آخر الأحداث والمستجدات
حماة القانون : ضابط ممتاز بالحاجب يودع سجن عين قادوس
لم أود الخوض في هذا الموضوع لولا الإلحاح الذي جوبهت به من طرف من توسموا فينا أن نروي الصدق في الحقائق.
معذرة - وحاشاكم - أيها الفضلاء في أجهزة الأمن ممن أكن لهم أعبق أذواق الفضل فلستم على من أدندن.
عفوا مدينتي التي ابتليت بطينة الرث من بعض المسؤولين إذ لا حديث لساكنتك إلا عن الضابط الممتاز المعتقل بتهمة الخيانة الزوجية بالعاصمة العلمية حيث جرى ضبطه من طرف عناصر أمنية بالدائرة التاسعة عشر في حالة تلبس مع زوجة مسؤول آخر كان غائبا عن بيته لأداء الواجب الوطني.
لازلت أتذكر قدوم هذا الضابط آنذاك إلى مدينة الحاجبK، كان صراحة خريجا من أبناء الشعب، ابن أسرة متواضعة من فاس العتيق، شاب كله طموح ونظرات صامتة متطلعة لتحقيق الأهداف. ليقع في مستنقع الرذيلة من طرف رئيسه القديم وأصدقائه القدامى الذين تفننوا أمامه في تمثيل نماذج للشطط الذي يميز عمل بعض عناصر الضابطة القضائية في سبيل الوصول إلى رشاوى أو تلفيق تهم وتزوير محاضر. فحقق الرتبة واللذة والشهوة وظن أن حصنه مانعه من السقوط.
كانت آخر زلاته اعتقاله واتهامه لثلاثة من خير شباب المدينة بتهمة الإهانة قضوا على إثرها شهر رمضان نافذا في غياهب سجن تولال لا لشيء اقترفوه سوى أنهم تشاجروا مع خليلة الضابط الممتاز التي هددتهم بمنصبه وسوطه .
العجيب في أمر هذا الفتى أنه يسكح الخمر ويقرب الفساد ويحرر محاضر تدين بني فعلته. لم تكن له شجاعة المتنبي إذ قال :
وكأس شربت على لذة ....... وأخرى تداويت منها بها
لكي يعلم الناس أني امرؤ ....... أتيت المعيشة من بابها
كثيرة هي الملفات التي طفت إلى سطح الأحداث والتي كان أبطالها رجال أمن، حنتوا القسم وحادوا عن الأدوار الأساسية المنوطة بهم.
المختص النفسي يرى أن الظاهرة معقدة وذات ارتباطات بما هو سوسيولوجي ونفساني، إذ يعتبر الدكتور عبد الجبار شكري أن التفسير السوسيولوجي لشطط أجهزة الأمن هو ممارسة الإلغاء والإقصاء، نتيجة وجود توتر يفتعله بعض عناصرها يكون نتيجة اصطدام بين رغبة أجهزة الأمن في الهيمنة والسيطرة، كما يذهب إلى أن سيكولوجية الجماعة تؤطر وتوجه سيكولوجية الفرد، ما يفسر لجوء بعض رجال الأمن إلى كبت وشدود يدخل ضمن الاختلالات النفسية.
لقد أصبحت ضرورة إيجاد أجهزة ومؤسسات فعالة وقوية للمراقبة، مهمتها مراقبة سلوكات هؤلاء الأشخاص داخل عملهم وخارجه، ومراقبة علاقاتهم واتصالاتهم ورصد التأثيرات السلبية على سلوكاتهم من خلال إخضاعهم دائما إلى المعالجة الإكلينيكية السيكولوجية التي تحدد مدى إمكانية استمرارهم في أداء مهمة تطبيق القانون والواجبات، ولجوء الدولة إلى صرامة القانون لردع هؤلاء الأشخاص وجعلهم يخافون في كل اللحظات من العقاب المنتظر في حالة تواطؤ أو مخالفة القوانين.
لقد بينت هذه المدينة المقدسة مرة أخرى أن لها شوكة ولعنة تصيب بها كل من طغى واستكبر بغير الحق ويلتحق بذالك ضابط الشرطة الممتاز "ع.ب" بسلك المفضوحين.
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
الكاتب : | ولد الحاجب |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-09-16 21:20:12 |