المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس يحتضن عرضا مسرحيا بعنوان: بين بين

و تتميز تجربة فرقة نحن نلعب الفنون على عكس جل التجارب المغربية بتنوع مخرجيها: عادل أبا تراب، غسان الحاكم، محمود شاهدي، غير أنها في إبداعها الأخير ولأول مرة تكرر الاشتغال مع مخرج سبق وأن أنتج واحدا من أنجح عروضها، الشيء الذي يسمح بمساءلة الاختيارات الجمالية للمخرج من جهة وللفرقة من جهة ثانية.

ومعلوم أيضا أن تجربة نحن نلعب الفنون تنتصر للمسرح المعاصر المنفتح على التجارب العالمية الحديثة خاصة وأن المخرج محمود شاهدي ممن يتابعون دراستهم بأوربا في فنون العرض، الشيء الذي كان له الانعكاس الجلي على مقارباته الجمالية لنتاجه الركحي سواء في عرض تمارين في التسامح أو عرض بين وبين.

و للإشار فالعرض المسرحي"بين بين" أشبه برحلة في الطائرة، فهو يقحمنا في رحلته لنرافق فيها البطل حمودة عبر الطائرة، و قد وضع المخرج بباب القاعة ممثلين كمضيفين يتسلمان التذاكر من المتفرجين/ المسافرين.. وقبل بداية العرض تنطلق موسيقى غربية تؤشر على وجهة الرحلة إلى الشمال/ الغرب، ومع البداية يصعد المضيفان نفسهما ليقدما النصائح للمسافرين ويفتحان باب الرحلة عبر كلمة سحرية تنقل المتلقي من أرض الواقع إلى عالم التخيل، فتتحول الرحلة إلى رحلة تخيلية/متخيلة يسافر فيها الجمهور إلى العالم الآخر وهناك يلتقي بحمودة بوجهيه، حمودة في بداية وصوله/ مالك أخميس.. وحمودة في آخر رحلته/ عادل أبا تراب.. ومن خلال الشكل الخارجي للشخصيتين يتضح أن هناك تحولا ما وقع. تحول يضعنا أمام تساؤل جوهري عن ماهية ما حدث بين البداية والنهاية أو كيف وصل حمودة إلى هذه النتيجة مما يدفع المخرج إلى أن يرحل بنا مرة أخرى عبرحكاية حمودة الآخر وقصته في بلاد المهجر قبل أن يحصل على جواز سفره الأحمر.