الزاوية الناصرية بمكناس تنظم حفلا دينيا بمناسبة الذكرى 15 لوفاة الملك الحسن الثاني

ونود أن نؤكد في هذا السياق أن الزاوية الناصرية تعد من أكبر الزوايا التي عرفها تاريخ المغرب الحديث وقد صادف تأسيسها بدء أفول نجم الدولة الزيدانية وبزوغ فجر الدولة العلوية المجيدة، ومن ثم قدر لها أن تنخرط في السياق الجديد لبناء المغرب الحديث على جميع الأصعدة، ولاسيما الاجتماعية والثقافية والعلمية.

خاصة بعدما استطاع شيوخ الزاوية الناصرية أن يعيدوا التوازن إلى حياة الناس حين تبنوْا حركةً إصلاحية دعَامتها: الدفاع عن السنة ومحاربة البدع والانحرافات العقدية والسلوكية، ولم يكن من قبيل الخصوصية أن تنتشر فروع الزاوية الناصرية في كل جهات البلاد حتى أصبحت أم الزوايا، بل المستغرب أن تتحول طريقتها إلى وشيجة قوية عملت على وصل مختلف جهات العالم الإسلامي، لَمٌا نجح شيوخها في تنظيم ركب للحاج خاص بهم ومن ثم أضحى تلاميذ الناصريين ومقدموهم عناصر أسهمت في تبادل العلوم والأسانيد وانتقلت إلى المغرب عبرهم مفاهيم وكتب وعادات وتقاليد.