آخر الأحداث والمستجدات
تقرير حول الاحتفال السنوي بالولي الصالح مولاي إدريس الأكبر (صور)
احييت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، بتنسيق مع نقابة الشرفاء الادارسة، يوم السبت 1 شتنبر 2012 م بعد صلاة العصر، احتفالها السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر بمدينة زرهون بمكناس ،بحضور آلاف من منتسبي و مريدي الطريقة من داخل المملكة الشريفة و من الجالية المغربية المقيمة بالخارج و كذلك عدد كبير من شيوخ و مريدي الطرق و الزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله.
و نظم حفل هذه السنة تحت شعار " اللطائف الربانية و البشائر الإلهية". و بخصوص اختيار هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة العلوية الصوفية المغربية، السيد رضوان ياسين ، " أن الله سبحانه و تعالى أنعم على الإنسان بلطائف: الروح، العقل، القلب ، النفس و جعل فيها أسرار كثيرة و حثه على اكتشافها و سبر أغوارها". و في هذا السياق، فإن المريد، حسب نفس المصدر، " من خلال حرصه على أداء العبادات و التحلي بحسن الأخلاق مع كثرة و مداومة الذكر و التذكير، يوجه هذه اللطائف إلى معرفة الله و التقرب إليه ويتوخى من ذلك الحصول على الطمأنينة و السكينة".
و في منهاج التربية الروحية، فإن تحقيق هذا الحال و الرسوخ فيه يزيد المريد رقيا في السلوك و سموا في الهمة و علوا في الدرجات، مشمولا بالعناية الربانية و محفوفا بالألطاف الإلهية و مؤهلا لتلقي البشائر، مصداقا لقوله تعالى في سورة يونس - من الآية 62 إلى الآية 66 : ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ﴾ ، و لقوله تعالى في سورة فصلت - من الآية 30 إلى الآية 32﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ . وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.﴾.
و قد نظم مؤسس هذه الطريقة بعض القصائد التي تصف حال المريد و الصفات التي يجب أن يتحلى بها من أجل الوصول إلى درجة من السمو الباطني و من الأخلاق الحسنة. و من جملة هاته القصائد، الأبيات التالية:
مريد المعنى له سمة في وجهه و نور على الجبين ضاء فتلالا
له همة تسمو على كل همة فلا شيء يمنعه و الوعر يرى سهلا
و لا له وطر من دون مرامه فلا يهفو لأهل كما لا يرى عذلا
و له وصف جميل يكفي في وصفه أنه مريد الحق يا حبذا النزلا
و قد انطلق الحفل من ساحة مولاي إدريس الأكبر حيث تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام إلى رحاب الولي الصالح بذكر و مديح و صلاة على رسول الله يتقدمهم الممثل العام للطريقة العلوية المغربية فضيلة الشيخ الحاج سعيد ياسين و مقاديم الطريقة و الضيوف الكرام و الشرفاء الأدارسة.
و في رحاب الضريح، أقيمت حضرة ربانية و تمت تلاوة القرآن جماعة و رددت أذكار و صلاة على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
و في جو روحاني داخل الضريح خشعت فيه القلوب ، رفعت أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.
و ألقى فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة جد مؤثرة تركت صدى جد طيب في الحضور و تمحورت حول معاني اللطائف الالهية و البشائر الربانية.
و استمر الحفل البهيج بعد صلاة المغرب بالقبة الحسنية إلى ساعات متأخرة من المساء، امتزج فيه تلاوة القرآن و الورد العام للطريقة (الوظيفة) و المديح و السماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية.
إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل و العبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته و الدفاع عن ثوابت الأمة.
و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية تأسست منذ أكثر من مائة عام و شيخها الحالي بالمملكة المغربية هو الشيخ الحاج سعيد ياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها "مقدمين" حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر و الفكر .
و للاشارة، فقد أثنى الحضور على حسن و حفاوة استقبال الشرفاء الأدارسة و توفير الظروف الملائمة للقيام بهذا الاحتفال و كذلك على السلطات المحلية.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | الطريقة الصوفية العلوية المغربية |
التاريخ : | 2012-09-04 23:54:20 |