آخر الأحداث والمستجدات 

سوسيولوجيا الثقافة السجنية

سوسيولوجيا الثقافة السجنية

تعتبر الثقافة موضوعا سوسيولوجيا بامتياز باعتبارها تجلي لطبيعة العلاقات والترابطات الموجودة بين أنماط الإنتاج الفكري وسماته العامة من جهة، ومعطيات البنية الإجتماعية بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والبيئية، التاريخي منها والمعاصر من جهة أخرى، وبالتالي دراسة وظائف هذا الإنتاج الفكري وآلياته و تفاعلاته في المجتمعات على مستوياتها كافة.   فالثقافة هي ماض، كما هي حاضر ومستقبل من المنظور السوسيولوجي، أي أن في كل ثقافة شقا موروثا، وشقا آخر يكتسبه الخلف بالقوة من الأنماط الثقافية السائدة والمؤسسات التي تقوم بانتاج وإعادة انتاج شروط الانتاج الثقافي.  من هذا المنطلق تتضح أهمية المقاربة السوسيولوجية للثقافة كمدخل من المداخيل الأساسية لفهم المكانيزمات، الآليات التي يشتغل بها المجتمع، لهذا وارتباطا بسوسيولوجيا السجن، فإن المقاربة السوسيولوجية للثقافة السجنية ستمكن من الغوص عميقا في الكشف عن طرق وآليات بناء وتشكل هذه الثقافة. فكيف تبنى ثقافة السجن؟ من هم الفاعلون في هذه الثقافة؟ وما هي الميكانيزمات والآليات التي تشتغل بها؟ وإلى أي حد يمكننا التسليم بوجود مجتمع سجني؟ وماهي أوجه الترابط والعلاقة بين هذا المجتمع والمجتمع العام؟

للإجابة على هذه التساؤلات، بمكن استحضار عدة أطر نظرية وطروحات جعلت من السجن مجالا لدراساتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن استحضار نظرية التفاعلية الرمزية(جورج هربرت ميد،هربرت بلومر، إرفنج كوفمان)، نظرية التوتر عند مرتون، نظرية صراع الثقافات لسلين والتي ستفضي بدورها لظهور نظرية الثقافات الفرعية(كوهن وولف) ثم كذلك اسهامات سذرلاند(المخالطة الفارقة) وأخيرا المساهمة القيمة لتونيز في كتابه" كيملشافت وكيزيلشافت"أو الجماعة المحلية والمجتمع. وقبل أن يتم الغوص مباشرة في صلب وجوهر الموضوع يجب التأكيد على أن الباحثين في علم اجتماع السجون ذهبوا إلى أن مجال دراسات وبحوث هذا العلم هو "مجتمع السجن"، وأن الظاهرة الإجتماعية موضوع الدراسة هي السلوكات المتكررة والدائمة المرتبطة بهذا المجتمع و نزلائه، أي كيف يحياه ويعيشه الفاعلون فيه، فالسلوك هنا لن يخرج عن كونه ظاهرة اجتماعية قابلة للملاحظة والتفسير، وعليه  فإن مجال البحث الأساس سينصب على التناول العلمي لما يوجد داخل السجن من ظواهر وعلاقات اجتماعية وتحليلها وتفسيرها بما يرتبط بها من عوامل مؤثرة سواء داخلية أو خارجية.

أولا: السجن كجماعة محلية:

 يعتبر الباحث عبدالله عبدالغني غانم في بحثه "علم اجتماع السجون نحو علم جديد للسجون والمؤسسات العقابية والإصلاحية" أن أفضل المداخل العلمية لتناول مجتمع السجن وما يرتبط به من قضايا ومباحث، وما يرتبط به من ظواهر ونظم هو اعتبار السجن "كجماعة محلية" مع استخدام مدخل البناء الإجتماعي في دراسة نظم هذا المجتمع في تساندها وتكاملها، وفي تفسير ما يرتبط به من وقائع ونظم وعلاقات وظواهر[1]. وقد ذهب بعض علماء الأنتروبولوجية من أمثال كروبر، ايفانس بريتشارد و راد كليف براون إلى أن البنية الإجتماعية مفهوم مرادف لمفاهيم أخرى كالتنظيم الإجتماعي وتنظيم العلاقات الاجتماعية، وقد اقترن مفهومها عندهم بالدراسات الحقلية المعمقة[2].

من أهم مميزت الجماعة المحلية كما حددها تونيز وآخرون من أمثال "ماكيفر" و"بيدج" ما يلي: أولا، أنها تشغل دائرة مكانية، أي أن الجماعة المحلية تشغل دائما مساحة من الأرض وتتعزز فيها العلاقة بين الترابط الاجتماعي والمنطقة الجغرافية التي تشغلها. هذه الخاصية الأولى تنطبق بدورها على النزلاء في السجن الذين يشغلون دائرة مكانية بشكل جبري، يرتبط تنظيمها وتجد معانيها بشكل كبير في البناء الاجتماعي، وطبيعة العلاقة الاجتماعية داخل هذه الجماعة، وبالثقافة السائدة وبطبيعة المراكز والمكانات الاجتماعية للنزلاء.

