجلها ابتدائيا واستئنافيا بالإعدام. 

وتعود وقائع القضية إلى خامس شتنبر 2011، عندما أشعرت شرطة بلدة عين تاوجطات (إقليم الحاجب)، بوجود فتاة مصابة بجروح وفي وضعية حرجة داخل شركة لمصبرات الخضر والفواكه، الكائنة بطريق المهاية. وبعد الانتقال إلى هناك لاحظت عناصر الشرطة القضائية ارتباكا واضحا على حارس الشركة (ي.ل)، الذي تمت معاينة خدوش حديثة على صدره. وبتفتيشه عثر بجيب سرواله على هاتف محمول وردي اللون وعليه آثار الدم. وكشف البحث بالممرات المؤدية إلى مبنى إدارة الشركة عن وجود بقع من الدم على نظارات طبية نسائية.

وبتتبع الآثار خلف البناية، حيث تقع أرض فلاحية مكسوة بالعشب وسط أشجار الزيتون، تمت معاينة بقع أخرى من الدم الكثيف، كما عثر على سكين متوسطة الحجم بها دم، فضلا عن سروال نسائي وقميص صوفي و(شربيل) وسلسلة عنقية.    ومن خلال اقتفاء آثار الجر عاينت عناصر الشرطة العلمية والتقنية آثار حديثة لعمليتي حفر وردم على شكل قبر، وفوقه معول، اتضح بعد ذلك أنه يحوي جثة عارية لفتاة، ويتعلق الأمر بالمسماة قيد حياتها (س.ب)، التي كانت تعمل مستخدمة بالشركة مسرح الجريمة. وعند الاستماع تمهيديا إلى الأطراف المعنية،  صرح سائق سيارة الأجرة (س.ع) أنه وكعادته أوصل الضحية إلى مقر عملها في الساعة الثامنة صباحا، حيث كان الحارس ينتظرها خارج الباب الرئيس، نافيا علمه بظروف وملابسات الجريمة. في حين أفاد الحارس الليلي للشركة (ط.ع) أنه أنهى عمله على الساعة السادسة صباحا ليحل محله المتهم (ي.ل)، الذي يتكلف بمهام الحراسة نهارا، مضيفا أنه لم يلمح أي شيء يثير الانتباه خلال جولته الليلية المعتادة عبر ممرات الشركة، مشيرا إلى أنه لم يتوغل وسط الأشجار.

وأفاد (ح.ب) الذي يعمل سائقا للرافعة بالشركة، أن المتهم كان يترصد بين الفينة والأخرى للضحية عند دخولها إلى المرحاض، حيث يطلع على عورتها عبر نافذة صغيرة بعد اعتلائه لدلو. وحول نازلة الحال، صرح أنه حضر إلى عمله حوالي الساعة الثامنة صباحا، وأثناء طرقه للباب سمع أنين امرأة، مضيفا أن الحارس (ي.ل) تأخر في فتح الباب لمدة 20 دقيقة تقريبا، وأنه لاحظ عليه ارتباكا كبيار وخدوشا على صدره، ما جعله يشك في أمره، مضيفا أنه ورغبة منه في معرفة مصدر الأنين شرع في تفقد الأماكن، ليكتشف ساعتها فتاة ملقاة على وجهها فوق الأعشاب اليابسة، والدم ينزف من رأسها ومن مختلف أنحاء جسمها، الذي كان عاريا إلا من حمالة نهديها، قبل أن يلتحق به المتهم وبيده عصا، مهددا إياه بتوريطه في المشاركة في القتل والاغتصاب إن هو بلغ عنه، ما جعله يهدئ من روعه ويطمئنه ليقوم بعد ذلك بمهاتفة شقيقته (ن.ب)، التي أوصلته بالمسؤول عن الشركة (ع.غ)، حيث أبلغه بالموضوع،

فطلب من الأخير البقاء بالمكان إلى حين حضور رجال الأمن. وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، حاول المتهم (28 عاما)، عازب، إنكار المنسوب إليه، متهما المستخدم (ح.ب) بقتل الضحية، إلا أنه تراجع عن ذلك، خصوصا بعد مواجهته بالمعطيات، مصرحا أن سبب إقدامه على ارتكاب الجريمة مرده إلى رفض الضحية ربط علاقة غير شرعية معه، مضيفا أنه خطط للانتقام منها بوضع حد لحياتها خلال أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر، مفيدا أنه قام صبيحة تاريخ الواقعة، بعدما حل محل الحارس الليلي، بإعداد حفرة على شكل قبر بالزاوية القصوى لأسوار الشركة، وبقي ينتظر خارج الباب إلى أن حضرت الكاتبة على متن سيارة أجرة، وبعد ولوجها أغلق الباب وأخذ عصا وتعقبها من الخلف وضربها بمؤخرة رأسها ثلاث ضربات، وسقطت أرضا وهي تصرخ من شدة الألم، قبل أن يقوم بسحبها نحو الحفرة، بالرغم من مقاومتها وخدشها له بأظافرها، ويوجه لها طعنتين بسكين، مضيفا أنه نتيجة جرها سقط قميصها وسروالها وتبانها إلى حدود ركبتها، ليقوم بعد ذلك بإتمام إزالة ملابسها باستثناء حمالة ثدييها، ليعمد في مرحلة موالية إلى ضربها بقطعة خشبية إلى أن فارقت الحياة، قبل أن يتراجع عن اغتصابها وهي جثة هامدة، بسبب الخوف، ليضعها داخل الحفرة ويرجع عليها الردم حتى استوى التراب مع سطح الأرض، وبقي يزاول عمله إلى حين افتضاح أمره.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : جريدة الصباح
التاريخ : 2015-01-12 19:40:51

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك