آخر الأحداث والمستجدات
مكناس مدينة تحتضر...
مدينة مكناس العاصمة الاسماعيلية، الضاربة في جذور التاريخ، والمصنفة ضمن الثراث العالمي الإنساني لما تزخر به من عبق تاريخي حضاري ومعماري أصيل، يتجسد في تحفها المعمارية الرائعة، وأسوارها الشامخة وابوابها الضحمة الفريدة ومساجدها العريقة وأضرحتها وسقاياتها المتعددة وأبراجها..
مكناس مدينة "المحارب" كما يصطلح عليها بالأمازيغية، أو "فرساي"المغربية كما كان يأمل السلطان العلوي المولى إسماعيل أن تكون.
كل هذا لم يشفع لها في شيء، وأصبحت مدينة مهملة مدينة تعيش الاحتضار كل لحظة، مساجد مغلقة بالجملة، منازل وأسوار فقط تنتظر دورها للسقوط، مدينة تحولت إلى مدينة أطلال في ظل استمرار مسلسل انهيار المباني الايلة للسقوط وصمت المسؤولين واكتفاؤهم بالتصدي لهذه الإشكالية عبر الندوات والتنظير، دون ملامسة للواقع الذي يتهدد هذا الارث التاريخي للمدينة ولسكانها الذين أصبح أمن أرواحهم وممتلكاتهم مجرد أضغاث أحلام.
ليلة البارحة وبينما كان يأمل سكان المدينة القديمة بمكناس أن يعيشوا قيامها في الذكر والتعبد باعتبارها ليلة مباركة من العشر الأواخر لهذا الشهر الكريم، عاشت الساكنة إلى غاية الفجر قياما من نوع أخر على وقع الرعب والفزع بعد انهيار كلي لمنزل مهجور على منازل سكنية تأوي عائلات بحي ظهر السجن تسبب في قطع الطريق ومداخل المنازل المجاورة.وسارع أفراد مسعفي القرب المتطوعيين باب بردعين إلى جانب رجال الوقاية المدنية للتدخل وإقامة الحواجز لإبعاد المواطنين بسبب احتمال انهيار اخر وشيك، خاصة وأن البنايات المجاورة تعرف نفس ظروف التردي.
الكارثة رغم خطورتها لم تخلف لحسن الحظ ضحايا في الأرواح، لكنت خلفت تذمرا واستياء كبيرين للساكنة الذين عبروا عن سخطهم جراء الظروف التي يعيشونها والخطر الذي يتهددهم في كل لحظة وحين ليس فقط في هذا الحي وإنما في غالبية دروب وأزقة أحياء المدينة العتيقة.
الكاتب : | عبد الكريم سيف |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-08-03 20:38:33 |