الخاصية الثانية وهي عاطفة الجماعة المحلية، فهذه الأخيرة هي مجال للحياة المشتركة، يتم ادراكها ممن يحيونها بانتمائهم للجماعة، وهذا الادراك يتم عبر عملية مشاركة الأرض ومشاركة طرق الحياة وفق علاقات اجتماعية محددة.  هذه الميزة الثانية تنطبق هي الأخرى على نزلاء السجون فالجماعة المحلية في السجن تخضع لمجال اجباري مشترك لحياة النزلاء، كما أن ادراك الإنتماء للجماعة بالسجن يفرض إجباريا.

       إذا واكتفاء بهاتين التيمتين يمكن القول وباستحضار مختلف الدراسات حول السجن، أن لهذا الأخير بناء اجتماعيا خاصا ومتميزا تماما، حيث تبين أن السجن عبارة عن بناء فيزيقي يحتل موضعا جغرافيا محدودا، يعيش فيه مجموعة من الناس في ظروف خاصة واجبارية، ويستخدمون موارد محدودة ويتكيفون للبدائل المحدودة التي تقدمها لهم بنية السجن الاجتماعية الخاصة والمتميزة[3].

وبهذا المعنى فجماعة النزلاء تتشارك جميعها بيئة السجن، وتتقاسم نفس الظروف، ويتكيفون مع نفس البدائل المحدودة جدا اقتصاديا، اجتماعيا وجغرافيا. إنهم يعانون نفس المعاناة ويمرون بذات الأزمة التي تمثلها الحياة بالسجن وليس لهم الخيار في الخروج من هذا السياق.

       السجن إذن مجتمع محلي مغلق يضع الكثير من الموانع التي تحول دون الحصول على كثير من الممتلكات المالية والطعام والملابس بل والحركة، وعلى النزلاء مع ذلك أن يتكيفوا للحياة فيه، لذا فإنهم يتفاعلون في أنماط من العلاقات والمبادلات التي تجعل تكيفهم لهذه الحياة ممكنا، حيث أثبتت الدراسات قدراتهم الكبيرة على التماسك والتكامل الذي يميز الجماعات الأولية، كما أنهم يعارضون نظام السجن والإداريين فيه. من هنا مشروعية السؤال حول مسألتي الإدماج والاندماج داخل المؤسسة السجنية، حيث أن الإدماج يكون من خارج الإرادة والاندماج يكون بفعل الارادة، في هذا الإطار يذهب الباحث "نور الدين بن بلقاس(جامعة تونس) بقوله أنه في حالة انعدام الحرية فإن الفرد الذي يفقد حريته لا يكون له الإختيار، فهو رهن إرادة سيده الذي له القرار في أن يدمجه في أي وضع يشاء[4].

 

ثانيا: ثقافة مجتمع السجن: 

       يشير مفهوم ثقافة السجن ارتباطا بما سبق إلى الدليل على توافر شرط الاحساس بالإنتماء وإدراك النزيل لانتماءه إلى جماعة السجن، كما يشير مصطلح الثقافة عند الأنتروبولوجيين إلى أسلوب الحياة الذي يميز مجتمعا عن غيره، فقد أوضحت الدراسات الأنتروبولوجية أن السجن يتميز بأسلوب حياة خاص مختلف عن نظيره في المجتمع المحلي الكبير، حيث أوضحت أن للحياة في مجتمع السجن نمطا خاصا وأن النزلاء قد طوروا ثقافة خاصة تستجيب للظروف التي يعيشونها، بحيث تسود السجن عادات، أعراف، قوانين، قيم، ومعايير متميزة تماما عن تلك السائدة في المجتمع الكبير. إنها إنتاجات رمزية ومادية يتم التكيف معها و الإنضباط إليها[5]، تأخذ شكل مجموعة مقررة من العادات التي تحظى بالقبول الضمني في كل سجن من سجون العالم، وتنتقل هذه الثقافة من النزلاء القدامى إلى النزلاء الجدد كنوع من الخبرة اللازمة للتكيف من داخل حياة السجن، وأن أولئك الذين ليس لديهم مثل تلك الخبرات يتعرضون لكثير من المواقف الصعبة والإستغلال، بل وتستحيل عليهم الحياة في السجن.

