آخر الأحداث والمستجدات
بين فريق البصمة والكولسة ضاعت دورة شهر ماي لجماعة مكناس
يبدو أن مسلسل العبث والاستهتار بمصالح المدينة وتعطيل مسار التنمية ما يزال مستمرا بجماعة مكناس، وآخر حلقاته ما شهدته أشغال دورة شهر ماي العادية، يوم أمس الثلاثاء، وما سبقها من تأسيس لفريق جديد من المستشارين، لقبه بعض الظرفاء بفريق "البصمة" واختير له من الأسماء "المستقبل"، وكذا استمرار ظاهرة الكولسة التي تتحكم في جزء مهم من مجريات الأحداث داخل الجماعة واختيارات ومواقف بعض مستشاريها.
عدم انعقاد دورة شهر ماي لجماعة مكناس، كان ظاهره عدم اكتمال النصاب القانوني كما تمت الإشارة لذلك من طرف رئيس المجلس، جواد باحاجي، إلا أن الواقع يخفي الكثير من الحقائق التي بين طياتها وفي تفاصيلها نجد أجوبة عن أسئلة لطالما كانت مصدر حيرة للمواطن المكناسي، ولعل أبرزها سؤال التنمية المعطلة والعجز عن مجاراة وتيرة الإصلاح التي تشهدها بعض المدن الكبرى.
من بين الأمور التي كانت سببا في عدم انعقاد دورة شهر ماي يوم أمس الثلاثاء، هو تأسيس فريق جديد، ارتدى في ظرف أقل من 24 ساعة ثوب المعارضة، رغم انتماء أعضائه للأغلبية، بل وتتزعمه مستشارة أسندت لها مهمة رئاسة إحدى لجان المجلس أي ما يؤكد انتماءها للأغلبية المسيرة، وهو الفريق الذي تجهل دوافع تأسيسه والغاية منه، مع تساؤلات أخرى مرتبطة بالتوجهات والميولات السياسية والاجتماعية التي كانت سببا في التئام أعضائه، وكذا الإشارات التي يمكن التقاطها من محضر التأسيس سيما الطريقة التي تم بواسطتها التوقيع على هذا الأخير، "البصمة"، والتي توحي بأننا أمام مجلس قروي يعود لحقبة غابرة وليس أمام مجلس في عصر البصمة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
للأسف وكتجسيد للعبث، لم ينشر فريق "البصمة" أي بلاغ أو توضيح، يشرح فيه خلفية التأسيس والغايات المرجوة منه، كما جرت العادة في حالة تبني تيار جديد داخل المجلس أو مجموعة مستشارين لموقف سياسي معين، ما يجعل منه فريقا فاقدا لبوصلة المنطق والشرعية، سيما أن أعضاءه صوتوا وبكل حماس على النقاط التي تضمنتها جداول أعمال الدورات السابقة، بما فيها النقاط التي كانت محط خلاف وانتقاد والمثيرة للجدل.
اليوم جل مكونات المجلس بل وجل المتابعين للشأن المحلي يعرفون جيدا السلوكيات التي تنامت بشكل فاحش خلال المجلس الحالي، والتي تسبق كل دورة من دورات جماعة مكناس بل وأحيانا تقع بالتزامن مع انعقاد أشغال المجلس، كما هو الشأن لواقعة "كورنيط" خلال إحدى دورات الميزانية، وهي السلوكيات التي تفسر نوعا ما الغاية من تأسيس تحالفات غير منطقية وغير متجانسة، ما يتطلب تدخل الجهات الوصية بشكل حازم لوضع حد لهذا الأمر.
إلى جانب فريق "البصمة"، أكد عدم انعقاد دورة شهر ماي لجماعة مكناس كذلك، استمرار ظاهرة الكولسة، التي تعتبر بدورها من الظواهر المتحكمة في بعض المواقف والتوجهات والاختيارات بما فيها خيار مقاطعة الدورات وقلب الطاولة، ولعب دور "المعارضة المتطرفة" أو معارضة "طارت معزة وإن عاكسنا" رغم توفر المجلس على معارضة رزينة وذات مواقف مشرفة ولا تحتاج لمن يزاحمها في هذا الموقع، سيما إذا كانت تقف من ورائه جهات تحاول بشتى الطرق ممارسة "الوصاية" و"التحكم" في مجريات الأمور داخل المجلس.
بالإضافة إلى ما سبق هناك ظواهر عديدة تعتبر سمة بارزة للمجلس الحالي، الذي ابتليت به المدينة للأسف، نذكر منها ظاهرة "الهدادرية" وظاهرة "زعماء الأغلبية المعارضين"، وظاهرة "أنا ماشي معاهم"، إلا أن أكثرها حدة ظاهرة "ذو الوجهين"، أي وجه مع الأغلبية ويشارك في صنع القرار والتسيير، و وجه مع المعارضة، أو بمعنى أوضح قلوبهم مع المعارضة وسيوفهم مع الأغلبية.
الكاتب : | المكناسي عثمان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-05-08 19:57:57 |