آخر الأحداث والمستجدات

الطريق إلى فاس...

الطريق الى فاس سلكتها اليوم وأنا استحضر مدينة المولى ادريس الثاني ، سلكتها من مكناس وعيني على برج فاس لزيارته والوقوف على الطفرة النوعية التي تعيشها المدينة العلمية في مجال التنمية المستديمة .اتجهت صوب الطريق السيار وأملي واحد وهو الاستمتاع بمآثر مدينة فاس ...لم تكن رحلتي دون استحضار السلامة الطرقية واحترام علامات التشوير،فقد احترمت علامات المرور بما فيه الكفاية ...لكني وفي الطريق المؤدية الى سيدي حرازم استوقفني شرطي بعد خروجه من بين الاشجار وقرب مدار طرقي أشد خطورة – قرب ملعب فاس- بعد التحية طلب من أوراق السيارة ،وبعد ان استكمل افتحاص الاوراق بالتمام والكمال ،خاطبني بأن الرادار شدني ، ابتسمت على شدني فأنا لازلت حرا طليقا ،وعى أمر ابتسامتي وأردف القول بأن السرعة التي كنت أسير بها هي 69 لم أكذب قوله ، ولكني عبرت له عن موقع الرادار أشار بيده الى الرادار في زاوية منغلقة بين أغصان شجرة وارفة الظلال .

ثم أتممت كلامي أن علامات التشوير لا تضم أي علامة لمراقبة بالرادار ...ابتسم لقولي وأكد ان العملية هي قانونية ما دام الرادار الروبو يزودك بالصورة الكاملة لحالة سيرك بالسيارة ثم ان الامر في النهاية هو موكول الى مجلس المدينة برئاسة عمدتها. اذا الامر انني صادني الرادار الروبو بفاس الله يحفظ ناسها من الصيادة.... وقفت قاب قوسين قرب الشرطي وهو يهم بتحرير المحضر ... وقلت في سريرة نفسي ،اه يا وطني كم من مصيدة توضع أمام المواطن بدون علمه ... !! اه يا وطني الكريم متى نحتفي بالقانون علانية ودون وضعه كفخ لمن يجهل القانون ...!! اه يا وطني فالحق في استخلاص الغرامة واجب !! لما يكون الحق في المكاشفة والعلانية والشفافية اوجب الواجبات .... !! رجعت من غفوتي الى سلطة الشرطي ...ابتسم أمامي كمن يريد دفع الصدمة عني ،لا عليك فالغرامة هي 300.00 درهم فقط ...لكنه شعر بي أنني غير راض عن الأمر بالبتة .فقال يمكن أن تواصل سفرك الى حين وصول رخصة السياقة الخاصة بك الى ولاية الأمن بمكناس ثم تقوم بالإجراءات الادارية التامة ،من أداء الغرامة وسحب رخصة السياقة ... وبينما أنا على هذه الحال من التردد وقع في المصيدة مهاجر بالديار الايطالية ....نزل من سيارته وهو في غضب تام لقرار الشرطي من انتزاع رخصة سياقته ....تدخلت برفق وأكدت له ان الرادار الروبو لا يكذب ...فخاطبني هل يمكن ان يتم محو ذاكرته ...هنا احتدم النقاش عندما صرح الشرطي بشرفه أنه تم اصطياده بالرادار الروبو فأدى الذعيرة بكل أريحية ثم شهر لنا محضر المخافة الخاصة به ،وأكد أنه لحدود اللحظة لا يمتلك احد بربوع الوطن كيفية محو ذاكرة الرادار الروبو ... !!؟ هنا تحققت من العدل ببوابة فاس وطلبت من الشرطي أن يحرر لي محضر المخالفة ...وبعد تمام الاجراءات الادارية قام بتوديعي الله يخلف عليك ...فأجبته ان الحق حق ولكن عندما نتساوى فيه ...وأردفت القول ان المال مال الله موضوع في تصرف الدولة عبر مواطنيها ونحن في خدمة الدولة لذا أملي أن يكون الرادار الروبو علانية ، ودون نية مبيتة للصيد والمكيدة ابتسم وألح علي بالسير ببطء مادام أن هناك رادارا اخر منصوب ومدسوس بطريق سدي حرازم ...وبعد تمام زيارتي الى مدينة فاس بالتقشف التام بعد ضياع جزء من ميزانية الزيارة على الرادار الروبو ختمت زيارتي بضريح المولى ادريس داعيا للمملكة بالشفافية والمكاشفة التامة في يوم ذكرى المسيرة الخضراء ...