الكل في سوق الهديم بمكناس

فالاستعداد لرمضان يبدأ منذ أكثر من شهر ، يقول أحد باعة الثمور و الحلويات ، حيث يتم التخلص من المواد التي لا تلقى الإقبال خلال رمضان الكريم ، و إخلاء المكان لمواد تعرف طلبا كبيرا بداية شهر شعبان الذي يعرف إقبالا كبيرا على المواد الرمضانية  ، فجناح بيع الشباكية و المخرقة و مختلف المعسلات ، كان قبل مطلع شعبان عبارة عن جناح لبيع "الكاطو "الخاص بالأعراس و الأفراح و المناسبات الأخرى ، إلا أنه مع مطلع شهر شعبان تحول الجناح بكامله إلى جناح لتقديم الحلويات و الثمور على اختلاف أنواعها و أشكالها التي تتقارب مع مختلف أنواع الحلويات بالمغرب ، و خاصة استفادتها من حلويات مدينة فاس المعروفة بالإتقان و التفنن . إلى جانب الثمور التي تجلب من تونس و العراق و الإمارات و الجزائر، فضلا الثمور المغربية .

" .. نجد هنا كل ما تحتاجه من حلويات و تمور و حتى المقبلات / الملوي و المحنشة و الرزيزة و البغرير و خبز الشحمة ، هكذا حدثتنا سيدة في الأربعين من عمرها و هي تقتني الحلوة الشبكية التي وصل ثمنها بالسوق الى 60 درهم ، حيث علق البائع على الثمن بالقول إنها شباكية " تاع الدار" ، في إشارة إلى أنها تحتوي على كميات من المواد التي تؤهلها لتكون بذلك الثمن . فيما حدد سعر الشباكية العادية بين25 درهم و 28 درهم للكيلوغرام  ، أما بقي الأنواع من المعسلات فلا تتعدى 80 درهم للكيلو غرام. كالبريوات و المحنشة ..

 بجناح أخر أغرق بالزبائن ، حيث الإقبال على الحمص و العدس و الفول بكثرة ، إذ أن إعداد حريرة أهل مكناس لا تخلو من هذه المواد القطنية ، بل أنها أساسية في وجباتهم الرمضانية ، وهو ما تؤكده النساء المكناسيات بالقول أنهن يعملن على التفنن في إعداد مائدة رمضان بمختلف المواد الأخرى من عصائر و قهوة و حليب و حلويات ، لتبقى الحريرة المغربية هي أساس المائدة رفقة الثمور و الشباكية ، موضحات أن عددا من مواد القطاني ارتفع ثمنها بأكثر من 3 دراهم في الكيلوغرام الواحد ، معبرات عن استنكارهن لمثل هاته الزيارات المفاجئة .

بنفس السوق بات الإقبال على اللحوم الحمراء و البيضاء ملفتا ، حيث لا يخلو محل للجزارة من الزبناء ، حيث الإقبال تزايد بكثرة يقول أحد الجزرين ، موضحا أن عملية تحضير اللحوم أصبحت شبه يومي ، خاصة الأكباد و الطحال و الصوصيص ، مؤكدا على أن الأثمان بقيت مستقرة مقارنة مع الأيام العادية . حيث بقي لحم البقر في 70 درهما للكيلوغرام و الأكباد بين 80 درهما و 90 درهما و لحم الغنمي 70 درهما .

أيضا بائعو الزيتون بمختلف ألوانه وأذواقه أبدعوا في تقديم و عرض منتوجاتهم ، إذ أن الإقبال على الزيتون يبقى كبيرا كما يقول أحد الباعة ، مؤكد أن أطباق المكناسيين لا تخلوا من طاجين اللحم أو السمك رفقة الزيتون ، خاصة و أنهم يعتمدون هذه الأطباق في وجبات العشاء ، بينما السحور لا يحتوى سوى على مواد خفيفة .

بجانب السوق و على أبواب مدخله تقدم عدد من النساء الخبز و الرغيف و الرزيزة و عدد من مشتقات الرغيف ، مؤكدات أن الإقبال متزايد على هذه المنتوجات خلال هذه الأيام ، حيث يعمد عدد من الناس إلى الصوم استعدادا للشهر الفضيل .

خودي مليويات ألالة ... بهذه العبارة تستقبلك و تدعوك عدد من النساء اللواتي وجدن على مدخل السوق المركزي مكان مناسبا لعرض منتوجاتهن ، أطباق متنوعة من الرغيف تفنن في إعداده و تقديمه للزبناء ، حيث أصبحت شهرة هؤلاء النساء ذائعة الصيت و أصبح الإقبال كبير عليهن ، خاصة في شهر رمضان . بجانب بائعات الملوي و الفطائر .

تشم رائحة السمك بالسوق الملتصق بسوق الهديم ، أنواع و أشكال من الأسماك التي يتم جلبها من مختلف المواني ، حيث أكد أحد البائعين أن الأسماك تصل في حدود الثالثة ليلا إلى السوق المركزي بحمرية و من ثمة يتم تسويها بالجملة ، حيث يتم نقل هذه الأسماك إلى عدد من المدن بالجهة . في حين يشتكي عدد من الزبناء من الارتفاع المهول في أثمنة الأسماك ، والزيادة في الأسعار أصبحت تصل إلى أربعين بالمائة ، في الوقت الذي تزايد الإقبال على الأسماك التي تكاد تصبح من أساسيات المائدة المكناسية .