الواد الحار ينشط بأزقة برج مولاي عمر بمكناس

فقد عادت بالوعة لتنفث مياهها العادمة بين المنازل بزنقة توجد بالقرب من شارع المستشفى بديور البلدية قرب السوق المغطى بحي برج مولاي عمر، وانتشرت مياهها الملوثة بالحي الذي يعرف كثافة سكانية مهمة، حيث لا تنقطع حركة المارة وخصوصا الأطفال الذين يمضون اليوم كله في اللعب، فيعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بسوائل الصرف الصحي التي تنقلها الأقدام وعجلات السيارات بعيدا عن المكان، وتهدد بنشر أمراض وأوبئة يتزامن نشاطها مع فصل الصيف.

وتعرف البالوعة، التي تظهر في الصورة، نشاطا مستمرا، فبالرغم من الإصلاحات التي تخضع لها بعدما يستمر التسرب لعدة أشهر، فإنها سرعان ما تعود لنشر مياهها على الطريق، وهو ما يؤكد أن الإصلاحات تكون ترقيعية لاغير، تنكشف بمجرد عودة التسربات من جديد.

الأمر لا يقتصر على هذا المنظر القبيح، فالمتجول بين أزقة الحي تثيره مشاهد الأزبال والإهمال، خصوصا بجنبات السويقة، حيث تتراكم السوائل المختلطة ببقايا الدجاج تارة وببقايا الأسماك تارة أخرى، ويلتقي غياب المسؤولية عند البعض بالتهرب من المسؤولية عن الجهات المعنية لينتج لوحة بيئية صعبة على التصور، وتبعث على التقزز والاشمئزاز.

وقد تلقانا بعض السكان بالترحيب مرددين عبارات الاستهجان والاستياء من اللامبالاة التي يعرفها الشارع، ومن طريقة التعاطي مع المشكل الذي يتكرر باستمرار منذ عدة سنوات، وطالبوا بتدخل المسؤولين لوضع حد نهائي للمشكل قبل أن يصاب أطفالهم بأمراض خطيرة ومعدية تهدد صحتهم وتجعلهم عرضة للخطر في أية لحظة.

بدورنا نتساءل: ها مازال البشر رخيصا لهذا الحد في الألفية الثالثة؟