في هذا الصدد ومن خلال الدراسة التي قام بها الأمريكي "دونالد كليمر1931إلى1934، يخلص إلى أن ثقافة السجن هي نوع من التفاعل داخل السجن، وهي مراحل إدماج القيم التي تظهر من خلال أشكال الحياة الخاصة بعالم السجن من انضباط وتفاعل مع الظروف.. [6]. دراسة أخرى وهي للعالم غريشام سايكس الذي قارب الثقافة السجنية من حيث لغة السجين، واعتمد على أداوت اللسانيات أو الثقافة الدونية السجنية، وقد رأى هذا الباحث أن السجناء قد أبدعوا في هذا النوع من الثقافة كرد فعل على الحرمان الذي يعيشونه بسبب الحبس، ومن أجل توضيح المسألة أضاف هذا العالم مصطلحا آخر وهو الثقافة المضادة وذلك عند دراسة ما سماه باللغة العامية السجنية.

ويقول "سايكس غريشام" أن هذه الثقافة هي تكريس لمبدأ التضامن بين السجناء، كما خلص إلى القول بأن السجين يكون في حيرة بين المواقف الجماعية التضامنية التي تدعوه إلى مواجهة المؤسسة السجنية وموقفه الفردي الذي يدعو إلى التنازل والانضباط إلى قوانينها وقيمها، وكمثال على هذه المساهمة التي ركزت على اللغة السجنية يمكن استحضار بعض الكلمات من قاموس السجن المغربي حسب دراسة أجراها الباحث عبدالرحيم العطري وهي كالتالي:

الحقل

القاموس اللغوي السجني

دلالته

حقل الأكل

البيضانسي

الخبز

 

الخردولة- الخالوطة

أكلة بخضر دون لحم

حقل المخدرات والخمور

سكود

سيجارة محشوة أكثر

 

صدام- بولبادر

لتر خمر

حقل الأموال

الكرمومة

النقود

 

القرفية

100درهم

حقل العنف

الكاطورزا

سكين كبير

 

الفاكة

سلاح أبيض

حقل السجن

دار الضيافة

جناح السجناء الجدد

 

السعودية= (التوبة)

السجن

حقل الجنس

الفارة

شذوذ جنسي

 

الحاج طلال

الشاذ جنسيا

 

الخمسة

العادة السرية

حقل الإجرام

ولد علي

متخصص في السرقة

 

البطانة

القتل

حق الشرطة

الواشمة

سيارة الشرطة

 

الحناش

مفتشوا الشرطة

 

المغرق

وكيل الملك

 

       ويتعد الأمر اللغة الشفوية إلى لغة الجسد عبر الوشم، ولكل نوع من الوشم دلالات يمكن وضعها على الشكل التالي:

الوشم

دلالاته

قلب وسهم

الحب

خطر الموت وأفعى

الخطورة الإجرامية

مرساة

القادمون من المدن الساحلية وأصحاب المهن البحرية

 

وفي ما يتعلق بمسألة التكيف لدى السجناء من دالخل مجتمع السجن، يمكن استحضار المساهمة القيمة ل"كوفمان في كتابه "Aziles " الذي قام فيه بدارسة حول أحد مستشفيات الأمراض العقلية وخلص إلى نوعين من التكيف يلتجئ إليه المحبوسين:

التكيف الأولي عن طريق احترام القوانين الداخلية للمؤسسة، ثم التكيف الثانوي والذي يستطيع من خلاله المحبوس خلق مجالات وهوامش للحرية داخل حبسه وهذا الجانب هو الذي أعطاه كوفمان الإهتمام البالغ باعتباره يهم الحياة الخاصة للمحبوس داخل المؤسسة[7].

       لقد ثبت من خلال الدراسات أن النزيل يتعرف على ثقافة السجن من خلال عملية محددة أسماها المختصون بعملية التنشئة السجنية أو بالسجن، فالسجين الذي يودع السجن لأول مرة يتعلم ثقافة السجن بنفس الطريقة التي يتعلم بواسطتها الطفل ثقافة المجتمع وسلوكيات من يكبرونه سنا، وعليه فالنزيل الجديد كالشخص الذي ينتقل إلى ثقافة جديدة، تعلمها مفروض يوازيه نسيان بعض نماذج سلوكه السابق، وهكذا يخضع النزيل الجديد تدريجيا ويغير عاداته ليتماشى مع أحوال المقيمين معه، فهو يتقبل وضعه الضعيف، وسرعان ما يعتاد رؤية اسمه مشارا إلية برقم، ويتعلم لغة السجن، ويدرك كذلك أن المسجونين هم الذين يتحكمون في حياة السجين في كثير من الأحيان.

       هكذا يبدأ مخاض البحث عن صناعة الوجود داخل هذا المجال، فالسجن بهذا المعنى يبتلع الجميع، يقحمهم في لعب القمار، السكر، الجنس، والعداء اتجاه الموظفين أو إدارة السجن، كما يكرهون من هو خارج السجن ولا يعتقدون في مساعدة من حولهم بل السيطرة عليهم.

