آخر الأحداث والمستجدات
عشرة أشهر حبسا نافذا لخياط بمكناس متهم بالإدلاء بشهادة الزور
طوت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمكناس أخيرا، صفحات الملف رقم 13/2604، الذي توبع فيه المتهم (ت.ن) من أجل جنحة شهادة الزور، طبقا للفصل 370 من القانون الجنائي، وأصدرت قرارها رقم 125، القاضي بمؤاخذة الظنين من أجل المنسوب إليه، وحكمت عليه بعشرة أشهر حبسا نافذا، بعدما متعته بظروف التخفيف مراعاة لحالته الاجتماعية ولانعدام سوابقه القضائية، وتغريمه مبلغ خمسمائة درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى.
ويستفاد من محضر الضابطة القضائية عدد 4024، المنجز من قبل شرطة مكناس، أنه في فاتح دجنبر الماضي تم إيقاف المتهم (ت.ن) بعدما أدلى بشهادة زور في قضية معروضة على أنظار الغرفة الجنحية الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بمكناس.
وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، صرح المتهم، من مواليد 1987 بتاونات، أنه في سنة 2011 تعرف على المسمى(ي.أ)وبعدما توطدت علاقتهما اتفقا على تجهيز محل للخياطة، إذ توجها معا إلى مؤسسة للقروض على أن يتكفل الأخير بضمانه، وبالفعل حصل على قرض قدره 16 ألف درهم وبدأ يسدد أقساط القرض إلى أن اكتشف أن(ي.أ) سرق منه شيكا بنكيا من منزله يحمل توقيعه وقام بصرفه. وأفاد أنه ذهب عند (ي.أ) وأخبره أنه سيتقدم بشكاية ضده، قبل أن تتدخل شقيقة الأخير المسماة(ر.أ)، التي أبدت له استعدادها لتسديد مبلغ الشيك المسروق على دفعات مقابل إدلائه أمام المحكمة بشهادة زور في مواجهة المسمى(ع.ي)، الذي كان وعدها بتهجيرها إلى الديار البلجيكية بعدما أخذ منها مبلغ 80 ألف درهم، لكنه رفض الإذعان لرغبتها ما جعلها تنجح في إقناعه.
وأضاف أنها أطلعته على صورة المعني بالأمر وأخبرته أنه يعمل مدربا لرياضة التيكواندو بأزرو، قبل أن تلقنه الشهادة التي مؤداها أنه تعرف على(ع.ي) بمناسبة حفل عقيقة شقيقها، وحضر واقعة تسلمه مبلغ 80 ألف درهم منها. وهي الشهادة التي أدلى بها زورا للشرطة القضائية بأزرو والشيء عينه خلال عرض القضية على أنظار المحكمة الابتدائية بالمدينة، بعد أدائه اليمين القانونية. وتابع أنه تسلم منها مبلغ 8000 درهم على ثلاث دفعات وبقي بذمة شقيقها مبلغ 2000 درهم، وعدته أنه ستمكنه منه لاحقا، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين ربط معها علاقة غير شرعية. وأضاف المتهم أنه بعدما أحليت القضية على أنظار استئنافية مكناس شعر بتأنيب الضمير وأخبر المدعو(ع.ق) أنه سوف يتراجع عن شهادته مهما كلفه ذلك من ثمن. وعندما تناهى الخبر إلى علم عشيقته أخبرته أنها حامل منه سفاحا وأنها ستتقدم بشكاية في مواجهته بدعوى أنه عرضها للاغتصاب نتج عنه افتضاض إن هو حاول التراجع عن الشهادة التي أدلى بها ابتدائيا، مفيدا أنه ونتيجة الضغوط الممارسة عليه جدد الإدلاء بالشهادة عينها أمام الغرفة الاستئنافية، خصوصا بعدما أخبرته أنها ستقوم بإجهاض الحمل.
إلى ذلك، صرح المتهم أن ضميره عاد لتأنيبه من جديد فقرر العزم على التراجع عن الشهادة موضوع النازلة، بعدما أدلى لاستئنافية مكناس بتصريح بالشرف مفاده أنه شهد زورا وعدوانا ضد(ع.ي) في كافة مراحل الدعوى، وهو من تسبب في الزج به في السجن وعوقب بستة أشهر حبسا نافذا، قبل أن يمتع بالسراح المؤقت. وخلال محاكمته ابتدائيا جدد المتهم اعترافه بالمنسوب إليه، موضحا أنه أدلى بالشهادة تحت الضغط والإكراه، وأنه تراجع عنها بمحض إرادته بعدما شعر بتأنيب الضمير. وبعدما التمس ممثل النيابة العامة تشديد العقوبة في حق المتهم، تناول الكلمة دفاعه موضحا أن موكله أدلى بالشهادة وتراجع عنها أثناء المحاكمة وأن عدوله كان اختياريا، مبرزا أن الحكم الصادر في القضية غير نهائي، مدليا بقرارات تفيد إعفاء الشاهد من العقوبة في حال عدوله عن الشهادة اختياريا، ملتمسا له البراءة.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2014-02-14 11:31:00 |