آخر الأحداث والمستجدات
استثمار بنكهة الاستعمار في زرهون
مزارع فج واد الم يت، جماعة وقيادة وليلي، دائرة زرهون، عمالة مكناس الإسماعيلية- ولاية مكناس تافيلالت- وهي عبارة عن أراضي فلاحية لزراعة الحبوب والقطاني محاطة ببساتين الأشجار المثمرة - زيتون- كروم التين والعنب-الخروب- وحظائر تربية النحل، ومختلف الحيوانات الأليفة. يتوسط صدر هاته البيئة العذراء هضبة على شكل واسطة العقد، تسمى غابة الحرشة، نسبة إلى طبيعتها، أحراش ذات غطاء نباتي متوسطي - غابوي رعوي - وأعشاب طبية وعطرية من فصيلة -الزعتر- فليوو- مانتة. … إلخ.
تكمن أهمية هاته الهضبة في الأدوار البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت تلعبها في ما مضى، وقد أهلتها طبيعتها لتكون المجال الأمثل لسكن وتناسل العديد من أصناف الطيور والحيوانات البرية، وبالتالي تساهم في الحفاظ على النسل والصنف الحيواني، كما كانت تمثل مصدر ثروة للمشتغلين بعالم الصيد البري ومتعة لهواة هاته الرياضة.
كل هذه المميزات التي ذكرناها حتى الآن تحولت إلى جزء من الماضي، وللأسف الشديد فقد اغتصبت بكارة عذريتها من طرف مستثمر إيطالي الجنسية، فقد تمكن من إقامة مقلع للأحجار بصدر الهضبة رغم عدم صخرية تكوينها الجيولوجي. والذي من جرائه تحولت هاته الهضبة من منفعة عامة إلى منفعة شخصية ومضرة عامة.
ولعله غير خاف على أحد ما تحدثه نفايات الزيوت الصناعية التي تلفظها آليات الحفر، وسحق الأحجار، وما تنفثه هاته الأخيرة من دخان، وغازات إسوة بشاحنات نقل المنتوج من وإلى المقلع والتي تتجول بكل دواعي التلوث وسط الحقول المذكورة. بما تمثله تلك الإفرازات من أضرار بيئية بالمياه الجوفية وبالمحيط المجالي المكسو بالأشجار المثمرة التي يعد الغبار من ألذ أعدائها، كما ساهم هذا المقلع في قطع أرزاق بؤساء الشعب، وساهم في التضييق على مربي الماشية وبالتالي أصبح هذا الاستثمار يشكل حجرة عثر في طريق التنمية عوض أن يكون العكس.
الكاتب : | المهدي براكين |
المصدر : | الأسبوع الصحفي |
التاريخ : | 2013-07-31 16:13:14 |