آخر الأحداث والمستجدات
بعد مكناس.. أسعار اللحوم الحمراء تحلق عاليا بأسواق الحاجب
على غرار مدينة مدينة مكناس ومجموعة من مدن المملكة، حلقت أسعار اللحوم الحمراء حاليا عاليا بأسواق إقليم الحاجب، إذ بلغت أرقاما غير مسبوقة، خاصة بالنسبة للحوم الغنم والماعز، بعد بلوغها أزيد من120 درهما للكيلوغرام الواحد في محلات بيع اللحوم بالتقسيط بهذه الأسواق،علما أن ثمن لحوم الأبقار بالجملة بات يتراوح ما بين 85 و88 درهما فيما يتراوح سعر لحم الغنم ما بين 110 دراهم و120 درهما للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي خلف موجة استياء عميقة ومخاوف من تداعيات ارتفاع سعر اللحوم الحمراء كمادة حيوية على القدرة الشرائية وسط توقعات للبعض بأن تشهد تلك الأسعار زيادات أخرى قد تزيد من معاناتهم.
وبسوق السبت جحجوح القروي الأسبوعي التابع بإقليم الحاجب،أكد عدد من الجزارين أن الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء وراءه عدة أسباب، كانت متوقعة ومنتظرة.
في هذا الإطار أعرب علي بنموسى 32 سنة جزار بالسوق المذكور قوله " ما كاين إقبال بسبب ارتفاع سعر اللحوم سواء الغنمي أو البكري وحتى المعزي ،حيث وصل سعر الكيلو الواحد من الغنمي والعنزي إلى 130 درهم لي كان فواحد الوقت غير ب70 درهم فالوقت لي دابا البكري وصل ل100 درهم .."حاليا لي كان كايدي كيلو ولا كايدي نصف كيلو أولي كان كايدي نصف كيلو ولا كايدي غير باش إبنن الوجبة الغذائية فقط". مضيفا ،أن سبب هذا الارتفاع الصاروخي في سعر اللحوم الحمراء يعود بالأساس إلى الجفاف الذي ضرب جهة فاس مكناس على غرار باقي جهات المملكة، نتج عن ذلك تقلص غير مسبوق في كمية العلف بإقليم الحاجب، وبالتالي تراجع ملموس في أعداد رؤوس الماشية والأبقار، ترتب عنه إغلاق المجزرة الوحيدة بسوق السبت جحجوح،ما أرغم الجزارين التنقل بوسائلهم الخاصة صوب مجزرة جماعة أكوراي التي تبعد عن سوقهم بحوالي 30 كيلومتر،الأمر الذي يستوجب تسديد مصاريف إضافية من أجل تهيء ذبائحهم قد تصل إلى 70 درهم بالنسبة لكل ذبيحة من الغنم والماعز و300 درهم بالنسبة للبقر أضف إلى ذلك فاتورة التنقل في ظل ارتفاع سعر البنزين ، ما يثقل كاهل جزاري سوق السبت بمصاريف هم في غنى عنها على حد تعبير المتحدث.
فيما أكد الذهبي محمد ستيني جزار بالسوق المذكور قوله، "إن سبب ارتفاع سعر اللحوم الحمراء يعود بالأساس إلى مخلفات جائحة كورونا 2019 التي اجتاحت المملكة، وبعدها ، عان المغاربة من تداعيات ثلاث سنوات من الجفاف ترتب عنها غلاء العلف، وهو ما انكس سلبا على أثمنة الأضاحي وأثقل كاهل الطبقة المتوسطة، التي أصبحت تعوزها القدرة على اقتناء اللحوم الحمراء بعد عيد الأضحى.
جزار آخر وهو أعرب محمد العدوشي أربعيني بنفس السوق منذ أزيد من 20 سنة من العمل بنفس السوق،قوله" إن قلة العرض أمام ارتفاع الطلب على اللحوم الحمراء جعلها تقفز إلى مستويات قياسية،مضيفا، أن هذه الارتفاعات الصاروخية تسببت في خسائر فادحة للمهنيين، إذ سجل تراجع كبير في اقتناء هذه اللحوم من طرف المواطنين وأصبح الكثير منهم يفضل اللحوم البيضاء التي تعرف بدورها ارتفاعا ملحوظا، مؤكدا أن استمرار الأسعار في التحليق عاليا من شأنه أن يزيد من متاعب المهنة ويجعل الكثير من المهنيين يتخلون عن مهنتهم والبحث عن مهن أخرى مؤقتة إلى حين تحسن الأوضاع على حد تعبيره.
من جهة أخرى عبر عدد من المستهلكين عن تذمرهم لما وصلت إليه أسعار اللحوم الحمراء حاليا في سوق السبت جحجوح الذي يرجع تشييده إلى سنة 1971، مؤكدين أن ما كانوا يقتنونه من اللحوم تراجع بشكل كبير بسبب ذلك، مشيرين إلى أن من كان يقتني 3 كيلوغرامات أصبح يقتني أقل من كيلوغرام واحد، فيما آخرون فضلوا الابتعاد عن شراء هذه اللحوم حتى إشعار آخر، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لجعل أثمنة اللحوم الحمراء تتماشى مع الإمكانيات المادية للمستهلكين ولخلق التوازن المطلوب ولحماية المستهلك والقدرة الشرائية للمواطنين.
وفي حالة تفاقم الوضع في هذا الشأن أشار أحدهم قوله، "إن المستهلك يمكنه أن يحدد سعر اللحوم باقتنائه لها من عدمه لأن انخفاض الطلب سيؤدي إلى انخفاض أسعارها"، لافتا إلى أن "عدم إقبال المستهلك على شراء اللحوم سيدفع الجزارين إلى خفض أسعارها".
الكاتب : | عبد الحميد بن تهامي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-09-26 16:57:35 |