       إن الهدف العام للتنشئة في السجن ميكرو-سجنيا، هو تعريف جميع النزلاء بثقافة مبسطة  تضم اتجاهات، قوانين، قواعد، وقيم تتعارض في كثير من الحالات مع النظم غير الإجرامية، وأنها تحمل المسجونين على اعتبار أنفسهم كأشخاص مختلفين تماما عن غير المجرمين، وقد كتب "جون هيوارد" عن مجتمع السجن بأنه هو المكان الذي تغمض عنه عين المجتمع، وتموت فيه قوة القانون وتختفي فيه المخاوف، مكان لا يوجد به شيء اسمه الخجل، وتتأجج فيه الشهوات وعلى كل شخص أن يحصن نفسه بقدر ما يستطيع في مواجهة المقيمين معه، ويحاول كل واحد نيل استحسان أسوء الزملاء عن طريق تقليدهم والتصرف مثلهم، حيث لا يعود للتهديدات الجزائية والقانونية أي معنى.

       خلافا لفكرة التضامن القائمة داخل المجتمع السجني، فإن الباحث "طوماس ماتيزن" يذهب عكس هذه الفكرة، ففي كتابه" دفاع عن الضعف" بالنرويج بين كيف أن هشاشة وضع السجين تجعله يخضع بشكل عاد وطبيعي إلى رموز وقيم السجن أو ما اصطلح عليه الرقابة الذاتية، وخضوع النزيل ما هو إلا تعبير عن رغبته في إظهار الظلم الذي يتخذ ويعبر عنه فرديا لا جماعيا. من هنا يمكن استحضار الباحث البلجيكي Guy Houchon الذي خلص إلى أن السجين خلق لنفسه ثقافة لا هدف له من ورائها إلا الحصول على الحرية، وذكر بأن هذه الثقافة شبه معيارية[8].

       ما يمكن الخلوص إليه هو أن موضوع السجن أو مجتمع السجن هو موضوع شائك خصوصا من الناحية الإبستمولوجية، أمام تعدد التقاطعات والتجاذبات بين تخصصات مختلفة، كعلم الإجتماع، الأنتربولوجية، السيكولوجية، علم الإجرام وعلم العقاب..والأمر نفسه ينطبق على المناهج البحثية لخلخلة هذه البنية المعقدة، التي لا تنفصل عن السياق الإجتماعي والثقافي للمجتمع العام والأمر نفسه ينطبق على ثقافة المجتمع السجني.

 


[1]  غانم عبدالله عبدالغني، علم اجتماع السجون،نحو علم جديد لسجون والمؤسسات العقابية والإصلاحية،دون ذكر الطبعة جامعة نايف للعلوم الأمنية، 2003،ص44.

[2] مهيدة دهيبة،رعاية الطفل الرضيع، قراءة في العادات و التقاليد المنتشرة في سيدي بلعباس مع مقارنة بالاساليب الطبيعية الحديثة، اطروحة دكتوراه في الانتروبولوجيا، جامعة ابي بكر بلقايد،2010-2011، الجزائر،ص34.

[3] غانم عبدالله عبدالغني، الرعاية اللاحقة، منظور مقترح ببحث مقدم الى مؤتمر المنشأة الإصلاحية والعقابية، ، يوليو 1998،أبو ظبي،ص16.

[4] نور الدين بلقاسم/ الإدماج والإندماج، المفهوم والدلالات والشروط الموضوعية، أعمال الندوة العلمية الدولية:الإدماج و الإندماج..الرهانات والاستراتيجيات والمرجعيات، جامعة تونس، دون ذكر السنة، ص8. .

[5] العطري عبدالرحيم،المؤسسات العقابية وإعادة انتاج الجنوح، رسالة ماجيستر في علوم التربية، كلية علوم التربية،2003/2004،الرباط،ص119.

[6] الدوق عبدالحق، السجن والعلاقة بالمجتمع، الموقع الإلكتروني هسبريس، الجمعة 02 نونبر2012-15:01 .

[7] الدوق عبدالحق(مرجع سابق).

[8] الدوق عبدالحق(مرجع سابق). 

 

 

المبحث الرابع:سوسيولوجيا الثقافة السجنية
ماستر الجريمة والمجتمع                 مجزوءة سوسيولوجيا السياسات الجنائية/د.محمد جحاح
عبدالعالي الصغيري

المبحث الرابع:سوسيولوجيا الثقافة السجنيةماستر الجريمة والمجتمع                 مجزوءة سوسيولوجيا السياسات الجنائية/د.محمد جحاح

عبدالعالي الصغيري

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبدالعالي الصغيري
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2014-01-02 18:15:29

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك