آخر الأحداث والمستجدات
هل يصطدم إعادة توظيف صهريج سواني التاريخي بأزمة الماء البنيوية ؟
تبدو الأشغال الأساسية في إطار البرنامج الملكي لتثمين المدينة العتيقة لمكناس في طور الانتهاء، من داخل حوض صهريج السواني والحواشي المحيطة به. فالملمح الخارجي للصهريج يُظْهرُ جُملة من التغييرات والتأهيلات التي أصابت مُجمل المساحة المكونة للمعلمة السلطانية.
حين نتحدث عن نهاية الأشغال، فإننا نقصد بها تلك الأشغال الرئيسية والكبرى المهيكلة للبنية التحتية للصهريج، لا الأشغال اللازمة واللاحقة بالانتهاء، وإعادة تشغيله رسميا أمام الزوار والسياح. فلزاما، لازال محيط صهريج سواني غير مكتمل التزيين والتأطير، وذلك من خلال عمليات التنقية الكلية، وتصفية الأشغال الصغرى، وإعادة هيكلة الممرات ومحيط الصهريج، وكذا إنشاء المساحات الخضراء (والتي هي كذلك تتطلب الجُهد المائي)، ومحطات وقوف السيارات والمركبات. لازال التزيين البيئي لم يتم بعد الشروع في تنزيله ، لم يزل الاشتغال على السياج المحيط بالصهريج غير منجز. من تم فقولنا بقرب انتهاء الأشغال يهم فقط الترميم والتأهيل الأساسي للصهريج وجوانبه الداخلية والرئيسية.
في المقابل، تبدو بنية الجفاف التي يعرفها المغرب عموما مستطيلة النتائج والأثر، وقد تنعكس بالسلبية على عمليات التعبئة المائية لصهريج سواني (سعة حوض صهريج سواني/ تبلغ المساحة هيدروليكية 149 مترعلى 319 متر، وبعمق يتجاوز 3 أمتار). ومن أجل إيجاد بعض الحلول الناجعة لتعبئة الصهريج، وإعادة توظيفه التاريخي والسياحي، فلا بد من التفكير بالرزانة التامة، واستقطاب كل الأفكار البنائية لإعادة المعلمة التاريخية إلى حلتها الأولى. فإجراء ثقوب بمحيط الصهريج بات لازم التفكير فيه، مادام المورد المائي القادم من وادي بوفكران قد تم إتلافه وتدميره ممراته، وانقطع الماء أصلا من المنبع.
ومن الحس التاريخي الوفي لاستحضار الزمن الماضي يمكن دراسة إمكانية إعادة توظيف السواني الداخلية بالتشغيل(تحت قباب هري سواني)، لنقل الماء نحو الصهريج، ولما لا التفكير في الفيض المائي المتبقي في العوينة الصافية (باب بوعماير) ونقله نحو الصهريج!! حقيقة لا يمكن نكرانها فقد باتت مشكلة تعبئة صهريج سواني بالمورد المائي اللازمة في ظل الوضعية المائية الحالية (الإجهاد المائي المطرد)، مشكلة مستجدة على نهايات برنامج تثمين المدينة العتيقة لمكناس وإعادة التوظيف ، ورغم، فلا بد من إيجاد حلول إجرائية ممكنة وقارة لهذه العملية الأساسية بإعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-01-26 18:18:41 |