رسالة من أحد المعتقلين ضمن خلية أكوراي يتحدث فيها عن قصة اعتقاله وعن الانتهاكات التي تعرض لها

إلى الشعب المغربي عامة و إلى المجتمع المدني و الهيئات الحقوقية خاصة و إلى أحرار المغرب و كل من يهمه شباب المغرب الذي يتوق إلى الحرية و التغيير و محاربة الفساد .

لقد لبى شباب نداء الحراك الاجتماعي فوجد بعضهم نفسه خلف أسوار السجون فعلى إثر نشاطي في المظاهرات التي تم تنظيمها بمدينة مكناس و كنت قد أنشأت صفحة على الفايسبوك أدعوا فيها إلى التظاهر ضد تواطؤ الأمن مع تجار المخدرات و غيرها من صور الفساد و التجاوزات . و طالبت في نفس الصفحة بزيارة ملكية إلى منطقتنا للوقوف على الخروقات المشهودة بقريتنا . و كعادة النظام الذي اعتاد فبركة الوقائع و الزج بشباب الحراك في السجن بتهمة الضرب و الجرح أو المخدرات كمعاد الحاقد و غيره من نشطاء الجامعات و على غير العادة ، و نظرا لتوجهي الإسلامي فقد كانت التهمة المناسبة لي هي الإرهاب تلك الفزاعة التي أراد بها النظام إخافة الناس و ترهيبهم ففي يوم 09-04-2012 تم الهجوم على منزلي على الساعة السادسة صباحا و اقتحامه دون إذن من الوكيل أو احترام للقانون و الأدهى من ذلك هو تلك المعاملة البشعة التي عاملوني بها حيث باغتوني في فراش النوم و شرعوا في ضربي أمام أنظار والدي و عائلتي و هم يوهمون والدي أن لدي متفجرات كما تم نزع سروالي وضربي في أماكن حساسة من جسدي و تم تهديدي بالاغتصاب أمام أنظار والدي . و هذه المسرحية رآها إخوتي الصغار و أعينهم تفيض دمعا وقد رسخت في ذاكرتهم هذه الصورة الشنيعة عن رجال المخابرات. بعدها أخرجوني من المنزل و هم يصيحون أين هي المتفجرات ؟؟؟ ليظن الناس أنني بالفعل إرهابي، و لكي لا يبدوا أي تعاطف معي ، خاصة أن كل الجيران يشهدون لي بحسن الخلق و يدركون أني كنت أخرج للتظاهر من أجل تحسين الأوضاع داخل القرية .

و عند وصولي إلى مقر التحقيق بالمعاريف بالدار البيضاء تم إنزالي و أنا مغمض العينين تحت الأرض حيث الظلام الدامس بعد تفتيشي بنزع ثيابي للحط من كرامتي و ظل التعذيب طيلة 12 يوما ولم أكن أدري هل سأعود مرة ثانية إلى عائلتي أم لا . و قد كان جل حديثي معهم عن كيفية الخروج للتظاهر و أسبابه و عن حياتي الشخصية و أصدقائي و من يشاركون في التظاهرات و هل هناك ارتباط لديك بالسعي للتظاهر؟ و بعد أيام من الضرب و التعذيب النفسي و الجسدي قدموا لي ورقات من أجل التوقيع عليها و كتابة إذن بالتفتيش بمنزل عائلتي الذي لا أملكه بعدما فتشوه بطريقة مستفزة دون إذني يوم اعتقالي . و بعد تقديمي أمام وكيل الملك أخبرته عن هذه التجاوزات فلم يعرني أي اهتمام ، و أخبرني بأنني متهم بالمس بنظام الدولة و تكوين عصابة إجرامية و إعداد المتفجرات و لائحة من التهم دون أي دليل يذكر . و حوكمت في محكمة لا تسمع لكلامي و لا تعير اهتماما للإنسان فحوكمت ب 5 سنوات في محاكمة صورية لينتهي بي الأمر داخل سجن سلا 2 الذي أعد من أجل التعذيب و الحط من الكرامة تنكيلا بنا لخروجنا في تظاهرات لمحاربة الفساد.

وقد كنت ذلك الشاب الطموح ، الذي يحترمه كل الناس لحسن خلقه ، وكنت أسعى للنجاح في حياتي ببحثي عن عمل ، و كنت أخطط للزواج لإنجاب ذرية صالحة كباقي المواطنين ، لكن ما جرى صار حائلا بيني و بين ما كنت أسعى إليه و أمثالي كثير فإلى متى سيذكر الشعب المغربي أن مئات من شبابه يذوقون الويلات في سجون النظام لمحاربتهم الفساد و الاستبداد .

المعتقل السياسي سعد يوسفي

رقم الاعتقال 446

سجن سلا 2

المغرب

وبه وجب الإعلام والسلام

المكتب التنفيذي للجنة المشركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين