آخر الأحداث والمستجدات 

مزوار من لاعب كرة سلة إلى رجل دولة (بورتريه)

مزوار من لاعب كرة سلة إلى رجل دولة (بورتريه)

في هذه الورقة التعريفة الخاصة بصلاح الدين مزوار،ابن مدينة مكناس والمعين حديثا وزيرا للخارجية ،نغوص في مساره الأكاديمي والسياسي والرياضي،مسار نقل مزوار من لاعب كرة سلة إلى رجل دولة.

الولادة

ولد صلاح الدين مزوار في 11 دجنبر 1953 بمدينة مكناس في أسرة تقليدية من 11 طفلا. انتقل منذ صغره إلى مدينة طنجة حيث استكمل دراسته الثانوية.

مساره الدراسي والأكاديمي

بعد نيله شهادة الباكالوريا سنة 1974 شعبة آداب عصرية،غادر صلاح الدين مزوار المغرب نحو فرنسا لاستكمال دراسته العليا،حيث حصل على شهادة عليا من جامعة فونتينبلو الفرنسية، ثم على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل بفرنسا، بالإضافة إلى حصوله على دبلوم السلك العالي في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء.

مساره الرياضي

سطع نجم صلاح الدين مزوار الرياضي في مدينة طنجة،كلاعب كرة سلة في الفريق المحلي لهده المدينة خلال عدة مواسم رياضية،بالإضافة الى لعبه كعميد للمنتخب المغربي لكرة السلة لموسمين رياضيين.ولديه اهتمامات رياضية،حيث شغل منصب نائب رئيس نادي الرجاء البيضاوي سابقا.

مساره المهني

خبرة ميدانية طويلة هي التي راكمها صلاح الدين مزوار، بدأها بمهمة بالقسم الإداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بالرباط وطنجة خلال بداية الثمانينات، حيث قاد المصالح الإدارية لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتبعها بالتدبير المالي لمقاولة فرنسية-تونسية، ويلتحق بمكتب استغلال الموانئ، حيث وضع لبنات مديرية العمل الاجتماعي، وتولى إدارة نادي الرجاء البيضاوي، المحتضن من طرف المكتب، قرابة ثلاث سنوات.

وفي مستهل عقد التسعينيات، التحق مزوار بمجموعة إسبانية تنشط في قطاع النسيج، وسرعان ما عين مديرا لأحد فروعها بمدينة سطات، قبل أن يصبح مديرا تجاريا للمجموعة في المغرب وإفريقيا والشرق الأوسط. فكانت تلك بوابة الرجل على الأسواق الدولية والامتداد العالمي للمقاولات الصناعية، عشية إنشاء منظمة التجارة العالمية.

مساره السياسي والحزبي

فبعد أن كان يناضل في تنظيمات سرية من قبيل منظمة 23 مارس وفصيل الطلبة القاعديين منذ بداية السبعينات متشبعا بالفكر الماركسي- اللينيني،ليترك هذا التوجه بعد اقتناعه بعدم تلاؤم هذه التفكير مع المجتمع المغربي.

التحاق صلاح الدين مزوار بفصيلة الوزراء كان مع التعديل الحكومي لحكومة إدريس جطو عام 2004، حيث كان صانع الأحذية يحتفظ به في دكة الاحتياط ليمنحه الرسمية في قطاع الصناعة والتجارة، لمعرفته بخبرة وحنكة الرجل في التدبير والتسيير، ولتأكده من قدرته على التقاط نبض المقاولة والسوق المغربيين.

تقلد صلاح الدين مزوار لحقيبة الصناعة والتجارة في حكومة جطو، كان بمثابة الاستعانة بخدمات إطفائي بعد أن لفحت نيران المنافسة الدولية وانحسار الأسواق قطاع النسيج المغربي، وكان وحده قادرا على الإيمان بقدرة الصناعة المحلية على الصمود وتجديد قدراتها من خلال أقلمة عرضها مع متطلبات الأسواق الدولية، ليصبح القطاع أحد القاطرات التي تجر قافلة الاقتصاد المحلي وتنعش سوق الشغل وتشجع على جلب العملة الصعبة، بعد أن كانت تجربته على رأس الجمعية المغربية للنسيج والألبسة منذ 2002، قد قادته إلى إقناع زملائه بتقليص التكاليف لمواجهة الاكتساح الصيني.

