آخر الأحداث والمستجدات
محكمة الاستئناف بمكناس تقضي ب 40 سنة سجنا في حق متهمين بالضرب المفضي إلى الموت بخنيفرة
راجعت الغرفة الجنائية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد المداولة في آخر جلسة الخميس الماضي، التي امتدت إلى الساعة الثامنة ليلا، القرار المستأنف الصادر في الملف الابتدائي رقم 13/ 16 (خلية نساء)، القاضي بمعاقبة كل واحد من المتهمين (ع.ب) و(م.ب) بـ 15 سنة سجنا نافذا، بعد مؤاخذتهما من أجل جناية الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، وجنحتي الضرب والجرح باستعمال السلاح والفساد. ورفعت الغرفة عينها العقوبة إلى 20 سنة سجنا لكل منهما، وبأدائهما تضامنا لفائدة كل واحد من المطالبين بالحق المدني تعويضا قدره 20 ألف درهم، مع الصائر تضامنا والإجبار في الأدنى.
ويستفاد من محضر الضابطة القضائية عدد540، المنجز من قبل مركز الدرك الملكي ببلدة مولاي بوعزة، الواقعة في النفوذ الترابي لإقليم خنيفرة، أنه بتاريخ سابع يونيو من السنة الماضية تم إشعار عناصر الدرك بوفاة امرأة بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، نتيجة تعرضها للضرب والجرح بمنزلها الكائن بدوار آيت بوريان، ويتعلق الأمر بالمسماة قيد حياتها(ي.ل).
وفي إطار البحث في النازلة استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى الأطراف المعنية، إذ صرحت كل من (ع.ط) و(ن.ط) و(ه.ط) و(ف.ل) أنهن كن بمنزل الهالكة عندما فوجئن حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا بالمتهمين (ع.ب) و(م.ب) يهجمان على المنزل مدججين بأسلحة بيضاء عبارة عن سكين من الحجم الكبير وساطور، قبل أن يشرعا في تعريضهن للضرب بالرغم من صياحهن، وأصررن على متابعة الظنينين قضائيا، بعد إدلائهن بشواهد طبية تثبت الاعتداءات الجسدية التي كن ضحية لها. في حين أكد المسمى (ل.ط) تعرض والدته الهالكة للاعتداء ما أدى إلى وفاتها.
وبالاستماع إليهما تمهيديا في محضر قانوني، صرح المتهم (ع.ب) أنه على علاقة غير شرعية مع المدعوة (ف.ل)، مفيدا أنه بعدما تناهى إلى علمه أن شخصا تقدم لخطبتها اتفق مع ابن عمه المتهم الثاني (م.ب) على اختطافها هي وعشيقة الأخير (ن.ط). وأضاف أنه بعد تأكدهما من وجود الأولى بمنزل جدتها الضحية (ي.ل) عمل على اقتياد (ن.ط) تحت التهديد بالسكين لتدلهما على المنزل، موضحا أنه بعد اقتحامه الغرفة التي كانت تنام داخلها ومحاولة إيقاظها أخذت تصرخ بصوت مرتفع طالبة النجدة، لحظتها استفاقت النسوة جميعا وأخذن في الصياح والصراخ، مبرزا أنه ورغبة منه في إرغامهن على التزام الصمت شرع رفقة ابن عمه في طعنهن بواسطة الأسلحة البيضاء، وذلك تحت تأثير تناوله الأقراص المهلوسة، قبل أن يلوذا بالفرار عبر الغابة. وهي التصريحات عينها التي أدلى بها المتهم الثاني (م.ب)، الذي أوضح أنه لم يلج مسرح الاعتداء في الوهلة الأولى، إذ بقي ينتظر ابن عمه أمام باب المنزل إلى أن سمع صياح وطلب النجدة من النسوة ليعمد إلى تهديدهن بالسلاح الأبيض، وأمام استمرارهن في الصراخ أخذ هو الآخر في مشاركة مرافقه عملية الاعتداء الجسدي عليهن.
وباستنطاق المتهمين ابتدائيا من قبل الغرفة الأولى للتحقيق بالمحكمة ذاتها، جدد المتهمان اعترافاتهما التمهيدية، بما فيها العلاقة غير الشرعية التي كانت تربط كل واحد منهما بالضحيتين (ف.ل) و(ن.ط)، مصرحين أنه لم تكن لهما نية إزهاق روح المعتدى عليهن، بمن فيهن الهالكة (ي.ل). وفي الوقت الذي عاود المتهم (ع.ب) اعترافه بالمنسوب إليه خلال التحقيق معه تفصيليا، فضل ابن عمه (م.ب) التراجع عن مساهمته في ضرب وجرح الضحايا، مدعيا أنه تدخل فقط للحيلولة دون استمرار مرافقه في الاعتداء عليهن. ومن جهتها، أكدت المشتكية (ع.ط) بعد أدائها اليمين القانونية تعرضها وباقي أفراد عائلتها للاعتداء من طرف المتهمين، وإصابتهن بأضرار مختلفة أدت إلى وفاة والدتها، مشيرة إلى أن المعتديين كانا مدججين بسيف وساطور.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2014-06-19 19:07:15 |