آخر الأحداث والمستجدات 

فقرُ الحياة وسرطانُ الأب وإعاقةُ الفتاة "جحيمُ" تعيشه أسرة بالخميسات

فقرُ الحياة وسرطانُ الأب وإعاقةُ الفتاة

تعيش أسرة في ضواحي مدينة "الخميسات" مأساة اجتماعية ونفسية واقتصادية عسيرة، جراء الحالة الصحية المزرية التي يوجد عليها الأب وابنته أيضا، فرب الأسرة "جواد بوبرك" شاب من مواليد 1978 يعاني من ورم سرطاني في الدماغ أقعده عن الحركة وألزمه الفراش، فيما ابنته أسماء ذات الست سنوات تعاني من شلل دماغي وإعاقة حركية أيضا.

السيدة نورا الحسين، زوجة جواد الذي يوجد في حالة يُرثى لها، قالت في اتصال مع هسبريس إن أسرتها الصغيرة تعيش في حالة صعبة من حيث المسكن وظروف الحياة ومتطلباتها الرئيسية، فالبيت الذي تقطنه رفقة زوجها وابنتيها في دوار الشيخ بالقرب من الخميسات محروم من الماء والكهرباء، ولا وجود لقنوات الصرف الصحي "الواد الحار".

وبخصوص وضعية زوجها الصحية الحالية، أفادت السيدة بأنه يعاني من ورم في الدماغ منذ زهاء 8 سنوات، كما أنه أجرى ثلاث عمليات جراحية على رأسه، دون أن تتحسن حالته، فيما العملية الجراحية الرابعة امتنع الأطباء عن إجرائها له لخطورتها على حياته.

جواد بوبكر يعيش ونصف جسده الأيسر مشلول، يقول صديقاه هشام ورشيد اللذان يتكلفان بملف وضعيته الصحية وكانا ينقلانه إلى مستشفى مولاي عبد الله بالرباط للتداوي، وهو الوضعي الذي أرغمه على أن يظل لصيقا بالفراش، لا يتحرك إلا بصعوبة بالغة، كما أنه صار ملزما بوضع "حفاظات" من الحجم الكبير لقضاء الحاجة".

يقول هشام صديق جواد بوبكر، في اتصال هاتفي مع هسبريس، إن "جواد لم يعد يستطيع الحديث جراء تفاقم حالته التي باتت تسوء يوما عن آخر، "ما بقاش يعقل علينا حنا صحابو، وسمعه صار ثقيلا، وأيضا نظره قليل جدا"، مشيرا إلى أن "أكله صار عبارة عن مواد سائلة فقط، خاصة "السميدة".

"جواد، الذي لا يمتلك كرسيا متحركا لائقا، يتناول عددا من الأدوية كل يوم، منها ما هو خاص بتنشيط الدورة الدموية بسبب رقاده الطويل، وما هو خاص بالمعدة، لكنه في الفترة الأخيرة لم يعد يقوى سوى على استخدام دواء واحد وبصعوبة بالغة"، تورد زوجة السيدة نورا الحسين.

الزوجة كما الصديق لفتا في حديثهما لهسبرس إلى أن جواد كان يشتغل بشكل عادي قبل سنوات خلت، حيث سبق له أن عمل في مجالات كثيرة، منها اشتغاله في مهنة "طابيسري"، وأيضا عمله في طاحونة للزيتون، حيث هم ذات يوم بالاستحمام لدى أخت له في الخميسات، غير أنه سقط فجأة مغمى عليه، وعندما حُمل إلى الطبيب تبين إصابته بورم سرطاني في المخ.

ولا تتوقف مأساة هذه الأسرة عن هذا الحد، فالطفلة أسماء ـ 6 سنوات ـ لا تقوى أيضا على الحركة والمشي بسبب إصابتها بشلل دماغي يعيق نومها ويحد من طلاقة كلامها، فهي لا تنطق سوى كلمات قليلة ومبعثرة وبصعوبة كبيرة، تقول والدتها المسكينة، كما أنها تضطر لوضع الحفاظات من الحجم الكبير".

وضعية هذه الأسرة كما تابعتها "هسبريس" لا تسر قريبا ولا بعيدا، صديقا ولا عدوا، فهي حالة اجتماعية وصحية ونفسية تبعث على الحسرة والأسى، فالأسرة تعيش فقط من معونات المحسنين وما تجود به أياديهم، خاصة بالنسبة لمستلزمات العيش الأساسية في ظل عدم توفر الماء والكهرباء و"الواد الحار"، علاوة على تكاليف الحفاظات للأب جواد وابنته أسماء معا، وعدم توفرهما على كرسي متحرك وغيره من متطلبات وضعيتهما الصحية الحرجة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : أسمهان بلحاج
المصدر : هسبريس
التاريخ : 2014-02-18 14:26:44

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك