بالوعات الصرف الصحي تتحول إلى عبوات ناسفة بأحياء عديدة بسبع عيون

فبقدر ما شكلت بشارة خير للفلاحين الذين كانوا ينتظرونها بفارغ من الصبر للشروع في عملية زرع حقولهم ببذور القمح بعد أن سيطر الشعور بالقنوط على نفسية الجميع جراء تأخر نزول قطرات الغيث و الرحمة، و ما لها من انعكاس سلبي على الحركية التجارية بالمدينة و تقلص فرص الشغل بشكل مخيف. هذا الوضع أفرز تصاعدا في الحركات الاحتجاجية المطالبة بالعيش الكريم و اختلالا ما بين العرض و الطلب في ظل ارتفاع عدد السكان و غياب منطقة صناعية ووحدات إنتاجية ذات الكثافة العالية للتشغيل، بقدر ما تحول الضغط على قنوات الصرف الصحي بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية و انسداد أغلبها بالوحل و النفايات، هذا الوضع حولها إلى عبوات ناسفة تنفجر هنا و هناك بحي السعادة و الزيتون و شارع محمد الخامس في اتجاه دوار اجديد و آيت يحيى اللذان يعانيان في الصيف و الشتاء، و بشكل مزمن من التلوث البيئي. بالوعات الصرف الصحي لم تتحمل كميات الاأمطار وصارت تنفث ما بداخلها من قاذورات عطرت الأجواء بروائحها الكريهة، بل اقتحمت عددا من المنازل بأحياء مختلفة، مخلفة حالة من الاستياء العميق لدى ساكنة المدينة التي سئمت السياسات الترقيعية للمجلس، خصوصا بعد برامج التأهيل التي صرفت عليها الملايير دون أن تظهر نتيجتها، حيث بقيت الطرق على حالها، وقنوات الصرف الصحي ظلت رديئة بالأحياء المحظوظة، أما الأقل حظا فتستمر معاناتها دون قنوات للصرف الصحي ودون أزقة أو طرق أو أرصفة.

معاناة لا تخفى على أحد، لكن الأمطار تزيد في تعرية الوضع وفضح البرامج المغشوشة.