افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الوطني للألعاب والرياضات التقليدية بإفران

ويتطلع هذا الحدث الرياضي والثقافي، الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى توظيف الموروث الرياضي التقليدي الذي يزخر به المغرب في مشروع التنمية المستدامة للمجتمع، بالإضافة إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي اللامادي خصوصا الألعاب الرياضية التقليدية من الاندثار. وقال السيد محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، إن المهرجان الوطني للألعاب والرياضات التقليدية، الذي دخل سنته الثانية، يروم بالأساس إبراز الجوانب الثقافية والتربوية المرتبطة بالألعاب والرياضات التقليدية، وإعادة اكتشاف هذه الألعاب التي تميزت بها العديد من جهات المملكة مع تحسيس الساكنة بأهمية هذه الألعاب التقليدية وضرورة المحافظة عليها وتطويرها.

وأضاف السيد أوزين أن تنظيم هذا المهرجان، الذي أطلقته وزارة الشباب والرياضة خلال السنة الماضية، يندرج في إطار مشروع متميز يستهدف حماية الموروث الثقافي اللامادي خصوصا الألعاب والرياضات التقليدية من كل مظاهر الاندثار التدريجي، وذلك بفعل المد الجارف للعولمة والتكنولوجيا الحديثة.

وأوضح أن المنظمين سعوا خلال الدورة الحالية إلى تحسين كيفي لهذا الحدث من خلال عدة مبادرات تمثلت، بالخصوص، في استعراض مختلف الألعاب والرياضات التقليدية للجهات الستة عشر للمملكة، مع تنظيم منافسات رياضية خاصة بالألعاب التقليدية، بالإضافة إلى ضمان مشاركة دول شقيقة عملت على تطوير هذه الألعاب كلبنان وسلطنة عمان فضلا عن تنظيم ندوة يؤطرها خبراء ومختصون من المغرب والخارج تبحث التصورات الكفيلة بصيانة وحماية هذا الموروث التقليدي.

وأكد أن من خصوصيات هذه الدورة اختيار جهة كلميم ـ السمارة ضيفة شرف المهرجان، ما يشكل مناسبة للتعريف بكل الأشكال الثقافية لهذه الجهة ومنتوجاتها وإبرازها، مضيفا أن اختيار شعار هذه الدورة "الصحراء خزان ثقافي للحفاظ على الألعاب والرياضات التقليدية" هو اختيار موفق على اعتبار أن الصحراء شكلت ولا تزال حالة متميزة في حماية وصيانة هذه الألعاب التقليدية من كل مظاهر الاندثار والتلاشي مع تطويرها وضمان اندماجها في السيرورة الطبيعية للمجتمع.

وتميز الحفل الافتتاحي لهذا المهرجان باستعراض لمختلف الفرق والمجموعات المتخصصة في الألعاب والرياضات التقليدية التي تزخر بها مختلف جهات المملكة والتي قدمت عروضا فنية لمختلف هذه الأنواع الرياضية ك(شيرا ـ لعبة الكبيبة ـ الكورارة ـ الهيت ـ اردوخ ـ التبوريضة وغيرها) لقيت استحسانا من طرف الجمهور الذي تتبع أطوار هذا الحفل.

ويتضمن برنامج هذا المهرجان تنظيم منافسات رياضية في بعض الألعاب التقليدية، إلى جانب تنظيم ندوة علمية ستتمحور حول الموروث الثقافي الرياضي والسبل الكفيلة بصيانته والمحافظة عليه.

وستشكل هذه الندوة العلمية، التي يؤطرها باحثون ومختصون في مجال الألعاب الرياضية التقليدية من المغرب والخارج، فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين المهتمين بالحقل المعرفي المرتبط بالألعاب الرياضية التقليدية كتراث وشكل من أشكال الهوية كما أنها ستكون مناسبة للمشاركين لتقديم اقتراحات ومساهمات علمية ذات بعد تطبيقي أو نظري تستشرف التطورات ومختلف الأشكال والمبادرات التي تروم إعادة الاعتبار للألعاب الرياضية التقليدية كمشروع جماعي للموروث الثقافي اللامادي.

وكان السيد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة مرفوقا بالسيد أحمد الموساوي والي جهة مكناس ـ تافيلالت والسيد جلول صمصم عامل إقليم إفران قد زار قبل ذلك معرضا لمنتوجات الصناعة التقليدية تم تنظيمه بالمناسبة.