"مشرملون" يَبْترون يد بائع للمملحات بحي سيدي بوزكري بمكناس

وأوضحت مصادر "الصباح" في مقال لها نشر أمس الأربعاء فاتح أكتوبر 2014م، أن الضحية (30 عاما) كان بمحله، قبل أن يفاجأ حوالي الساعة الثامنة من مساء تاسع شتنبر الجاري بالجناة يحاصرونه ويحاولون سرقة النقود التي كانت بداخل الخزنة، وحينما حاول منعهم انهال عليه أحدهم بسيف ما تسبب في بتر يده اليمنى من المعصم، ليواصلوا بعدها اعتداءهم عليه، وبعثرة سلع ومحتويات الدكان.

وأضــافت المصــادر ذاتهــا أن الجناة حاولوا منع شقيق الضحية من نقله إلى المستشفى المذكور، بعدما قاموا برشق سيارته بوابل من الحجارة، ما تسبب في تكسير زجاجها.

وأسفرت التحريات المكثفة وعملية التمشيط الواسعة، التي باشــرتها عنــاصــر الضابطــة القضائية بمسرح الجريمة، تحت إشــراف النيــابة العـامــة لــدى محكمــة الاستئناف بمكنــاس، عن إيقــاف اثنين من المعتــدين، اللــذين أمــر قــاضي التحقيق بالمحكمــة عينها بإيـــداعهــم السجــن المحلي تــــولال 2، فــي انتظـــــــار تعميــق البحــث معهمــا، فــي حـــــين تــواصل المصــالــــح الأمنيــة بحثها عن بــاقــي الجنــاة، الــذين نشــرت فـــي حقهـــم مـذكـــرات بحــث علـى الصعيد الوطني. 

وقد أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمكناس، أخيرا، قرارها في الملف الذي توبع فيه المتهمان(ع.ي) و(ع.ب) من أجل حيازة السلاح دون مبرر شرعي من شأنه تهديد الأمن العام وسلامة الأشخاص، مع إضافة السكر العلني البين في حق الأول، وعاقبت كل واحد منهما بثلاثة أشهر حبسا نافذا، وتغريمهما مبلغ 500 درهم. وكان المتهمان أحيلا على وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة، الذي أمر بإيداعهما السجن المحلي تولال2 بمكناس في انتظار محاكمتهم طبقا للقانون، فيما قرر إحالة متهم ثالث توبع على ذمة القضية نفسها على قاضي الأحداث بالمحكمة عينها، ويتعلق الأمر بـ"المشرمل" القاصر(م.ش)، من مواليد 1997، الذي يتابع دراسته بالتكوين المهني.

وتتلخص وقائع القضية في أنه في إطار الحملات التطهيرية التي تباشرها وحدات الشرطة القضائية العاملة بالقطاع، الرامية إلى التصدي ومحاربة مختلف الظواهر الإجرامية بالعاصمة الإسماعيلية، تم إيقاف المسميين (ع.ي) و(م.ش) على مقربة من حمام سعادة العيون بحي البساتين، وهما في حالة سكر بين، إذ أسفر التفتيش الدقيق الذي خضعا له عن العثور بحوزة الأول على هاتف محمول أسود اللون من نوع(آيفون 3)، وبعد تفحص محتويات مفكرته تبين أنها تحمل صورا له وهو يحمل سيفا من الحجم الكبير في وضعيات مختلفة، بالإضافة إلى صور التقطت له رفقة المتهم الحدث (م.ش) وهما بصدد معاقرة النبيذ، ملتفين حول مائدة عليها مجموعة من قنينات المشروبات الكحولية في جلسة سمر داخل غرفة تحت ضوء الشموع، فضلا عن صور أخرى للمعنيين بالأمر أخذت لهما في خلاء مجاور لعمارات ياسمينة بالحي نفسه، وذلك رفقة مجموعة من الشباب ومن حولهم قنينات خمر فارغة، وكلها صور شبيهة بتلك التي تنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار ما بات يعرف بظاهرة "التشرميل"، وهي الصور التي التقطت جميعها بغرفة تقع في سطح منزل والدي المتهم (ع.ب)، الملقب بـ"الطنطاني"، الذي أسفر التفتيش الذي أجري ببيت والديه بحي البساتين عن حجز  سيف كبير الحجم كان يحتفظ به تحت ملابسه الخاصة، وذلك بدولاب يوجد بالطابق السفلي للمنزل، فضلا عن ساعة يدوية من نوع (سواتش)، تحمل علامة "الدولار"، وهي شبيهة بالساعات التي يضعها"المشرملون" عند عرض صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي(فيسبوك).