الدكتورة نجاة خليل تكتب : القولون العصبي الأعراض السريرية و طرق العلاج

ينقسم القولون العصبي إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي القولون العصبي المصحوب بالإمساك حيث يكون البراز صلبًا أو متقطعًا، القولون العصبي المصحوب بالإسهال حيث يكون البراز سائلاً أو رخوًا، القولون العصبي المختلط الذي يتميز بتناوب حالات الإسهال والإمساك، وأخيرًا القولون العصبي غير المصنف الذي لا يتطابق مع الأنماط السابقة وتكون أعراضه متباينة وغير ثابتة.

لا يوجد سبب واحد واضح للإصابة بالقولون العصبي، وإنما تتداخل عدة عوامل في ظهوره. من بين هذه العوامل اضطراب محور الدماغ - الأمعاء، حيث يؤدي الخلل في العلاقة بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء إلى استجابة غير طبيعية في حركة الأمعاء وظهور الألم. إضافة إلى ذلك، يعاني مرضى القولون العصبي من التحسس الحشوي، حيث تؤدي الحساسية المفرطة تجاه تمدد الأمعاء أو حركة الغازات إلى الشعور بالألم عند وجود تحفيز بسيط. كما تلعب التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء دورًا رئيسيًا في اختلال توازن البكتيريا النافعة، مما يؤثر سلبًا على وظائف الجهاز الهضمي. كذلك، قد يكون للالتهابات المعوية دور في ظهور المرض، خاصة بعد الإصابة بعدوى معوية حادة. كما أن الضغط النفسي والتوتر والقلق والاكتئاب تعد عوامل مؤثرة بشكل مباشر على شدة الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية ومنتجات الألبان إلى تحفيز الأعراض لدى بعض الأشخاص.

تتنوع الأعراض السريرية لمتلازمة القولون العصبي وتختلف من شخص لآخر، إلا أنها تستمر لفترات طويلة. وتشمل هذه الأعراض ألمًا أو تقلصات في البطن تخف بعد التبرز، اضطرابًا في حركة الأمعاء يتسبب في إسهال متكرر أو إمساك مزمن أو تناوب بينهما، الانتفاخ والغازات الناتجة عن حركة الأمعاء أو تخمر الطعام في القولون، الشعور بعدم الإفراغ الكامل، وجود مخاط في البراز بلون شفاف أو أبيض، فضلًا عن الشعور بالتخمة وفقدان الشهية.

يعتمد تشخيص القولون العصبي على معايير روما IV، مع استبعاد الأمراض المشابهة من خلال تحليل التاريخ الطبي والفحص السريري واختبارات الدم وتحليل البراز والتصوير المقطعي واختبارات عدم تحمل اللاكتوز وفحص التنفس لقياس فرط نمو البكتيريا وفحص القولون بالمنظار. وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي مقارنة بالرجال، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا أكثر عرضة للإصابة به. ويمكن أن تؤدي مضاعفات القولون العصبي إلى تدني جودة الحياة، واضطرابات المزاج، بالإضافة إلى الإصابة بالبواسير والشقوق الشرجية.

عادةً ما يعتمد مرضى القولون العصبي على التطبيب الذاتي بسبب تكرار الأعراض لمدة طويلة، ويعتمد العلاج على خطة شاملة تشمل تحسين النظام الغذائي عبر اتباع حمية قليلة الفودماب، والتي تستبعد أطعمة معينة تقلل من الانتفاخ والألم، بالإضافة إلى تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة متكررة، وتجنب الأطعمة المقلية والمشروبات الغازية والكافيين، مع شرب كمية كافية من الماء يوميًا، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والابتعاد عن التوتر والقلق.

يشمل العلاج الدوائي استخدام مضادات التقلصات ومنظمات حركة الأمعاء، وكذلك مضادات الاكتئاب التي تساعد في تخفيف الألم وتحسين الحالة المزاجية. كما يُنصح بتغيير نمط الحياة عبر ممارسة الرياضة، والتأمل، والعلاج السلوكي أو التنويم المغناطيسي.

في النهاية، يمكن القول إن متلازمة القولون العصبي هي اضطراب مزمن يؤثر على جودة حياة المصابين به، حيث تتداخل العوامل العصبية والهضمية والنفسية في ظهور الأعراض واستمرارها. ورغم أنه لا يُعد مرضًا خطيرًا، إلا أنه قد يسبب انزعاجًا مستمرًا، لذا فإن التوعية والمتابعة الطبية واتباع نمط حياة صحي لهم دور أساسي في السيطرة على الأعراض والتغلب على المعاناة المزمنة المرتبطة

بهذا المرض.