آخر الأحداث والمستجدات 

مدينة الريصاني .... مقبرة النسيان ....

مدينة الريصاني .... مقبرة النسيان ....

في كل مرة أزور فيها مدينة الريصاني مهما غبت عنها من السنين إلا وأعاين منظر منطقة شوهها الإهمال والنسيان، وأتألم لمنظر شبابها يجر ذيول اليأس في طرقات تنتظر من يرق قلبه لحالها، ويستر عوراتها المكشوفة. وأن تقوم بجولة قصيرة بين أحياء هذه المدينة المزعومة ودروبها المهملة، شيء كاف لتقرر أن تعود أدراجك، وتدعو لهؤلاء المهمشين في قلب تافيلالت ، أن يزورهم يوما ما، ولي من أولياء الأمور، لعله يكتشف أن ما يستنكره هؤلاء ويعانون منه، ليس وهما تخيلوه، أو إفكا إفتروه، وإنما مرارة يعيشونها كل يوم، وأنهم يطالبون بأبسط شروط العيش، ولا يريدون مدينة فاضلة، ولا يتمنون أن تتحول مدينتهم إلى”نيويورك” وتتلخص كل مظاهر الفوضى في التدبير ، والفقر والبؤس، وغياب اهتمام الدولة، الذي يعكسه حال الشوارع والطرقات المتصدعة، وانعدام التهيئة والإنارة، وتصدع الموجود من بعض شبه الادارات، وكثـرة البرك العفنة، والقمامة في كل ناحية، وكأن المنطقة ”خارج مجال التغطية”.

يتغير كل شيء، ولا تتغير مدينة الريصاني، التي تبقى ضحية لسياسة الإهمال والتهميش واللامبالاة المفروضة عليها، منذ إحداثها بلدية 1992 ، مما جعل المدينة تعاني مشاكل هيكلية متعددة رغم توفرها على مؤهلات طبيعية وسياحية مهمة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، فهي مدينة العبور حيث تتواجد على الطريق المؤدية من مرزوكة لمدينة الراشيدية، تثير انتباهك قرية مهجورة اسمها “الريصاني” التي تعيش التهميش والنسيان والإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها المنطقة، بسبب تقاعس المنتخبين القائمين على تدبير الشأن المحلي داخل هذه المدينة المعزولة والمنسية، التي لا يظهر فيها المنتخبون إلا إبان الحملات الانتخابية ، حيث يتم استقطاب وجلب لبعض المواطنين من مرزوكة والطاوس وبعض المناطق القريبة وتسجيلهم في بعض الدوائر، لتشكيل كثلة من الناخبين لرسم الخريطة حسب مقاس منتخبي المدينة. وسكان الريصاني أعلنوا عن سخطهم وغضبهم اتجاه المنتخبين، بسبب دوامة التهميش والإقصاء الذي تتخبط فيها منطقتهم، فبالرغم من خصوصيات منطقة الريصاني وموقعها الاستراتيجي والسياحي، فلا زالت لم تشهد بعد تنمية حقيقية، وظلت عرضة للتهميش و الإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها باقي مدن الجهة .وهناك عدة عوامل ساهمت في ذلك من بينها ضعف أداء المجالس المنتخبة التي لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة التي تشكو الكثير منها البنيات التحتية المنعدمة، أما المجلس الحضري الحالي، فهو يفتقر إلى استرتيجية تنموية هادفة، تخرج المدينة من براثن التخلف والتهميش ،دون الاكتراث بالأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الساكنة، إضافة إلى تعطيل عملية تنفيذ برامج تنموية، مما حول المدينة برمتها إلى حلبة للصراع الجانبي غير المجدي..

وأمام الوضعية الكارثية الراهنة لمدينة الريصاني ، أصبحت تتطلب تدخلا فوريا ومستعجلا من أجل إعادة بناء المدينة بشكل عقلاني ومنظم لفك العزلة عنها، مما حول المنطقة إلى مقبرة منسية، كما يحب السكان تسميتها ، ويتساءلون عن الأسباب التي جعلت منطقتهم منسية، ولا تستفيد من برامج التنمية التي شهدتها الجماعات الحضرية والقروية بالمملكة ، فهناك حسابات انتخابية يقول أحد العارفين بما يجري بهذه المدينة الصغيرة، هي التي أدت إلى إقصائها من أي مبادرة تنموية بالإقليم.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : غيور على مدينة الريصاني
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-08-27 21:24:35

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك