آخر الأحداث والمستجدات 

مدرسة الإمام ورش الخاصة للتعليم العتيق بمكناس تنظم حفل ختام السنة الدراسية 2013/2014

مدرسة الإمام ورش الخاصة للتعليم العتيق بمكناس تنظم حفل ختام السنة الدراسية 2013/2014

لم يكن التعليم العتيق بالمغرب وليد التحدي الذي فرضه الغرب ، بل إن إرهاصاته تستوطن أرض الوطن بتمامه منذ الفتوحات الاسلامية السامية لبلاد المغرب . 

مراحل " التعليم العتيق " في المغرب ومقاصده ارتبطت أساسا بالوضعيات التاريخية المتحولة التي شهدتها الحقول الاجتماعية والسياسية والثقافية  ... فمن حلقات التعليم الديني " المفتوحة " والتي كانت تعقد بلازمة أن المسجد فضاء العلم والتعلم ،إلى التحديث الموضعي عبر إنشاء فضاءات مدرسية تختص في "التعليم العتيق" بمنهجية اسلامية نهضوية - "بمفهوم الصحوة الاسلامية "-  تربط نهج السلف الصالح التربوي ، بأفق تجليات التربية والتعليم في الحاضر / المستقبل . إنه متطلب المحافظة على الأصالة المغربية ، مشتل حديقة التربية الاسلامية الفياض بحفظ القران الكريم - بمختلف الروايات، - وان وجب التذكير فالرواية /القراءة المعتمدة في المغرب هي " رواية ورش عن نافع " -  والأحاديث النبوية الشريفة، وعلوم الدين والفقه على مذهب الإمام مالك،ومناهل اللغة العربية الأصيلة .

فإذا كان "التعليم العتيق " بالمغرب ، يصطف بقوة مع المدرسة العصرية العمومية الوطنية، فارضا منهجه الإسلامي التربوي/التعليمي ... فإن مدرسة الإمام ورش الخاصة للتعليم العتيق بمكناس- بنات – قد حققت السبق الوطني ، عبر نقلة نوعية بينة شدت إليها اهتمام متتبعي الشأن التربوي الوطني والدولي ، وحصنت بها " التعليم العتيق " محليا ووطنيا ، وفتحت أبواب العلوم الإسلامية بمصداقية أخلاقية تستحضر فيض نبع الإسلام،وتستشرف الحاضر بمتغيرات العلوم التقنية والعصرية بكونيتها النفعية .

كان لزاما علي الوقف على هذه المقدمة كمدخل ... والعلة من ذلك هي توصلي بدعوة كريمة من السيدة الفاضلة المشرفة الإدارية على المؤسسة فاطمة الزهراء بن عبد الهادي مديرة مدرسة الامام ورش الخاصة للتعليم العتيق بمكناس- بنات- لأجل حضور حفل ختام السنة الدراسية 2013/2014.

الحق أقول ، أن مسك عطر عمل المؤسسة، فوحانه غطى مساحة قاعة الإسماعيلية بالجماعة الحضرية ب " الهديم " وفاض نسيم عمله الجاد على مساحة المعرض السنوي الذي اثرت المؤسسة أن توطن حضورها الوثوقي بعملها الدؤوب والجادعند كل زائر ... معرض ارتبط بالمد التاريخي للمتعلم من تيمنه لمدخل المؤسسة،إلى امتلاكه كفايات معرفية /مهارية، وقدرات  إدماجية سلوكية ، تنقل المتعلم من تمثلاته العفوية إلى صدق الفعل العملي ، وحسن السلوك المدني بوازع الدين ، ومعيار الوطنية .

الكل في محفل ،احتفالية مدرسة الإمام ورش للتعليم العتيق بمكناس . قد استمتع بمطلق برنامج اليوم من افتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت برعمات صغرهن العمري زكى حضورهن فوق خشبة العرض بليونة الترتيل والأداء ، وهلل صوتهن قاعة الحفل بخشية الله ، وقوبل بتكبيرات هزت مشاعر الحضور بمتتالية لا منتهية "الله اكبر ، الله اكبر" وبتيمة رساخة حب الوطن ،و الثوابث المغربية ، تم إحداث وقفة مدوية بالنشيد الوطني من أداء تلميذات المؤسسة .

وفي معرض مداخلة السيدة الفاضلة الأستاذة فاطمة الزهراء بن عبد الهادي، أكدت ببلاغة عربية ،وفصاحة خطابية " إن التعليم العتيق ...غدا مرتعا خصبا وفضاء فسحا للتنشئة الصالحة بما فيه من مقررات الكتب الأصيلة والمصنفات العتيقة ، والأساتذة الجلة الذين يبذلون النفس والنفيس من اجل إرفاد الطلاب والطالبات على أسرار مؤلفات الراسخين في العلم من أفيال هذه الامة المباركة الميمونة ".

كلمات وغيرها نقلت المتلقي بالقاعة من موطن المستمع والمتفرج ، إلى صنافة اعتبار الأمهات والآباء " الأسر "  رفقاء الدرب في تصريف كثلة المنظومة التربوية التعليمية بالمؤسسة ، والتي تعتبرها مؤسسة الامام ورش الخاصة من بين الأولويات الإستراتيجية الضرورية ،على اعتبار أسر وأولياء التلميذات  شركاء فاعيلين في التربية،وفي بناء التعلمات بتنوعها ، وفي إرساء السلوكات المدنية الاخلاقية الفاضلة .

توالت الأنشطة ، وبتواليها يزداد الحضور شوقا للمزيد . فالأمر ليس فيه مبالغة ، بل أنقل إليكم سادتي الكرام ، ما عاينته وشاهدته بعدل الإحاطة ،وبما تم تحقيقه بفضل الله وعزيمة أطر المؤسسة وخبرة المشرفة الادارية على المؤسسة ، على مساحة أرض واقع المنتوج التربوي الجيد والمتميز .

انه نهج كرسته المؤسسة بعطاء وزكاة علم ،عبر أطرها التربوية والإدارية ،وعبر إغناء حقل المجتمع المكناسي والوطني بأجيال تمتلك حسن الفهم لمبادئ الدين الاسلامي المعياري ، وكيف يتم دمجه بالتوظيف السليم في بناء أمة الهوية الإسلامية الفضلى ، ثم بوضع حب الوطن فوق كل الاعتبارات الإختلافية ....

استيفاء الشروط الواجبة في ممارسة مهمة وأمانة  " التعليم العتيق " جعلت  مؤسسة الإمام ورش الخاصة بحي الزيتون تشع بنور العلوم الإسلامية ، وتصبح قبلة طيعة لطالبي العلوم الدينية من كل فج عميق ، بموازاة مع العلوم العصرية .

العلامة الكاملة تستحقها مؤسسة الإمام ورش الخاصة بمكناس . ومن الله العلي القدير نبتغي للمؤسسة التألق في مجال التربية والتعليم ... وتحية لكل الاخوة والأخوات ، الاساتذة والأستاذات ... ووقفة احترام للأستاذة الفاضلة والمشرفة الصادقة فاطمة الزهراء بن عبد الهادي ،لما لها من إفادة علمية جعلت من حي الزيتون منارة وطنية للتعليم العتيق بالمغرب .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2014-06-27 17:25:36

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك