آخر الأحداث والمستجدات 

معاناة 43 أسرة بعد انهيار بهو عمارة مكناس

معاناة 43 أسرة بعد انهيار بهو عمارة مكناس

وجدت 43 أسرة نفسها مضطرة إلى قضاء ليلة السبت الماضي، في العراء، جراء انهيار سقف بهو عمارة سكنية آهلة بالسكان، زوال السبت الماضي، بقلب العاصمة الإسماعيلية مكناس، وبالضبط بتقاطع شارعي الجيش الملكي ونهرو وزنقة مليلية، بحي حمرية، دون أن يخلف الحادث خسائر في الأرواح.

وفي حدود الساعة الثانية عشرة والنصف، سادت حالة من الهلع، واستنفرت السلطات ورجال الوقاية المدنية، بفعل الانهيار، الذي طال بناية يعود تاريخ تأسيسها إلى 1929، وهي اليوم تابعة إلى الأحباس، حيث كانت أشغال حفر تتواصل بهدف إقامة مشروع تجاري تابع لسلسلة للأسواق الممتازة.
وفيما كان عمال الورش يباشرون عمليات الحفر تحت بهو الإقامة المتكونة من ثلاث عمارات، فوجئوا بحدوث انهيار. «كنا خدامين فداخل في العمارة، حتى واحد الشوية، وهي تطيح على غفلة»، يقول أحد عمال الورش، قبل أن يضيف «للي عقلت عليه، تهرست واحد السارية وموراها كلشي طاح».
ورغم أن الانهيار، حدث تحت بقعة غير مبنية تتوسط الإقامة السكنية، إلا أنه أدى إلى تصدعات وانهيار جزئي في المبنى السكني، سيما بالطابق الأول لإحدى العمارات، دون أن يخلف ذلك ضحايا في الأرواح، باستثناء إصابة عامل في الحادث، ويتعلق الأمر بحارس أمن خاص، نقل فورا إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية.
وأكدت مصادر من السلطات المحلية أن الحادث الذي خلف خسائر مادية تتمثل أساسا في تصدع جدران حوالي ثلاث شقق سكنية ومكتبين إداريين، نتج عن أشغال تهيئة وعمليات إصلاح كانت تجري بالعمارة.
وحسب شهادات سكان العمارة، التي تضم، فضلا عن شقق سكنية، محلات تجارية ومكاتب إدارية، كثافة الأشغال والمعدات التي يستعملها العمال،علاوة على عمر البناية، كلها عوامل أدت إلى الانهيار «هذي مدة وأشغال الحفر مستمرة ليل نهار، إلى أن أدت إلى انهيار سقف البهو»، يقول أحد السكان، فيما يوضح جار له «كنا في المنزل، عندما أحسسنا بأنه يتحرك، مباشرة فكرت في أن زلزالا ما ضرب المدينة، توجهت مباشرة إلى النافذة، حينها رأيت ركاما من الإسمنت ببهو الإقامة التي توجد بها أعمدة تقوم عليها ثلاث عمارات»، معتبرا المشكل يكمن في أن الانهيار تم حين كان العمال داخل الورش، «أستغرب صراحة غياب ضحايا في الأرواح».
وبمجرد وصول السلطات المختصة، تم إفراغ كافة العمارات من السكان، ومنع وصولهم إلى منازلهم، قبل أن تتراجع السلطات عن ذلك تحت إصرار سكان العمارة الذين طالبوا بالعودة إلى منازلهم قصد إخراج بعض الأمتعة، شريطة ألا يقضي أي منهم الليلة داخل البناية، وهو الأمر الذي خلف استياء لدى السكان، انضاف إلى حالة الهلع التي عاشوها منذ حدوث الانهيار. تقول امرأة تقطن بالعمارة «خرجنا نركض، بعد أن سمعنا صوتا مريعا، لنجد الحطام يتوسط الإقامة والأتربة تعلو البنايات، ونحن اليوم لا نعلم حتى أين سنقضي الليلة، فهناك من لا عائلة له بالمدينة ولا يمكنه اللجوء إلى الأصدقاء لأننا لا نعلم متى سيستمر الوضع»، وتساءل آخر عن مصير 43 أسرة «كان جديرا على المصالح المختصة أن تجد لها حلا حقيقيا بدل مطالبتها بمغادرة منازلها»، فيما أعرب صاحب مكتب إداري عن تخوفه على أرشيف ووثائق الزبناء.   
إلى ذلك، حضر لمعاينة الحادث والاطمئنان على حالة وصحة العمال أحمد موساوي، والي جهة مكناس –تافيلالت، مرفوقا برئيس الشؤون الداخلية للعمالة ورئيس الديوان ورئيس المنطقة الحضرية لحمرية ووالي أمن مكناس وناظر الأوقاف، بالإضافة إلى أفراد فرقة أمنية تابعة لولاية أمن مكناس وعناصر من القوات المساعدة والوقاية المدنية، الذين قاموا بتطويق مكان الحادث وإغلاق جميع المحاور الطرقية المؤدية إليه.
يشار إلى أن العمارة تابعة للأحباس، شيدت في عهد الاستعمار الفرنسي سنة 1929 وسط المدينة على مستوى ملتقى زنقة مليلية وشارعي الجيش الملكي ونهرو، ومعروفة حاليا بعمارة BERNARD ، اسم صاحبها الأصلي، وتتكون من أربعة طوابق، كما تضم مجموعة من المكاتب الإدارية و43 شقة وأربعة متاجر وقبوا.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد بن التهامي/ هاجر المغلي
المصدر : الصباح
التاريخ : 2013-11-20 21:01:26

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك