آخر الأحداث والمستجدات
تأثير شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية على الأطفال.. هذه مخاطرها على الذاكرة والانتباه
أصبحت الأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات، مثل التلفزيون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في مختلف الفئات العمرية. ومع ذلك، فإن تأثير هذه الأجهزة على نمو وتطور الأطفال، خاصة الأطفال الصغار، يثير قلقًا متزايدًا بين خبراء صحة الطفل.
يقوم المتخصصون حول العالم بدراسة تأثير الشاشات على النمو الدماغي والجسدي واللغوي والحسي للأطفال الصغار. هل يعني الانغماس الكبير في عوالم الشاشات أن الأطفال يمكنهم تطوير قدراتهم الفكرية بشكل طبيعي؟ وهل يجب تشجيعهم على الاستمتاع بالتكنولوجيا دون اتخاذ التدابير الضرورية لحمايتهم وإعادتهم إلى الواقع؟
يشير الدكتور أحمد السالمي، طبيب الأطفال، في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن أدمغة الأطفال تكون في أوج نموها وحساسة جدا. وبناءً على ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للشاشات إلى ضرر في وظائف الدماغ الأساسية، مثل الذاكرة والانتباه واللغة.
على الرغم من تعقيد تقييد وصول الأطفال إلى الشاشات، يشدد الدكتور السالمي على ضرورة تقليل استخدام هذه الأجهزة، خاصة بين الأطفال الصغار. يشير إلى أن الاستخدام المطول للشاشات يرتبط بنمط حياة غير نشط، مما يسهم في مشاكل صحية مثل السمنة لدى الأطفال. ويوضح أن التعرض المفرط للشاشات يؤدي إلى تأخر في النوم وصعوبة في الاستيقاظ.
ويقترح الدكتور السالمي وضع حدود صارمة لاستخدام الشاشات واختيار المحتوى المناسب لعمر الأطفال، مع التشجيع على الأنشطة البديلة مثل القراءة والأنشطة الخارجية.
يشدد السالمي على أهمية التفاعل المباشر مع العالم من حولهم لتحقيق التنمية الشاملة للأطفال. ومن جهة أخرى، يقترح بعض الخبراء التركيز على جودة المحتوى بدلاً من تقليل فقط من مدة التعرض للشاشات. فالتشجيع على الأنشطة الرقمية التعليمية والإبداعية يمكن أن يكون إيجابيًا لتطوير القدرات الفكرية للأطفال.
تعتبر فكرة "التخلص من السموم الرقمية"، أي الابتعاد عن الشاشات في فترات الراحة، شائعة بين أولياء الأمور، حيث تتيح هذه اللحظات فرصة للأطفال لاستعادة اتصالهم بالطبيعة وتطوير قدراتهم الإبداعية وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.
تشير الدراسات إلى أن فترات التوقف الرقمي المنتظمة تحسن التركيز وجودة النوم وتقلل التوتر لدى الأطفال.
وعلى الصعيدين البيداغوجي والأبوي، يتم استخدام أدوات مبتكرة في بعض المدارس لإدارة استخدام الشاشات خلال الدروس واللوحات التفاعلية. يهدف ذلك إلى تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والجوانب الأساسية لعملية التعلم.
نظرًا للتأثير المحتمل للشاشات على الأطفال، يحاول بعض الآباء تقليل تعرض أطفالهم لهذه الأجهزة، بينما يعتمد آخرون عليها لتسلية الأطفال.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-01-28 13:47:54 |