آخر الأحداث والمستجدات
قصر أولاد عبد الحليم بمدينة الريصاني أبرز شاهد على حضارة وعمق تاريخ سجلماسة
ما أن تطأ قدم الزائر مدينة الريصاني حتى تأخذه الدهشة وسحر المكان وتستوقفه تلك المعالم الأثرية والتحف المعمارية الأصيلة وخاصة قصر أولاد عبد الحليم الذي يعبق بروح تاريخ يزيد عن 700 سنة حبلى بأمجاد وأحداث وذكريات وشمت ذاكرة منطقة تافيلالت العريقة بماء من ذهب.
فقصر أولاد عبد الحليم الذي يحظى بمكانة متميزة في ذاكرة منطقة تافيلالت ما يزال شاهدا على حضارة وعمق تاريخ سجلماسة ويعد من أهم المعالم التاريخية منذ أن بناه عبد الحليم بن أبي علي عمر المريني ليكون مركزا لحكمه عند استقلاله بسجلماسة سنة 762 هجرية.
ويقع القصر على بعد أربع كيلومترات من مدينة الريصاني، يحده شرقا قصر" بني ميمون الشرفاء" وغربا قصر "أولاد عائشة" وشمالا قصر "عمارة "وجنوبا "قصر أبحار " مما يجعل منه تحفة معمارية فريدة من نوعها وهي تتوج واسطة عقد هذه القصور.
وبالنظر لما يتميز به هذا القصر من جمالية معمارية استثنائية لاسيما وأن قيمته الحضارية متعددة التجليات حيث تتوزع بين ما هو معماري وثقافي واجتماعي وروحي وعلمي وتاريخي فإنه يعتبر من أجمل القصور بتافيلالت إذ لازال محتفظا بمعظم معالمه العمرانية، وهو ذو أهمية تاريخية و أثرية بالغتين، فالقصر من آخر الاقامات التي بقية موروثة عن آخر ملوك سجلماسة من أسرة عبد الحليم المرينية.
ويتكون قصر أولاد عبد الحليم، الذي شهد عدة إصلاحات وترميمات، من المشور وهو عبارة عن ساحة شاسعة كانت مخصصة للاستقبالات والاستعراضات ويتم الدخول إليها عبر مدخل أولي يوجد بالركن الشمالي الشرقي.
كما يضم مسجدا ويقع إلى اليسار من المدخل الرئيسي، ويضم بابين يتكونان من قوس منكسر تعلوه ستارة من القرميد الأخضر، ويتميز الباب الغربي بزخرفته المتميزة، إذ زين إطاره بفسيفساء من الزليج ذي الأشكال المختلفة تتوسطها لوحة فنية نقشت عليها كتابة بالخط المغربي.
أما الدار الكبيرة فتشكل أهم مرافق القصر وتحتل أغلبية المساحة الموجودة داخله، يقع مدخلها الى الجنوب ويحيط بها سور ضخم وعال يبلغ عرضه مترا وعشرين سنتيمترا وعلوه حوالي ثلاثة عشر مترا. والمدخل عبارة عن قوس منكسر زين إطاره بنقوش جصية هندسية ونباتية متنوعة على شكل خلايا النحل تعلوها شرفة من القرميد الأخضر.
وعلاوة على ذلك فالقصر يتزين برياض وهو بستان مستطيل الشكل تقسمه ممرات إلى أربعة أحواض يتوسطها صهريج دائري تتفرع عنه القنوات المائية المؤدية إلى الأحواض، وتعلو الصهريج قبة مضلعة الشكل تسمى "المامونية" من خشب الأرز.
وحسب مدير مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بالرشيدية مصطفى تيليوا فإنه يتعين العمل على جعل هذا القصر وغيره من القصور بمنطقة تافيلالت رافعة للتنمية ضمن رؤية جديدة لوظائف هذه المعالم التاريخية المؤهلة للمساهمة في تنشيط السياحة الثقافية.
وأكد أن هذه القصور التي لها امتداد تاريخي عريق يزيد عن الألف سنة تعتبر أرشيفا حيا يرسخ لذاكرة أهلها الثقافية التي تشهد على ازدهارها الغابر.
واعتبر مدير المركز في هذا الإطار أن منطقة تافيلالت جديرة بأن تكون معالمها التاريخية مصنفة على مستوى التوثيق والتعريف بها قصد الحفاظ على الذاكرة والمساهمة في إنعاش السياحة الثقافية.
ومن أجل إعادة الاعتبار للقصبات تم خلال يوليوز الماضي التوقيع بورزازات على اتفاقية التثمين السياحي لثلاث قصبات منها قصر أولاد عبد الحليم بغية تنشيط السياحة الثقافية وإعادة تأهيل وتطوير التنمية السياحية لهذه القصبات التاريخية التي تزخر بدلالات ثقافية وحضارية وثقافية.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | و م ع |
التاريخ : | 2014-07-01 14:53:00 |