آخر الأحداث والمستجدات
هل مكناس مدينة اللاتواصل وغياب المعلومة الصادقة ؟
من الملاحظات الوجيهة بمكناس، غياب المعلومة الصادقة والردود المتكاملة، والرأي التي يواكب تلك الأحداث التي تعيشها المدينة (مسطرة إقالة الرئيس). نعم، مجموعة من الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية بمدينة مكناس تنشط بالسلب أو الإيجاب هنا وهنالك، فيما الردود فهي جد محتشمة أو غائبة، ولا ترقى إلى الفعل التواصلي الفعال، فهل يمكن القول بأن مكناس مدينة اللاتواصل من الرئيس إلى الأحزاب المكونة للمجلس؟
فمجلس جماعة مكناس يعيش احتقانا متفاقما منذ البدايات ( اقتراع 8 شتنبر 2021)، وغير منتهيا لا في الزمان، ولا في الجلسات العادية والاستثنائية. وقد بلغ حده النهائي في ملتمس رفع الثقة عن الرئيس، والعمل على إقالته (إسقاطه)، وترتيب الأثر القانوني على ذلك. هي ردة فعل ذكية من المشرع الذي يصنع التوازنات والتوافقات، كما يهندس التصويبات والتعديلات والإزاحة.
اليوم في هذه النازلة (إقالة الرئيس)، لا نجد بلاغات ولا بيانات من الأحزاب المؤسساتية الدستورية، توضح للساكنة مدى انخراطها في عملية (العزل) والإقالة، وما هي الأسباب؟ وهل هي معنية بالتوقيع على عريضة الإقالة؟ أم هي قاب قوسين من ذوي الأعراف أي (هي مع الفئة الرابحة فقط) !! ومن القلة بالذكر، أحزاب (...) أعلنت موقفها صراحة، وأخرى من (الشتات) لم يظهر للتواصل الذي نعيبه على الرئيس أي أثر في تعامل هاته الأحزاب (...) مع نباهة الساكنة. اليوم، علينا محاربة التكتم والتستر على من وقع على وثيقة (الإقالة)، اليوم الساكنة تنتظر الوضوح والتواصل البناء !! اليوم الساكنة تنتظر الشفافية وإعادة توضيح بيان الهيكلة بمجلس جماعة مكناس دون كولسة ولا تهريب للحقيقة.
لنعد إلى المجتمع المدني، والذي تم تغييبه كرها عن مواكبة أحداث المدينة. تم خنقه من خلال كف الدعم عنه كحق دستوري مؤسساتي، في حين هنالك من الجمعيات التي (تقضي الغرض) عبر الشراكات (مفتوحة ومتجددة) وتبيت (تطبل) بالتهليل !! مجتمع مدني أخفق في المساءلة للمجلس الجماعي في ظل الترسانة القانونية التي تحميه، وتم تغييبه عن آليات التشاور العمومي، وبات من المتفرجين على مهازل (الهضاضرية) الكبار بالمعارضة و(المشاوشة) المصارعة اللفظية، وهم (بقدرة السميع العليم) من المصوتين الأوائل على جل النقاط تضامنا و تكريسا لانتكاسة الديمقراطية الحية.
اليوم المجتمع المدني لم يستطع الخروج ببيانات عن وضعية مجلس جماعة مكناس. لم يستطع التعبير عن رأيه بصراحة عن شبه المهرجانات التي تقام بمكناس خارج السياق وخارج الزمن التنشيطي الترفيهي، ولا عن الفجوات السياسية بمجلس جماعة مكناس، ولا عن الثقافة المغيبة بالمدينة. مجتمع مدني بعض منه ينال صورة مليحة، ويعلقها في (البروفايل) وكنا بحمد الله حاضرين في النشاط !!
أخيرا رسالة مفتوحة إلى منصة أهل مكناس، والتي أخذت على عاتقها الترافع عن قضايا المدينة محليا وجهويا ووطنيا عبر الآليات الدستورية المتقدمة (العرائض) وسياسة القرب وبيان الأولويات. لن أرميهم باللوم ولا التنقيص، فجمعهم متكامل يعمل ما بوسعه لكي يسمع صوته عاليا ومتوازنا. لومي بسيط في ملء فراغ التواصل، في إبداء الرأي حول معظم القضايا (الثقافية/ السياسية/ الاجتماعية/ الاقتصادية...) التي تنتج القيل والقال بمدينة مكناس. لومي قد أعتبره سندا لهم من خلال صناعة هيكلة قانونية لجل أعضاء المنصة، قادرة على الخروج للعلن (والقول أنا هنا). أعتبره سندا قويا من خلال الاحتكاك بهموم الساكنة والتفكير في البدائل الممكنة، ورفع توصيات علنية (للعموم) عن الشأن المحلي بمدينة مكناس. فمكناس تفتقد التواصل الفعال، تفتقد الشفافية والمصارحة وبيانات الحقيقة. تفتقد إلى منبهات تجديد بناء الثقة !!
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-09-18 22:14:42 |