آخر الأحداث والمستجدات
ذكريات تقاليد وعادات رمضان بالحاضرة المكناسية

لشهر رمضان حيز ارشيف يستوطن جزء من ذكرياتنا الفردية والجماعية الماضية بمكناسة الزيتونة، ماض نستحضر ذكريات فصوله الجميلة كلما هل هلال شهر رمضان بيننا . كلنا يقر بالتحولات التي طرأت على وضعية الحالة الاجتماعية المغربية .اعتراف يحمل حسرة دفينة بالأنفس من خلال التخلي على مجموعة من العادات والتقاليد الحميدة دون سبق انذار ...
تقاليد اكتسبناها وخبرناها في صغرنا فعادت تستدعى –بضم الحرف الاول - في الحكي فقط عن الماضي الطفولي الجميل لكل واحد منا ...عوامل التحول كثيرة همتنا كمجتمع من حيث سيرورة التغيير الاجتماعي السريع ،وحركية الثقافة الكلية-"الحديثة " - كبنية وسيطية مخلخلة لوضعية التفكير لمجتمع الحاضرة المكناسية التي ظلت الى حين غفلة تقليدية النموذج والصيغة...
ان طفرة الحداثة بصدمتها طوحت بجزء من بنيتنا التقليدية لا نعرف مقدارها علميا نحو خزانة الماضي المحكمة الاقفال...جزء منها شمل عادات وتقاليد شهر رمضان ..
اعود الى عادات وتقاليد "سيدنا رمضان" وهي كناية يستعملها المكناسيون لتفضيله عن باقي شهور السنة . تقاليد مارسناها بقوة في صغرنا ولم نمررها لابنائنا الا بطريقة الشفهي المحكي ...
من منا لا يتذكر جلسة العائلة بحجمها الاكبر في الشهر المبارك والفرحة تنط من نوافذ المنزل بهجة ساطعة المعالم ... من منا لا يسمع ما كنا نردده من جمل بالدارجة /العامية في الاحياء العتيقة وحواري المدينة فرحة باستقبال شهر رمضان ... من منا من لازال حضور "النفار" و "الغياط" يرن بأذنه اعلانا بوقت السحور....ويوم العيد...
انها عادات رمضان كثيرة هي، ماذا حل بها الان في حاضرنا؟ .
ان الامر استوقفني حزنا عن كثلة من العادات البسيطة المكناسية والتي سحقتها عجلة الحداثة والتحول الاجتماعي المتسارعة ...لكني قررت ان احيي في كل منا ذكرياته الطفولية "بشهرالحريرة"...
هي تقاليد وعادات لم توثق كتابة ،عادات غفلنا على نقلها الى الابناء كرها بضغط تسونامي العولمة، فحتى وان لم تمارس في الواقع الحاضر كما فعلناها في صغرنا ،فاننا نبتغي توثيقها كتابة...ونقلها الى الاجيال القادمة كموروث ثقافي وطني له قيمته الجمالية من حيث:
- التمسك بالدين كعنصر موجه للحياة الفردية والجماعية بالمغرب
-التمسك بالاصالة كوظيفة تخدم الحاضر ولا تخلق القطيعة بين الماضي /الحاضر
- التمسك بالسلوكات والاخلاق الفاضلة كعوامل مساعدة على التكافل الاجتماعي و الدمقرطة المنصفة
- التمسك بالعادات الموضوعاتية الشفهية الحاضنة لقيم المجتمع من تسامح/تاخي/ عطف /تكافل...
انها عادات وطني ومدينتي ،فعندما نقوم بتأطيرها وتدوينها نكون قد اخلصنا النية للوطن ،نكون قد سحبنا البساطة بعنوة من ملوثات الحداثة الضاغطة علينا بقوة التحدي...
ففي احياء مكناسة قاطبة ،قبل ان يهل هلال رمضان كنا معشر الاطفال اكثر شغفا برؤية قدومه ،فكنا نكون جماعات الحي لمراقبة طلعة الهلال ،ولجماعة السبق في الرؤية الحضوة عند اهل الحي ،فضلا عن كرم الاسر من عطايا "التمر/حلويات "
بعد الرؤية بالتوكيد كنا نطوف جماعات ونررد جمل تحتفي بقدوم الشهر المبارك ،ثم اخبارا لاهل الحي بليلة رمضان علما ان وسائل الاتصال "السمعي /البصري "كانت محدودة الانتشار ...
عند السحور كنا نرتقب "النفار" بنفيره النحاسي الطويل الذي يوقظ الناس بقوة صوته ،نلتف من حوله ونمرح سعداء ...وهو مزهوا بلباسه التقليدي وطربوشه الوطني...
اما الصيام الاول للاطفال عند الاسرالمكناسية فلم يكن يمر مرور الكرام بل كان الامر اشبه "بعريس/عروسة "يوم الصيام ،فالاسرة بأجمعها تكرم الطفل (ة) وتحتفي به احتفاء رمزيا بتكليفه "الشرعي"الديني وضمه الى حضوة الكبار....
املي تجميع مجموعة من عادات الطفولة الرمضانية بمدينة مكناس ولما لا نغطي المساحة الجغرافية الوطنية ...مع اعتماد مسلك الحكي والوصف لتدوين ذلك ،وارتضي الامر من حيث:
1- العادات الدينية المرافقة لشهر رمضان بمدينتنا فيما يهم الاطفال
2- العادات الاسرية "الاجتماعية" خلال الشهر
3- عادات الطفولة "من طفل الى طفل "خلال شهر رمضان
4- العاب الطفولة الرمضانية بمدينة مكناس
5- العادات الاجتماعية المصاحبة لشهر رمضان فقط.
انها عادات وتقاليد وطني ومدينتي التي اصبح النسيان يطويها ويطوح بها ...فلا مناص لنا جميعا من تحريك ذكرياتنا وتدوينها كشاهد ثقافي للحاضرة المكناسية...
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-07-28 17:14:13 |