آخر الأحداث والمستجدات
مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية بأي حال عُدت يا مهرجان !!
البداية بالحمد والشكر للواحد العظيم... بأن وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة- جهة فاس مكناس، تذكرت بأن مهرجانا لازال عالقا في ذمة أنشطتها الاعتيادية السنوية وقد بلغ الدورة (22)، وبأن هنالك ظروف متنوعة اعتبارية لم يُنجز في موعده المعتاد. أبدأ بالحمد والشكر للواحد العظيم... بأن قطاع الثقافة بجهة فاس مكناس قرر وخطط برنامجا ترفيهيا وفنيا متنوعَ المشارب والأجيال وفي عمق نهاية أنفاس السنة الكبيسة. أبدأ بالحمد والشكر للواحد العظيم ... ختم الأنشطة الجهوية بمهرجان وليلي ومعرض النشر والكتاب من داخل تراب جغرافية مكناس العلية.
هنية ليك يا وليلي... هنية ليك في عز البرد والطقس ستزهو مسالكك التاريخية بنغمات التنشيط والرقص الغنائي، وكلمات الافتتاح المرصعة بالمديح الباذخ في التنميق اللغوي البلاغي، وتصبح مدينة التاريخ بين عشية وضُحاها تَصنع الحوار الفني والجمالي. تحية وسلام ليك يا مدينة وليلي من أمسية افتتاحية عند أدراج مدخلك البهي، والكل يبحث عن خلق جسور التلاقح بين الماضي والحاضر !! و لما لا استشراف المستقبل بنغمات عالمية !!
أناديك مهرجان وليلي وأقول: إن صناعة الفرجة الفنية والثقافية لم يعد يماثل البرمجة وإسقاطات شهب النجوم من القطب الأول، فالمتلقي الشغوف بالفن النظيف لم يعد يبحث عن الالهاءات المبعثرة، وعيش لحظات من الفرجة الرخوة. صناعة البرامج الثقافية كإستراتيجية تُقايس دراسات الجدوى في الأداء والأثر والمؤشرات، وتغيرت كليا عن النظرة التقليدية (فرق موسيقية تحيي أنشطة متفرقة !!)، فالعبرة في مهرجان (الصويرة) ومنه نتعلم كيف تكون البرمجة الفعالة، وكيف نستقطب السائح والمتلقي، وعندنا لا زالت البرمجة القديمة تُعشش في ردهات قطاع الثقافة الجهوي !!
في مهرجان وليلي، حين أتابع فقراته المتنوعة، أَحضر أولا برؤية عَين متفحصة، ثم بعدها تعود لي كل المشاهد بمورد (الفيدباك) لأكتب عن الحقيقة غير المزيفة، ولا المعطرة بعطر كلمات ليلة الافتتاح!! وفي لحظات الكتابة الموضوعية، أتصالح مع حاسوبي، وأضغط على حروفه الراقنة، لكي أدون ملاحظاتي بلا تملق ولا رياء لأي كان. في مهرجان وليلي، كل المشاهد تتراكم باتجاه قلبي الذي يعالجها بين الماضي والحاضر وتنافر حضورها بالتمايز، وما نستشرفه من المستقبل الغائر مثل منعرجات طريق المدينة الأثرية.
في مهرجان وليلي... لحظات كثيرة أرى التمسح بالانحناءات !! وأسمع المدح والمديح اللامتناهي !! وتفخيم كلمات الشكر الموصول بلغة المهرجانات الخشبية !! في مهرجان وليلي... هنالك المواطن البسيط، ابن القرية الذي يبحث عن قُوتِ يومه، وعن رؤية لا تنتهي نحو السماء طلبا للغيث الكفيف. مُواطن من ساكنة الجبل الشامخ، لن يصل مؤشره في تَقْيِّيدِ السجل الاجتماعي حتى حدود رقم (9)، وهو (تاَلَفْ) يبحث عن الحطب للتدفئة، وعن قفة عيش رخيصة يوم السوق الأسبوعي، حينها أبكي من ربطات العنق الجهوية الآتية لأخذ صورة، وتوزيع الابتسامات الزاهية والتصفيقات. في مهرجان وليلي، والشكر دائما للواحد العظيم ... سحر المكان بمرجعيته التاريخية يشدني بالانتماء، حينها أكتب عن المكان والساكنة لا عن الحضور الجهوي المتحكم في دواليب تنظيم كل كبيرة وصغيرة متعلقة بمهرجان يقع ضمن جغرافية أحواز مدينة مكناس العالمة.
في وليلي، أغضب حنقا، مرات عديدة عن مهرجان سنوي راكم تجارب ذات قيمة نوعية وكمية، حتى نال الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ولا مكان (قاعة الندوات والحفلات) له مهيكل بالاستقبال الأنيق والجمالية، وبالبساط الأحمر لضيوف وليلي مهد الثقافات العالمية. أغضب حين يكون خارج تاريخ زمن التنشيط الجذب السياحي والتسويق للمكان، وللتاريخ القصي المغربي. في مهرجان وليلي، يختلط فيه حضور المثقف والسياسي وأهل الفن، وينالون الدعوات والتكريمات والتصفيقات، وعشاء البذخ، و كرم الترف، ويقطعون الكيلومترات ليصلوا إلى قلب وليلي، ولكن من الأسف المضني ألَاَّ يكتب أحد منهم عن المهرجان، ولو فقرة يتيمة مشتتة المعارف وبالإنشاء الركيك!! وكأن المهرجان بات صورة عبر الزمان فقط !!
في مهرجان وليلي قد تسمع به في المواقع الاجتماعية (إعلام الشارع)، وقد تغيب عنه المتابعات النظيفة للتقويم والضبط، والتي لا تحتمي في ظل كتمان الأبكم عن السلبيات. في مهرجان وليلي (أيام 20، 21، 22 و23 دجنبر 2023.) أختم مقالتي بالحمد والشكر للواحد العظيم وأقول: بأن الصخب لا يليق بك يا مدينة التاريخ، تماما مثلما يليق بك يا وليلي سكونك التاريخي المعتاد.
الكاتب : | متابعة محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-12-18 18:54:41 |