تقلد مزوار في 15 أكتوبر 2007، حقيبة الاقتصاد والمالية عن حزب الأحرار أيضا في حكومة عباس الفاسي، كان عليه أن يحمل مشروع ميزانية 2008 الذي تركه الاتحادي فتح الله والعلو فوق مكتبه، ويدافع عنه أمام النواب الجدد غير المستأنسين بمقاعدهم. فكاد يحدث أكبر الأزمات التاريخية المتعلقة بميزانية المملكة، وهو يرى الفريق الاتحادي يمتنع عن التصويت، والمعارضة الإسلامية تصعد لهجتها ضد فصول مشروعه الذي أعفى الشركات الكبرى من جزء من ضرائبها.

مساره الحزبي تميز عندما انتخبه المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار يوم 23 يناير 2010 ، بالإجماع رئيسا جديدا للحزب.

وتعتبر سنة 2011 سنة غير عادية بالنسبة لصلاح الدين مزوار،فخلال هذه السنة دخل التاريخ من أوسع أبوابه،حيث يعد أول وزير مغربي وعربي وإفريقي يحظى بشرف قرع جرس بورصة وولستريت في نهاية حصة المعاملات يوم الخميس 26 ماي 2011، بمدينة نيويورك الأمريكية .في نفس السنة أيضا (2011) تزعم تيار G8  أو مجموعة الثمانية ، التحالف الذي ترأسه مزوار لمواجهة العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المبكرة التي أفرزها دستور الفاتح يوليوز،والتي انتهت بفوز كاسح لحزب المصباح ،وشكلت فشلا ذريعا لتجربة الG8  .

مزوار وفضيحة تبادل المنح بينه وبين الخازن العام للمملكة

برز اسم مزوار مقرون بعبارة "فضيحة"، عندما اتهمه النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية، عبد العزيز أفتاتي بتلقي أموال من تحت الطاولة،بالإضافة إلى الوثائق التي نشرتها جريدة "أخبار اليوم" ،تتهمه فيها بتبادل منح بشكل غير قانوني، عندما كان وزيرا للاقتصاد والمالية،مع الخازن العام للمملكة، نور الدين بنسودة.

رد مزوار لم يغب عن هذه القضية،حيث في لقاء مع إحدى المحطات الإذاعية، عبر عن استغرابه من تصريحات أفتاني، معتبرا تصريح هذا الأخير قذفا في حقه، و أن الأمر يتعلق بهجوم شخصي، و أكد أنه تلقى منحة بقيمة 8 ملايين سنتيم و ليس 40 مليون سنتيم، و أنه تلقى هذه المنحة بشكل قانوني.

أما فيما يخص توقيعه للوثائق المتعلقة بمنح بنسودة تعويضات كبيرة، فقد قال أن الأمر عادي، و أن هذه الوثيقة تدخل ضمن جملة الوثائق التي يوقعها لفائدة مسؤولين آخرين بمختلف الوزارات.

مزوار قائد الدبلوماسية المغربية

اليوم يقود مزوار  الدبلوماسية المغربية في حكومة بن كيران الثانية،خلفا لسعد الدين العثماني،عندما قرر حزب التجمع الوطني للأحرار التخلي عن صفوف المعارضة والالتحاق بحكومة بن كيران،التي عينها صاحب الجلالة شهر أكتوبر الماضي،تاركا مقعده بالبرلمان لوصيفه في اللائحة خلال الانتخابات التشريعية السابقة ،الشاب بدر الطاهري.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : المكناسي عثمان
المصدر : جريدة صوت الإسماعيلية
التاريخ : 2014-01-02 13:00:00

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك