افتتاح فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان عيساوة بمكناس

وتميز حفل الإفتتاح بتنظيم كرنفال استعراضي شاركت فيه عدة طوائف عيساوية وفرق فلكورية من بعض المدن المغربية،جابت الشوارع الرئيسية وسط مكناس وصولا إلى ساحة الهديم.

كما تم على هامش حفل إفتتاح فعاليات المهرجان،تنظيم ندوة فكرية بقاعة الندوات التابعة لمقر جهة مكناس-تافيلالت ،حول موضوع "مظاهر التسامح في أدبيات الطريقة العيساوية " من تأطير الأساتذة : الفنان الموسيقي والباحث في مجال التراث عبد السلام الخلوفي والفنان الفرنسي فريدريك كالمس،عاشق الموسيقى المغربية و الأستاذ بوسلهام الضعيف مدير دار الثقافة الفقيه المنوني.

حيث أكد الموسيقار عبد السلام الخلوفي على ضرورة تنظيم مثل هذه المهرجانات التي تهتم بالتراث الموسيقي للمملكة. وأكد على أن المهرجان سيساهم في أرشفة وتأريخ الموسيقى العيساوية من خلال الأنشطة الفنية التي يتضمنها والتي تبرز ملابس الطريقة العيساوية والآلات الموسيقية التي يستعملونها.

وتحدث السيد الخلوفي عن تاريخ الموسيقى العيساوية التي اعتبرها نتاج العديد من الحضارات التي تعاقبت على المغرب،وأنه رغم محاولات الاستعمار في تهديم والقضاء على هذه الموسيقى الشعبية، بحيث اعتبرها فنون بدائية،استطاعت هذه الموسيقى الحفاظ على مكانتها وسط المجتمع المغربي.وأضاف أن الطريقة العيساوية لها امتدادات داخل المغرب العربي كتونس وليبيا.

من جانبه أكد الفنان الفرنسي فريدريك كالمس أن الطريقة العيساوية تندرج ضمن الصوفية الشعبية،وأن مظاهر التسامح فيها تتجلى في حفاوة الإستقبال التي تمتاز به،حيث تعتبر ملجأ للضعفاء والمقصيين وذوي المشاكل،من خلال توفيرها لفضاء العيش وإعادة الإدماج لهم.وأضاف أن الطريقة العيساوية استطاعت فرض نفسها على عكس باقي الطرق الصوفية الشعبية الأخرى ك"حمادشة" و"الصديقية" و"جيلالة"،وأصبحنا نشاهدها خلال كل المناسبات الدينية والأفراح .

ويتضمن برنامج هذا المهرجان،سهرات فنية ستعرف مشاركة فنانين مغاربة كبار،كالفنان فتح الله المغاري وعبد الرحيم الصويري والفنان التونسي لطفي بوشناق ،بالإضافة الى عدة طوائف عيساوية من مختلف مدن المملكة وبعض الفنانين كخالد بناني والفنانة لمياء الزايدي.